الاحداث- قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها خلال زيارته بلدة جاج في قضاء جبيل:“أنا سعيد بلقائكم هنا في هذه البلدة، وأشعر أنني بين أهلي. جاج بلدة تختزن الكثير من التاريخ، وقد أعطت للكنيسة ثلاثة بطاركة، ومنها جاءت تسمية أرز الباروك، هذا الأرز الذي لا يغيّر لونه ولا يسقط ورقه، وهكذا هم أهالي جاج، لا يغيّرون لونهم ولا ورقتهم”.
وأضاف:“في المعارك الصعبة تسقط الكثير من الأوراق ومن الأشخاص، أما الأوفياء فيبقون واقفين، مثل العميد شامل موزايا الذي حارب وبقي وفياً من عام 1990 حتى 2005، وعندما اختاره الجنرال للانتقال من العسكر إلى السياسة لبّى النداء، وعندما شعر أن الوقت قد حان ليرتاح، انسحب من تلقاء نفسه وأفسح المجال لغيره”.
وتابع باسيل:"في موضوع الإنماء، كانت حصة قضاء جبيل من أموال الدولة أكبر من حصة البترون، وإذا تركنا جانباً ما قامت به مؤسسة مياه بيروت ومديرها العام جان جبران، فإن مشاريع المياه شملت قرى جبيل ومنها جاج. هذه المشاريع يجب أن تُستكمل، خصوصاً بعد أن توقّف العمل بها رغم انتهاء المناقصة الخاصة بها”.
وأشار إلى أن “العمل الإنمائي الذي حصل في البترون لم يكن من قبل الدولة، بل من أموال خاصة ساهمنا فيها، مثل ترميم الواجهات وتعبيد الطرقات والساحات، ونعمل على استنساخ هذه التجربة في جبيل”.
ولفت إلى أنه “في قضاء جبيل تم استحداث ثلاث طرقات أساسية ربطت الساحل بالجرد، منها طريق قرطبا، طريق جاج، وطريق القديس شربل في عنايا حتى العاقورة، ولكن الطريق بين اللقلوق والعاقورة لم تكتمل، وكنا نريد استكمالها حتى كسروان”.
أما عن سد جنة، فقال باسيل:“كلفته 255 مليون دولار، وقد صُرف منه حتى الآن 148 مليوناً، ثم توقف العمل به. هذا المشروع لم نُحرم نحن منه، بل أنتم، أبناء جبيل. كلمة ‘ما خلّونا’ ليست لنا، بل لكم. 98 مليون متر مكعب من المياه مخصصة لجبيل وكسروان والمتن وبيروت، إضافة إلى 100 ميغاوات كهرباء، كلها مشاريع لكل الناس، لا لنا فقط”.
وأكد أن “جان جبران، مدير عام مؤسسة مياه بيروت، تمت معاقبته بدلاً من مكافأته، لأن المياه لم تصل إلى بيروت وجبيل بسبب من منعوا بناء السد. هذا العمل كان يجب أن يستكمل، ونحن قدمنا للدولة أشخاصاً نظيفي الكف مثل جان جبران، ومشاريع مخططة منذ خمسينيات القرن الماضي”.
وأضاف:“هناك حزب جاهر بمعارضته للسدود، ومنذ 15 سنة وهو يعرقل مشاريع المياه والكهرباء التي كنّا نعدّ لها، وإذا استكمل هذه المشاريع يعتبر نفسه ينفّذ مشاريع ‘التيار’، وإذا لم ينفّذها فهو يحرم اللبنانيين منها، وهو بذلك يحمّلهم كلفة مليار و300 مليون دولار سنوياً بسبب المولدات، ومئات ملايين الدولارات بسبب انقطاع المياه”.
واعتبر باسيل أن “ثورة 17 تشرين” ساهمت أيضاً في وقف العمل بسد جنة ومشاريع أخرى، مشيراً إلى أن “التيار الوطني الحر سيواصل العمل على مشاريع صغيرة مثل المحمية ودير مار ضومط، رغم أن طموحنا أكبر بكثير”.
وتابع قائلاً:"“قدّمنا للدولة خيرة شبابنا من جبيل، مثل مدير عام كازينو لبنان رولان خوري، الذي دفع ضريبة نزاهته و’آدميته’، وها هو اليوم في السجن، فيما رياض سلامة، الذي دمّر مالية الدولة بهندساته المالية، خرج بكفالة قيمتها 14 مليون دولار من أموال المودعين”.
ووجّه باسيل كلامه لسلامة قائلاً:"حيث كنت في ‘أوتيل بحنس’ كان أفضل لك، لأنك اليوم مهدد في الخارج. الله وحده يعلم ما الذي تستّر عليه، ونحن سنواصل ملاحقتك حتى تدخل السجن، وسنواصل المطالبة بخروج رولان خوري لأن مكانه ليس خلف القضبان”.
وتابع:“البعض يقول إن الفساد أقوى منّا ويجب التسليم به، لكن نحن في التيار لا نسلّم لأحد ولا نخضع لأحد، ولا يمكن بناء وطن على سرقة ودائع الناس. هناك قسم من الأموال لا يزال موجوداً ويمكن استعادته، وفي مصرف لبنان أكثر من 11 مليار دولار. فلماذا لا يبدأ السداد بالتدرج من صغار المودعين إلى كبارهم؟”.
وتطرّق باسيل إلى القضايا السيادية، قائلاً:“مشاكل لبنان لا تأتي فقط من الخارج، بل من الداخل. نعم لا نريد سلاحاً مع حزب الله، لكن لا نريد أن تدوسنا إسرائيل، ولا أن تعود سوريا وتدخل علينا مجدداً. نريد فقط تسليح الجيش اللبناني لحماية الحدود، لا ليُستخدم في مواجهة الشعب كما حصل البارحة”.
وانتقد أداء الحكومة قائلاً:“لم ‘ينهزّوا’ إلا على صخرة الروشة، والبلد لا ينقصه بطولات وهمية. صخرة الروشة ملك لكل لبنان، فإما تمنعوا الجميع من استخدامها، أو تسمحوا للجميع”.
وختم بالقول:“شهداء الوطن هم شهداء كل لبنان، من كمال جنبلاط ورفيق الحريري وبشير الجميل ورشيد كرامي والمفتي حسن خالد وداني شمعون وطوني فرنجيه، وكل من سقط دفاعاً عن قضية. المطلوب استراتيجية دفاع وطنية حقيقية، لا تنفيذ لأجندات خارجية”.