Search Icon

قبلان: واقع البلد لا يحتمل المقامرة

منذ 54 دقيقة

سياسة

قبلان: واقع البلد لا يحتمل المقامرة

الأحداث - شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، على ضرورة “بناء الجيل الأخلاقي بل الأجيال العلمية والقدرات الاجتماعية ووسائل الضغط القوي على السلطة الفاسدة هو ضرورة وجوبية ووجودية، وهذا يمر بالأدوات الفكرية والصناعية وناظم الجماهير كوسائل ضغط تستطيع لجم السلطة الفاسدة وإسقاط رموزها لتأكيد البديل الأخلاقي والضامن السياسي والاقتصادي”، مشيرا إلى أن “المؤمن ليس مخيرا بل هو مكلّف بقضية الدفاع عن الإنسان والأوطان والعدالة السياسية والقضايا الحقوقية، وما يلزم للأجيال العامة ذات الفعاليّة المجتمعية والاقتصادية والفكرية، وهذا معنى قول الله تعالى {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ}، وهو تماماً كمعادلة الله تعالى بقصة النبي موسى وما يلزم لأمته، وفيه سبحانه وتعالى يؤكد {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}، والشاهد هنا {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا}”.

وأضاف: “وهو مطلبنا بمنظومة هذا البلد وواقع حاجاته بعيدا عن نزعة الطائفة والمذهب والعشيرة ولعبة الوكلاء ومشاريع الانتقام والبيع، والأساس بهذا وذاك مبدأ {ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}، بخلفية أن الله يلاقي العبد إن هو بدأ، والأساس أن نبدأ ونتضامن ونتعاون ونضبط الإيقاع كنفس وجسم واحد، وأي خسارة لهذا الجسم الواحد تعني نهايتنا وتمزيقنا، وسط أزمة كبرى وخطيرة وحسّاسة تطال البلد والمنطقة وتتعامل بمنطق الفتنة والخراب والإندثار”

وتابع: “ولأن القضية تتعلق بمصير بلدنا وشعبنا، لذلك المواقف الحقودة لا تفيد، وخاصة إذا صدرت من بعض المواقع الحكومية، والإنكار للتاريخ المعاصر والتضحيات السيادية عيب وطني، وبعض من يجلس على كرسيّه الحكومي لم يكن ليستطيع ذلك لو لم تثبت وتصمد وتنتصر المقاومة أمام الجيش الصهيوني على تخوم بلدة الخيام الحدودية، وإسرائيل التي تم ردعها عن التثبيت في قرية حدودية واحدة استطاعت بعد إخلاء جنوب النهر هدمَ كل القرى الحدودية الأمامية”.

ونبه على أنه “حين تتأكد إسرائيل أنها غير مردوعة فهي لن تتأخر عن احتلال العاصمة بيروت، وكذبة الضامن الدولي لا تمر على أحد، وأما الإصرار على المواقف الانتقامية يعني أن الكثير لم يتعلم من أزمات البلد وكوارث الحرب الأهلية والانقسام الداخلي وضرره على لبنان. والذي يصر على استغلال الهجمة الدولية لتحقيق إنجازات حزبية أو تسويقية إنما يحكم على لبنان بأسوأ الفتن، وواقع البلد لا يحتمل المقامرة أو لعبة وكالة أو مشاريع انتقام”.

ولفت إلى أن “المعركة الآن معركة خيارات وطنية، لذا لا يمكن القبول بتنازل سياسي أو سيادي، لأن لبنان بوحدته الوطنية وقدراته الداخلية يستطيع تأمين أهم وأخطر أشكال الردع الوطني، لذا لا يمكن السير بخيارات تنتقص من قيمة لبنان السيادية أو الميثاقية، بل لعبة التمزيق والتفريق والاستهتار والانقسام السياسي والسموم الإعلامية تضع لبنان في قلب مخاطر تهدد صميم مصالحه العليا، واللحظة لتكوين قوة وطنية وإجماع وطني عابر للطوائف”.

واعتبر المفتي قبلان أن “ما يجري في البلد منذ بداية الحرب الأخيرة يضع الدولة ومؤسساتها والقوى السياسية والتيارات الشعبية والإعلامية في قلب أكبر سؤال وطني خطير. والمشهد الآن مفتوح على كل أنواع الفحص السيادي والسياسي والوطني، لأن البلد مهدّد، والإسرائيلي يستفيد من الانقسام الداخلي والأصوات اللبنانية التي تناصر إسرائيل. فيما الحكومة اللبنانية لا تجد نفسها معنية بالملفات الوطنية والسيادية والقيمة المركزية لجدّية القرار الوطني وما يلزم للمصالح اللبنانية العليا، ولا يوجد خيار من دون الصلابة السيادية، والجيش والمقاومة ضمانة وطنية ماسّة للأمن والسيادة اللبنانية. والحكومة مطالبة ببرامج وطنية وسياسات خدمية وإغاثية وورش سياسية وتضامنية تفي بالأجوبة الوطنية لمصالح لبنان، وهي ليست في هذا الوارد”.

ونبه المفتي قبلان من الصفقات الجانبية “فهي التي تفجر البلد، وهذا ما يزيد من انكشاف لبنان أمام الهجمات الإسرائيلية الإرهابية، والحل بالانتخابات النيابية التي يجب أن تتم في مواعيدها الدستورية لتأمين فريق حكومي يليق بالمشاريع الإنقاذية وبالعقيدة الوطنية لهذا البلد. فالضامن الدولي لا ينفع، وواشنطن غير حيادية، وكل لبنان معني بالتضامن مع الجنوب والبقاع، وكل أنواع الإخضاع مرفوضة، وخاصة أن المواطن اللبناني اليوم يدفع ثمن الفشل الحكومي وسط نقمة شعبية وكوارث وشلل إداري وكسل أمني وفرز كيدي يكاد يبتلع قدرة الدولة على إنقاذ البلد من أزماته الوطنية”.