لماذا الفشل في تعيين مواقع الابار الثلاثة في البلوك 9 و 4؟
الاحداث- كتب الدكتور نافذ حرب
لو استعملنا الطرق البدائية التي تعتمد على ال ( Radiesthesie ) على سبيل المثال: العيدان (Baguette) او البلبل ( pendule) وقضيب الرمان، لتعيين موقع الابار الثلاثة، كان ربما هناك احتمال للحصول على بئر منتج من أصل ثلاثة...
فكم بالحري اذا استعملت أحدث الطرق والتقنيات في اكتشاف حقول النفط والغاز ، التي تعتمد على علم الجيوفيزيك بواسطة سرعة انعكاسات الموجات الصوتية التي طبقت في المسح الجيولوجي في مياهنا الإقليمية.
هذه الدراسات اعتمدت في اكتشاف حقول النفط والغاز في بحرنا وقسمت على أساسها البلوكات من واحد إلى عشرة.
البروفيلات profiles الجيوفيزيائية التي نتجت عن المسح الجيولوجي بعد قراءتها وفهمها بدقة، وتحدد على ضوئها مكامن الهيدروكربير من غاز ونفط الأكثر إنتاجية. وبالتالي تعيين مواقع حفر الابار .
ومن المسلم به أن نسبة الخطأ في اكثر التجارب العلمية تتراوح بين ٢٠و ٣٠% . فلا نفهم اذا" لماذا لم يقع بئر واحد على مكمن منتج من الغاز والبترول؟، ان هذا ليس بمقنع في علم الجيولوجيا والجيوفيزيك . ماذا يحدث وعلى من تقع المسؤولية في هذا الفشل؟ بعد ان حكي عن كميات هائلة من الغاز في بحرنا، تضاهي اهم الخزانات في العالم.
طبعا" المسؤولية عن الفشل مشتركة بين هيئة إدارة قطاع النفط والغاز وشركات الحفر، ولكن بالدرجة الأولى انا احمل المسؤولية إلى هيئة النفط والغاز وليس إلى شركات الحفر.
لماذا إلى الهيئة؟
لأنني اعتقد انها اساءت بجهازها المتعدد الأوصاف من خبراء وجيولوجيين ومستشارين وخاصة بجيولوجييها قراءة وتفسير وفهم interpretation المعلومات الأولية من data المسح الجيولوجي المسبق للحفر.
لم نسمع لا من معالي وزير الطاقة ولا من الهيئة اي ملاحظة حول العدول عن تكملة الحفر بالبئر الأول في البلوك ٩ والذهاب إلى بئر ثاني يبعد ٣١ مترا عن الاول.
لقد تكلم وزير الطاقة في خطابه في مؤتمر الغاز والنفط في نقابة المهندسين في طرابلس في ٧/١٠ عما يجري في البلوك ٩ وكيف تم الذهاب إلى حفر بئر ثاني معللا" ذلك لأسباب تقنية بعد تعثر الحفارة بوجود صخرة منعتها من تكملة الحفر، وكان متفائلا" جدا" بنتائج الحفر في البئر الاخير وأنهم على بعد ٧٠٠ م. من مكمن الغاز ، وعندما طلبنا منه بعد انتهائه من محاضرته الاجابو على بعض الأسئلةالعلمية المتعلقة بموضوع المؤتمر رفض ذلك. علما" انني عرفت عن حالي كجيولوجي واريد ان اسأله عن عملية الحفر .
وبعد اخذ ورد أفسح المجال للأسئلة ورغم ذلك لم يسمح لي نقيب المهندسين بالكلام ، لانه يريد قص الكاتو واخذ الصورة التذكارية مع الوزير ربما كان هذا الأهم في المؤتمر.
والاشد استغرابا" في الموضوع اعلان رئيس هيئة إدارة قطاع النفط والغاز انسحابه من المؤتمر مع العلم انه كان من المحاضرين في الجلسة الثانية. من هنا نفهم التهرب من تحمل المسؤولية.
ان شركات الحفر تتكبد خسارة كبيرة في النتائج السلبية، ولكن لبنان يبقى الخاسر الأكبر.
*اختصاصي في الجيولوجية التطبيقية : جيوفيزيك وهيدروجيولوجي