الاحداث- أقام جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية”، احتفالاً في الذكرى العشرين لمحاولة اغتيال الوزيرة والإعلامية مي شدياق، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، وذلك في فندق “Citea” في الأشرفية.
حضر الاحتفال نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني ممثلاً رئيس الحزب، والنواب أشرف ريفي، غياث يزبك، نزيه متى، سعيد الأسمر، والنائبان السابقان إدي أبي اللمع وريشار قيومجيان،رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، إضافة إلى رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية والحزبية.
استُهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه نشيد “القوات اللبنانية”، ثم قدّمت الزميلة دنيز رحمة فخري الحفل.
وقالت:" نقص من مي يد، فاخترعت عشرين يدًا، ونقص منها رجل فمشت على عشرين رجلًا، انها تستحق وسام الصمود وتستحق أعجوبة مار شربل الذي أنقذها من الموت في ذلك اليوم من عبوات الارهاب الذي أراد إسكات صوتها".
ريفي
ثم ألقى النائب اللواء أشرف ريفي، كلمة قال فيها:“لا بد من توجيه التحية لجهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، التي يرأسها المناضل اللبناني الوطني الدكتور سمير جعجع، وله منا جميعاً كل الإحترام والتقدير.
كما أوجه التحية والتقدير والإحترام للسيدة المناضلة الوزيرة مي شدياق، التي وبحمد الله ورغم جراحها وإصاباتها البليغة، بقيت صامدةً، مناضلةً مثابرةً على مواجهة الشر والباطل، وهي بصمودها ووطنيتها تعطي مثالاً حياً لنموذج المواطن اللبناني المؤمن بقضيته وبوطنه.
نعم، أيتها السيدة الوزيرة الصامدة والمكافحة، إنك تشكلين نموذجاً لطائر الفينيق الذي يخرج من بين الرماد ليقول لقوى الشر والإجرام، إن إرادة الحياة عند اللبنانيين الشرفاء أقوى من إرهابكم وإجرامكم ومشاريعكم اللا وطنية واللا عاقلة واللا منطقية.
لبنان يخرج من النفق المظلم إلى فجر جديد. فليكن هذا اليوم إعلان ولادة عهد الحرية. لبنان الـ 10452 كيلومتراً مربعاً سيعود إلى جميع أبنائه، مسلمين ومسيحيين، ولن يكون بعد اليوم مسرحاً لمطامع محور إيران.
سنقف إلى جانب دولتنا كي نبني وطناً يليق بالأجيال القادمة، وطناً قوياً وآمناً وعادلاً. كما صمد لبنان ليعيش بكرامة، هكذا أنتِ يا أميرة المناضلين مي شدياق، جراحكِ لم تكن ضعفاً، بل أزهرت في جسد الوطن الجريح قوةً وعزيمة لا تُقهر.
في ذكرى محاولة اغتيالكِ الغادرة نقول بصوت واحد: سقط المجرمون وارتفعت إرادة اللبنانيين الأحرار. لن يُرهبونا، ولن يوقفوا مسيرة شعب يؤمن أن دماءه أغلى من أن تُهدر في صفقات المحاور.
لبنان اليوم يسير على طريق الخروج من السجن الكبير، ولم يعد الأمر سوى مسألة وقت، أما محور الجريمة والاغتيال فإلى زوال، إلى مزبلة التاريخ، وبئس المصير لمن اعتدى على الحرية”.
كما شدد ريفي على أن “لبنان لن يبقى معسكراً للإرهاب ومصنعاً للكابتاغون”، موجهاً تحية إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، داعياً إلى “نزع السلاح غير الشرعي واستعادة الدولة هيبتها”.
ثم القى العميد خليل الحلو كلمة مرتجلة استهلها بتوجيه التحية إلى اللواء ريفي "الذي قدم الحماية للكثير من الأشخاص عندما كان في مركز مسؤولية بعد الانسحاب السوري وقبله وانا واحد منهم"، كما قدم التحية لشدياق، وقال: "بالعادة عندما يتعرض المناضلون والعسكريون والمقاتلون لإصابات بليغة يغتنمون المناسبة ليتقاعدوا، انما البعض فلا يتقاعد حتى الممات والوزيرة شدياق هي من هذا النوع، وأعتقد ان أمثالها كثر ولولا ذلك لما وصلنا إلى هذه المرحلة اليوم".
