في استقلاله ال٨٠… لبناننا لن يشيخ ولن يزول
الاحداث- كتبت جوليانا معنق
اعتاد اللبنانيون منذ ثمانين عامًا على الاحتفال بعيد استقلالهم على وطئ كلمات المتنبي وترداد "عيد، بأي حال جئت يا عيد".
ثمانون عامًا على التوالي وكأنّ الحزن، الأسى واليأس أجزاء لا تتجزأ من تلك المناسبة. وأضحى لبنان يطفئ شمعاته على وقع صرخة الأمهات وحرقة قلب الآباء. وكل ذلك، نتيجة عوامل خارجة عن إرادة الطرفين، حولت لبنان الى ساحة تحاصص، شرذمت شعبه وفرقته وهجرت أبناءه.
فلبنان اليوم الذي يحتفل بعيده الثمانين لا يشبه إلا الأم الثكلى الحزينة على فقدان أولادها، الأم التي لا تستطيع كلمات الأرض كلها مواساتها أو التخفيف من محنتها.
لبنان اليوم، لا يعيش على أمجاد ماضيه الحافل، بل على أصداء مستقبل مجهول يخفي في طياته المزيد من المشاهد الأليمة المصورة عن بعد والتي قد تطال البلاد في أي وقت.
لبنان اليوم يبكي شهداء له ويودع أبناءه الذين يحتفلون بالذكرى في كل أنحاء العالم.
لبنان يشعر اليوم أنه كهل وضعيف، ينظر الى الموت من بعيد ويتساءل عما إذا كان دوره سيكون قريبًا ويحاول معرفة من الذي قدّر له هذا المصير.
لبنان يتخوف من أن يكون على شفير الهاوية، ولكن هل نسي لبنان أن الله اختاره ليكون أرضًا له:"ونظر موسي الى الشمال، الى ارض لبنان والجبال! وهذا الجبل لمن؟ قال! اغمض عينيك!!! محال! اجابه الله بصوت زلزال... وقف لي، هذه الارض والجبال، لن تطأها، قدماك، ولا كل ما عندك من رجال!!! لبنان وقف الله الان والى الازال (يشوع بن سياغ 1/4، حزقبال 30/3، 31/15)".
لبنان هو «قلب الله» الآتي من اسم كلمة لبنان: لب: وهي تعني قلب «نون» وهو اسم الله. فيصبح اسم لبنان، قلب الله. وهو ايضاً يعني الجبل الابيض. وعلى هذه الجبال تمنى تلامذة السيد المسيح ان يقيموا مظالهم «هنا» في جبل لبنان في طور حرمون حيث يقال ان المسيح جاء مع تلاميذه وتجلى امامهم واصبحت ثيابه بيضاء كالثلج.
لبنان اسمه يتردد لاكثر من 72 مرة في الكتاب المقدس وفي اجمل المقاطع. وكل مرة يريد الكتاب المقدس ان يتكلم عن جمال الله فهو يشبهه بجمال ارز لبنان.
لبنان لن يشيخ ولن يزول فإذا زال الله يزول قلبه، وسنظل نردد بوجه كل من يطمح الى أخذ لبنان الى الهاوية "لبناننا لنا", سنتصدى اليوم وكل يوم الى شرارة الحرب المنادية, سنقف بوجه كل من يساوم على أرض لبنان وأهله وسنبقى دائما شعبًا متمسكاً بالحياة الى أبد الأبدين .