Search Icon

السعودية في دعم لبنان: رؤية وتضحيات، والشراكة المستمرة

منذ 5 أيام

سياسة

السعودية في دعم لبنان: رؤية وتضحيات، والشراكة المستمرة

الاحداث- كتب المحلل السياسي

في ليلة لامعة بالعاصمة بيروت، احتفلت المملكة العربية السعودية بمناسبة عيدها الوطني الخامس والتسعين في حدث فاخر شهد حضور عدد من كبار الشخصيات السياسية والإعلامية، ورؤساء الحكومة والبرلمان. لكن ما جعل الحفل أكثر تميزًا، هو رسالة الدعم المخلص التي حملها السفير السعودي، الدكتور وليد بن عبدالله بخاري، للشعب اللبناني، تلك الرسالة التي تتخطى حدود الكلمات لتجسد معاني الأخوة والتضامن بين الشعبين.

إنه دعم مستمر يتجدد عامًا بعد عام، ويتخطى الحواجز ليصل إلى قلب لبنان. كلمة السفير التي ألقاها في الحفل كانت تجسيدًا حيًا للعلاقات الاستراتيجية بين المملكة ولبنان، إذ أكد بخاري أن السعودية ستظل في طليعة الدول الداعمة لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، مشيرًا إلى أن الموقف السعودي هو امتداد لمواقف ثابتة من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذي كان يرى في لبنان “قطعة منا”، ولن يسمح لأي جهة أن تمس استقلاله.

السعودية الداعم الأول للبنان

لطالما كانت المملكة العربية السعودية حجر الزاوية في دعم لبنان في مختلف المراحل، ولطالما كانت مواقفها ثابتة وواضحة، كما أشار السفير بخاري في كلمته. الدعم السياسي، الاقتصادي، والإنساني الذي قدمته المملكة عبر السنوات ليس مجرد كلمات إنما أفعالٌ تُترجم إلى مشاريع عديدة ومساعدات تتضمن دعم الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية، فضلًا عن المواقف الإنسانية النبيلة التي تترجمها السعودية في أوقات الأزمات.

في هذه المناسبة، أعاد السفير السعودي التأكيد على موقف المملكة الثابت في دعم لبنان في كل محنة، معتبرًا أن هذه العلاقة ليست مجرد تعاون سياسي، بل علاقة أخوة ومحبة تستند إلى القيم العربية المشتركة. وهذا الموقف لم يكن مجرد حديث في الحفل، بل كان ترجمة حقيقية لما قامت به المملكة على مر السنوات. إن دعم السعودية للبنان ليس محدودًا بالمجال السياسي فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث كانت المملكة دائمًا في مقدمة الدول الداعمة للبرامج الإنمائية والمساعدات الإنسانية في لبنان.

 رابط إنساني وسياسي متين

لا يمكن إغفال دور السفير السعودي في لبنان، الدكتور وليد بخاري، الذي أصبح منذ توليه المنصب أكثر من مجرد ممثل للدولة السعودية، بل أصبح صديقًا للبنانيين، يعرف كيف يلامس القلوب ويعزز الروابط بين الشعوب. يتسم السفير بخاري بحنكة سياسية وروح إنسانية، جعلته محبوبًا لدى كافة فئات الشعب اللبناني، حيث يحرص دائمًا على تقوية علاقات المملكة مع لبنان بكل الطرق.

قدرت الساحة اللبنانية حجم الجهود التي بذلها السفير بخاري، وكيف تمكن من جمع النخب اللبنانية في هذا الحدث الرفيع. لقد كان الحفل مثالًا حيًا على تفاني المملكة في تعزيز التواصل مع لبنان، وإبراز القيم المشتركة بين الشعبين، مما يعكس الدور الكبير للسفير في بناء جسور التواصل بين القيادة السعودية والشعب اللبناني.

ربط السياسة بالثقافة

لكن الحدث لم يكن مجرد كلمة سياسية، بل تجاوز ذلك إلى جانب ثقافي رفيع، حيث أُقيم على هامش الحفل معرض صور مميز نظمته السفارة، والذي كان بمثابة جسر يعبر عن عمق العلاقة الثقافية بين السعودية ولبنان. هذا المعرض، الذي أبدع في تقديم مجموعة من الصور المدهشة، ليس فقط بمثابة نافذة إلى تاريخ المملكة وثقافتها، بل كان أيضًا رسالة تعكس إدراك السفير بخاري لأهمية الثقافة في بناء العلاقات، جنبًا إلى جنب مع السياسة.

يعتبر هذا المعرض نموذجًا حيًا على التفاعل بين السياسة والثقافة في الدبلوماسية، إذ أظهر كيف أن الثقافة ليست مجرد رفاهية، بل هي عنصر أساسي في تعزيز العلاقات بين الشعوب، خاصة عندما تجمع بين الماضي والحاضر. من خلال هذه الصور، لم يكن الحضور يتعرف فقط على جمال المملكة وتراثها، بل على رسالتها الإنسانية التي تنقلها للعالم. وفي هذا السياق، يمكن القول أن الثقافة كانت العنصر المكمل للسياسة في هذا الحدث، لتسهم في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين البلدين.

المفاجأة الكبرى

وفي مفاجأة غير متوقعة، أضاء الحفل بحضور رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام وعقيلته، والذي أكد بذلك عمق العلاقات الثنائية، ومكانة المملكة في قلوب اللبنانيين. أن يأتي رئيس الحكومة شخصيًا إلى حفل يشهد هذا الجمع الكبير من الشخصيات السياسية والإعلامية في لبنان، يحمل في طياته رسالة واضحة عن الاحترام والتقدير للبنان من قبل المملكة، خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان.

لقد أضاف حضور رئيس الحكومة إلى الحفل بعدًا آخر، فقد كان بمثابة تأكيد على الروابط القوية التي تجمع بين البلدين. كما أن حضور المسؤولين اللبنانيين لهذا الحدث يعكس الاحترام العميق الذي يكنه اللبنانيون للمملكة ودورها المحوري في دعم لبنان.

رسالة  للبنان والعالم

في ختام كلمته، لم يقتصر السفير بخاري على تقديم التهاني للمملكة فحسب، بل أكد أيضًا على موقف المملكة الراسخ في دعم قضايا العرب، وخاصة القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا عبر حل الدولتين. كما أكد على التزام المملكة بدعم لبنان في مرحلة جديدة يتجاوز فيها التحديات ليعيد دوره المشرق في العالم العربي.

إن رسالة السفير كانت بمثابة إشراقة أمل للبنان في زمن تكثر فيه التحديات. إذ أكد بخاري على أن المملكة ستظل في طليعة الدول التي تعمل من أجل استقرار لبنان وسيادته، محذراً من أن استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة بأسرها.

علاقات أبدية ومتجددة

إن احتفال المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني الـ95 في لبنان ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو أيضًا تعبير عن مدى قوة العلاقات التي تربط بين الشعبين السعودي واللبناني. علاقة مليئة بالاحترام المتبادل والدعم المستمر في كل المجالات. وكما ذكر السفير بخاري في كلمته، فإن “العلاقات السعودية اللبنانية ستبقى راسخة ما دامت ملائكة الله تحمي وطن الأرز من جبال حرمون في الجنوب إلى جبال الأرز في الشمال”.

 

إن هذه الكلمات هي بمثابة وعد بأن العلاقة بين لبنان والسعودية ستظل كما كانت دائمًا: علاقة أخوية، راسخة، وقوية، ولا يمكن لأي قوة أن تمحوها