اضاف:" في فترة الاحتلال السوري وقبلها كان هناك حقبة نضالية ومواجهات انما في فترة التسعينيات اصبحنا جميعا تحت الاحتلال وبدأت الاغتيالات ليس مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انما كان هناك اغتيالات جسدية وترهيب في اقبية الأجهزة الأمنية السورية اللبنانية هناك أشخاص اختفوا وكل ذلك لمنع النضال. انما كل هذه الأمور لم تنفع واستمر النضال وبدات تظهر ثماره، إلا ان الطريق ما زال طويلا جدا. ان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بحصر السلاح بيد الدولة انما نرى ان التنفيذ يصطدم بعقبات، نحن لا نقول انه يجب ان تكون هناك حرب اهلية انما يجب ان يكون هناك موقف واضح حينها العالم كله يقف معنا".
وتطرق حلو إلى ما يحصل في سوريا، وقال:"لم يضعوا دستورا او يقوموا باي إصلاحات وإنما لأنهم اتخذوا موقفا واضحا نرى ان كل العالم يقف معهم. ها هو الشرع اليوم في الامم المتحدة والأموال العربية تتدفق على سوريا والقوى الغربية مهتمه به لا بل تساعده عسكريا لقمع التطرف والارهاب. نحن نتمنى ان ينجح كي ترتاح بلدنا لأنه حينما ترتاح سوريا يرتاح لبنان".
اضاف:" إذا كان الموقف الرسمي في لبنان واضحًا حينها تكون لدينا حظوظ أوفر للانتهاء من هذه المشكلة. اما بالنسبة للمستقبل، فإن النضال لا يتوقف، وكل شخص يمكن ان يناضل من مكانه ويستطيع ان يؤثر على الرأي العام اكثر من من هم في المراكز"، وميز حلو "بين صفة الادارة وصفة القيادة التي هي التأثير في الرأي العام"، مشيرا إلى ان "الوزيرة مي شدياق اثرت وتؤثر وستؤثر على الرأي العام. اليوم نحن نتذكر ما اصابها ونتذكر الشهداء الذين سقطوا خلال ثورة الارز وما قبلها وبعدها".
وختم موجها التحية لأرواح الشهداء "الذين توحدوا بشهادتهم والأحياء الذين توحدوا لا ليتواجهوا بل ليواجهوا الاحتلال السوري السابق والهيمنة الإيرانية التي ما تزال تسعى للسيطرة على لبنان وأعتقد أننا في نهاية المطاف سنربح المعركة".
كلمة حاصباني
بعد ذلك، ألقى النائب غسان حاصباني كلمة مؤثرة قال فيها:“أقف أمامكم اليوم وقلبِي يختلج بين ألم الماضي وفخر الحاضر؛ لأننا نجتمع لنحتفل بذاكرة امرأةٍ لم تُنكَس، بل صارت رمزًا للصمود والإصرار.
قبل عشرين عاماً، في 25 أيلول 2005، تعرّضت صديقتي وزميلتي الدكتورة مي شدياق لمحاولة اغتيال عبر تفجير سيارتها، أدت إلى فقدانها ساقها اليسرى وذراعها. هي وقفت أمام الموت وجهًا لوجه، فلم تَخْرُج من المعركة بل دخلت منها أكثر قوة وإيمانًا بمهمتنا المشتركة.
ميّ، يا من علّمتِنا كيف نواجه الخوف بابتسامة لا تنطفئ، كنتِ دائمًا أكثر من زميلة. كنتِ صوتَ الذين لا صوت لهم، وضميرَ مهنةٍ تحببت إليها. في لحظةٍ حاولوا أن يطفئوا نورك، فإذا به يزداد وهجًا.
تحدّت مي شدياق الموت وغلبته، فجعلتنا نستحضر خطبة الفصح: “أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا جحيم؟”. لم تطلب التعاطف؛ بل طلبت الالتزام، الالتزام بمواصلة العمل من أجل وطنٍ أفضل، أكثر عدلاً، أكثر شفافية”.
وتحدّث عن مسيرتها المهنية والسياسية والاجتماعية، معتبراً أن “شدياق أعادت تعريف معنى الحوكمة والشفافية، وقدمت استراتيجية رقمية متطورة”، ومؤكداً أنها “أصبحت منارة للحق، ورسالة شجاعة للأجيال”.
