الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم يحدد بعد موعد زيارة الوفد السعودي لبيروت الذي كان مقررا الأسبوع الفائت وتأجل بسبب سفر الرئيس جوزف عون إلى بلغاريا. وتشخص الأنظار إلى مقاربات المملكة لأكثر من ملف، وتشديدها على ثابتة أنها على مسافة واحدة من اللبنانيين، مستفيدة من خبراتها المسبقة بانقساماتهم قبل اتفاق الطائف ورعايتها له.
كان من المقرر أن يحضر وزير الخارجية فيصل بن فرحان والأمير يزيد بن فرحان وعدد من الشخصيات. وليس صحيحا أن الوفد كان سيضم وزراء ورؤساء غرف تجارية واقتصادية، بدليل عدم وضع برنامج عمل حتى الآن مع المؤسسات اللبنانية، علما أن المعاهدات والاتفاقات بين البلدين تبقى محل متابعة، وإن كان الطابع السياسي هو الطاغي نتيجة التطورات المتسارعة في لبنان والخلافات المفتوحة بين أهله.
وإذا لم تحصل الزيارة المنتظرة في وقت قريب، فسيكون ذلك بسبب مرافقة الوفد نفسه في زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لواشنطن ولقاء الرئيس دونالد ترامب. ولن تكون ملفات المنطقة ولبنان في 18 من الجاري بعيدة من محادثات الطرفين.
في غضون ذلك، ثمة أصداء سعودية إيجابية وصلت إلى بيروت بعد زيارتي المديرين العامين للأمن العام وقوى الأمن الداخلي اللواءين حسن شقير ورائد عبدالله للمملكة الأسبوع الفائت، حيث اجتمعا بالأمير يزيد بن فرحان ومسؤولين آخرين.
وفي قراءة التوجهات السياسية للمملكة حيال لبنان وملفاته الساخنة على ضوء التهديدات الإسرائيلية، بات من الواضح أنها تتخذ خطوات تشدد على دعم لبنان وتحصين مؤسساته، وعلى مكوناته السياسية والطائفية أن تساعد نفسها أولا، مع التشديد على عدم ترك الرياض للبنان.
ليس خافيا أن المملكة مع حصر سلاح "حزب الله" وكل سلاح في يد الجيش، وأنها على استعداد للمساهمة في إعمار الجنوب شرط تلمس معطيات حقيقية على الأرض تشجعها وبلدانا أخرى على خطوة من هذا النوع.
وفي منظارها أن على الحكومة عدم التساهل في الإصلاحات المالية. ويردد مسؤول سعودي أنه "لو تمكن لبنان من تحقيق 20 في المئة من هذه العملية لأصبح في مكان آخر". ومن غير المنطقي العيش وسط حلقات الفساد وسرقة أموال الدولة وتعطيل مشاريعها وعدم الاستفادة من قدرات اللبنانيين.
والواقع أن المملكة لن تتدخل في الانتخابات النيابية، وإن كانت لا تخفي أنها تولي اهتماما بخريطة النواب السنية، مع ترك الحرية لاختيار نوابها الـ27 وتأكيد عدم التدخل في انتخابات أي فريق وخصوصا عند الشيعة. وكان بري قد تلقى رسالة من مسؤول سعودي كبير مفادها أنه "يشكل ضمانا للبنان وخطا أحمر، ونقدّر حجم الضغوط الملقاة عليه. ولا صحة للقول إننا نعمل على تبني معارضين مرشحين معارضين شيعة، مع ترك الحرية لخيارات هذا المكون واحترامها شأن سائر القوى.
ولا مشكلة عند السعودية في أن تكون على مسافة واحدة من كل الأطراف، مع إشارتها إلى أن علاقاتها بإيران إلى تطور في أكثر من حقل. وسيكون ملف طهران مادة بحث أساسية في قمة ترامب وبن سلمان.
وتحرص المملكة على رعاية ترتيب العلاقات بين لبنان وسوريا وعدم دخولهما في أي إشكالات على حدود البلدين، مع التوقف عند مؤتمر دعم الجيش بالتعاون مع الفرنسيين، والذي سيعقد قبل نهاية السنة الجارية.