Search Icon

الراعي يتسلّم أيقونة رقاد العذراء المارونية التاريخية بعد ترميمها وعودتها من متاحف أوروبا

منذ 3 ساعات

سياسة

الراعي يتسلّم أيقونة رقاد العذراء المارونية التاريخية  بعد ترميمها وعودتها من متاحف أوروبا

الاحداث- استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم وفد مؤسسة oeuvre d'orient  برئاسة المونسنيور أوغ فويلمنت حاملين معم  إلى الصرح البطريركي في بكركي أيقونة نياح (رقاد) السيدة العذراء المارونية منذ عام ١٥٢٣ التي سبق أن أخذوا على عاتقهم ترميمها ،وهي من الأيقونات التاريخية الفريدة للسيدة العذراء ،وقد جالوا بها ،بعد ترميمها أهم متاحف فرنسا وأوروبا قبل إعادتها اليوم إلى الصرح .
وجال البطريرك الراعي مع الوفد  في الصرح وصولًا إلى المتحف البطريركي حيث استقبلت الأيقونة بالصلاة باللغتين العربية والفرنسية ، وألقى الراعي كلمة شكر للمؤسسة والمؤتمنين على إدارتها لما يقدمون به من مشاريع عظيمة تخدم كنيسة لبنان والشرق ،مشاريع تخدم الأوطان والعائلات والشبيبة والأفراد .
وبدوره المونسنيور أوغ فويلمنت رئيس المؤسسة، شكر صاحب الغبطة على ثقته وصلاته ميديًا وافر الإستعداد لدعم كل المشاريع التي تخدم الكنيسة في لبنان كما الشرق بأجمه.
واختتم اللقاء على مائدة المحبة والصور التذكارية.

وإليكم العرض التاريخي لأيقونة الرقاد المارونية (1523، لبنان)
تاريخ الأيقونة المارونية للرقاد (1523)
تُعَدّ هذه الأيقونة، المؤرخة بسنة 1523، من أقدم الأيقونات المعروفة في التقليد الماروني التي تُمثّل رقاد السيدة العذراء. وقد نشأت في لبنان، قلب التراث الماروني، وهي شهادة على الغنى الروحي والفني للكنيسة المارونية في القرن السادس عشر.
1. السياق التاريخي
في أوائل القرن السادس عشر، كان لبنان يعيش مرحلة استمرارية في الإيمان المسيحي، رغم التغيّرات السياسية والضغوط الخارجية. وكانت الأديرة المارونية، وخصوصًا في الجبال، مراكز للصلاة والثقافة والحفاظ على التقاليد. وفي هذا السياق وُلدت هذه الأيقونة، بهدف تغذية تقوى المؤمنين ونقل ذاكرة الأسرار الإيمانية الكبرى.
2. موضوع الرقاد
يُعتَبر موضوع رقاد السيدة العذراء (أو انتقالها) من أقدم المواضيع الأيقونية في التقليد المسيحي الشرقي. وهو يُصوّر لحظة رقاد مريم بسلام في حضرة الله، وحولها الرسل، بينما يستقبل المسيح روحها بين يديه على هيئة طفل مشع بالنور. وتندرج هذه الأيقونة المارونية ضمن هذا التقليد الشرقي العريق، لكنها تتفرّد بلمسات فنية نابعة من الثقافة اللبنانية والفن الماروني المحلي.
3. الخصائص الفنية
• الأسلوب الماروني المحلي: رُسمت الأيقونة على الأرجح في ورشة رهبانية لبنانية، وتُظهر مزيجًا بين التأثير البيزنطي وأسلوب شعبي أبسط، يتماشى مع حساسية المؤمنين المحليين.
• الكتابة والتأريخ: يُؤكّد نقش عام 1523 تأريخ الأيقونة، ويشهد على وجود تقليد أيقوني حي ومتجذّر في القرى والأديرة اللبنانية.
• الرمزية: كما هو الحال في الأيقونات الشرقية، تظهر العذراء على سرير الموت، والرسل مجتمعون حولها، والمسيح يحمل روح والدته. غير أن التنفيذ البسيط والمؤثّر يعكس الروحانية المتواضعة والعميقة للمجتمعات المارونية.
4. الأهمية الروحية والتراثية
تُعتبر هذه الأيقونة شهادة ثمينة على الإيمان الماروني، وعلى الاستمرارية بين التقليد البيزنطي والتعبير اللبناني الأصيل. كما أنها دليل على قدرة الموارنة على حفظ التراث المسيحي الكوني وتكييفه داخل ثقافتهم الخاصة.
وتحتل مكانة مميزة في التراث الديني اللبناني، حيث تُجسد وفاء الموارنة لمريم، أم الكنيسة وحامية لبنان.
5. الامتداد والتأثير
حُفظت هذه الأيقونة ونُقِلت عبر الأجيال، ولا تزال حتى اليوم رمزًا للهوية والروحانية. وهي تربط أجيال الموارنة بتاريخهم، وتُذكّر بالدور المحوري للعذراء في الإيمان وفي حياة الشعب اللبناني.