وختم قائلاً:“ما تغيّر هو أننا اليوم أكثر وعيًا، أكثر استعدادًا لمواجهة كل شكلٍ من أشكال العنف ضد حرية التعبير والعمل العام. ما تغيّر أيضًا هو أننا أدركنا أن العدالة لا تأتي من لحظة احتفالٍ واحدة، بل من عملٍ متواصل، من مؤسساتٍ قوية وخطابٍ وطنيٍ واحد لا يسمح بخنق صوتٍ حرّ”.
عرض وثائقي
هذا وعُرض خلال الحفل فيلم وثائقي تناول مراحل حياة مي شدياق ومسيرتها منذ بداياتها الإعلامية، إلى نضالها بعد محاولة الاغتيال، ثم مسيرتها الوزارية والنشاطية في الشأن العام.
كلمة جبور
ثم القى رئيس جهاز الإعلام شارل جبور،كلمة استشهد فيها بكلام الدكتور أنطوان دويهي:
"من كان يتوقع أن يخرج لبنان في العام 2025 من بوتقة الوجود العسكري الإيراني ممثلاً بحزب الله؟ من كان يتوقع أن تتحقق عدالة السماء على الأرض خلال عشرين عاماً فقط؟ لقد انتصرنا وهُزموا. انتصر المشروع اللبناني وهُزم المشروع الإيراني. انتصرت ثقافة الحياة وهُزمت ثقافة الموت".
شدياق
وكانت الكلمة الاخيرة لشدياق التي قالت :“عشرون عاماً على ذاك الخامس والعشرين من أيلول
يوم انقضّوا عليّ بحقدِهم الفاجر وإجرامِهم الكافر
ففجّروا جسدي سعياً للقضاء على كلمتي.
ومنذُ ذاك التاريخ
أحمِلُ في جسدي الممزَّق بصمات “داعشيتِهم”
وأعيشُ جٌلجُلةَ أوجاع لا تستكين،
آلامٌ مرهِقة، كافرة، جشعة،
لا تشبعُ من عذاباتي
وتتلذَّذ بتنغيصِ حياتي.
فكانت عملياتٌ جراحية مؤلمة تخطّت الأربعين،
وإعادة تأهيل صعبة أنهكت أطرافي،
ومضاعفاتٌ أفقدتني المناعة فأسفرت عن مرضٍ مُنهِك
لم يستطع هو أيضاً النيلَ مني،
إلى أن كان حادثُ باب الفندق في باريس
الذي كاد ينهش ما تبقى من عظامي…
تجاربُ طبية قاسية لم تكسُرني.
أرادوهُ تاريخَ وفاتي
فكانَ الولادةَ الثانية لحياتي.
ولكنَّ الأصحّ أنَّ عزمي زادَ عزيمةً،
وإرادتي أزهرت صلابةً،
والتزامي تعمّدَ بالدم!
حُكماً أضعفُ أحياناً،
أتنهَّدُ أوجاعاً،
لكن ما أنْ أتذكَّر أنَّ الربَّ أرادَ أن أسيرَ على خُطاه،
ودعاني لأحمِلَ الصليبَ بفرح…
وأحوّله إلى علامةِ رجاء،
حتى أنتفضَ على ذاتي
وأتمرّد على أوجاعي،
متسلحةً بكلمة “مع آلامك يا يسوع”…
وهذا ما دفعني لتأسيس “مؤسسة مي شدياق”…
إنها أبعد من إثباتِ الذات،
ومن اعتناقِ حبِّ الحياة،
إنها فعلُ إيمانٍ
بأنَّ الشرَّ مهما تجبَّرَ
لا ينتصرُ على الخيرِ الساكنِ في الإنسان…
إنها فعلُ رجاء
بأنَّ الإرادةَ أقوى من الصعوبات أو أي مأساة…
وتابعت شدياق:،عشرون مرة مرّ الخامس والعشرون من أيلول،
لكن هذا العام نكهته مختلفة!
فنظامُ الأسد المجرم
الذي تفنَّنَ في قهرِنا وقمعِنا وقتلِنا،
واستباحَ وطنِنا، وسرقَ أحلامَنا وأعمارَنا،
ونكّلَ وفجّرَ واغتالَ ونهبَ،
فرّ مهرولاً إلى مزبلةِ التاريخ… ذليلاً، مرذولاً، منبوذاً.
محورُ ممانعتهم،
الذي جعلَ من لبنان ساحةً مُستباحة وصندوقَ بريد كرمى لطهران…
ها هو يترنّح… وفي طريقه إلى “خبر كان”.
أما حزبُ الله،
وبعيداً عن الشماتة التي لطالما مارسَها بحق السياديين
وعن تنمّرِه الذي احترفَه وجمهورُه بحقِّ أوجاعي،
فهو اليوم يحصدُ ما جنت يداه.
وها هي صور أمينيه العامين على صخرة الروشة،
لكنّهما رحلا… وأنا بقيت حيّة.
هذا ليس شماتة، بل قراءة لواقع دارت فيه الأيام،
ولم توفِّر أحداً، بل أوجعتنا جميعاً…
إنهزمَ خيارُه، إنهارَ مشروعُه، انكشفَ خطابُه،
ورغم ذلك يواصلُ الإنكار،
ويُصِرُّ على أخذِ لبنان إلى الانتحار،
يُكابِرُ بسلاحٍ أصبحَ من الماضي،
لا أُفُقَ له ولا مستقبل…
خيرٌ لحزبِ الله أن يتخلّى عن مغامراتِه وارتباطاتِه،
وهو الذي يُدرِك جيداً
أن كسبَ الوقت والهروبَ إلى الأمام،
لن يُجديا نفعاً!
“خيرٌ له أنْ يكفَّ عن مسلسلِ استفزازِ اللبنانيين،
وآخرُ حلقاتِه:
إضاءة صخرة الروشة بصورٍ استفزازية…
صخرةٌ ينتحر عليها الناس من اليأس،
وها هم اليوم ينتحرون بسلاحهم”.
حزب الله المهزوم يستمرُّ بعنجهيته،
لكن البيارتة واللبنانيين سئموا من ممارساتِه،
يستفزُّهم عوضَ أنْ يعتذرَ عن “7 أيار” الذي يعتبره يوماً مجيداً،
عوضَ أن يُكفِّرَ عن اغتياله الرئيس الشهيد رفيق الحريري،
وهو الذي اعتبرَ كوادرَه الذين أدانتهم المحكمة الدولية
بأنهم “أشرفُ الناس وطوباويون”!
يستفزُّهم عوضَ أن يخجلَ من رهاناته الخاطئة،
وأكذوبة “وحدة الساحات” التي أقحمت لبنان
في مستنقعِ الدمِ والدمار…
يُقدِّسُ سلاحَه، ويُهدِّد ويتوعَّد!
“زمن السلاح ولّى… ولبنان قادم”
لكن مهلًا…
في عزِّ جبروتِه لم نهابَه،
في خضمِ اغتيالاتِه لم نهادِنْه،
في ذروةِ فائض قوتِه لم نسكُت عن ارتكاباته.
ولّى زمن 7 أيار، ولا أحد يريدُ حرباً أهلية!
وإنْ تجرأ على استخدامِ سلاحِه في الداخل،
يرسمُ بيديه نهايته حينها!
لذا الأجدى به أن يتّعظ!
له حقُّ أن يكون لاعباً سياسياً في لبنان،
لا لاعباً بأمنِ لبنان واستقراره.
وحجمُه يستمدُّه من صناديقِ الاقتراع، لا صناديقِ الرصاص.
وتابعت :"مسيرةُ العبور الى الدولة إنطلقت،
بين حدّي خطاب القسم للرئيس جوزاف عون
والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، وعلى وقعِ المُتغيِّرات المفصلية التي تعيشُها المنطقة
بعد السابع من اكتوبر فإما أن ينضمَّ فنتشاركَ جميعاً في بناءِ الدولة،
وترسيخِ استقرارِ وإزدهارِ الوطن،
وإما يتقهقهر في شرنقةِ إيديولوجياتِه وإرتباطاتِه...
هذه المسيرة دفعنا ثمنها غالياً، دفعنا البشير وكل شهداء المقاومة اللبنانية دفعنا شهداء ثورة الأرز وانا دفعت من جسدي جسداً، هذه المسيرة كانت طليعية بها القوات اللبنانية، التي نجتمع اليوم بدعوة من دائرتها الإعلامية...في الحقيقة الشكرُ ليس في مكانه بل الحبُ والتقديرُ لها ولنضالها في ساحات الكلمة".
وختمت:" لا قهرَ يستمرُّ ولا ظُلُمَ يبقى ولا فوقيةَ تدوم تضحياتُنا ستُثمرُ لا محال، ولبنانُ سيبقى رمزَ الفرح والازدهار، وستعودُ العدالة وسننعمُ بالاستقرار
وسنترسّخُ موطناُ فريداً للحرية والتعددية".
بعدها، سلم حاصباني شدياق باسم جعجع درعاً تكريمياً.