الاحداث- غيب الموت الأب توما مهنا عن عمر ناهز 96 عامًا (1929 – 2025)، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والروحي والتربوي، امتدت لأكثر من سبعة عقود في ميادين التعليم والبحث والتأليف. وقد نعته الرهبانية اللبنانية المارونية.
وسيحتفل بالصلاة لراحة نفسه يوم الأربعاء 15 تشرين الأول 2025، عند الساعة الثالثة بعد الظهر، في دير سيدة ميفوق
من هو الاب مهنا؟
ولد الأب مهنا في إدّه – البترون عام 1929، وتلقى دروسه الابتدائية في مدارس بلدته وجبيل والبترون بين عامي 1936 و1944، قبل أن يتابع دراسته المتوسطة والثانوية في مؤسسات الرهبانية اللبنانية المارونية بين أعوام 1944 و1954، حيث نال شهادة البكالوريا اللبنانية في الفرعين العلمي والفلسفي.
دخل الرهبانية اللبنانية المارونية عام 1944، وأبرز نذوره الموقتة في 11 تموز 1948، ونذوره المؤبدة في 17 كانون الأول 1953. أتمّ دروسه اللاهوتية في إكليريكية الروح القدس – الكسليك بين 1954 و1957، وسيم كاهنًا في 25 كانون الأول 1957.
تابع دراسته الجامعية في جامعة الغريغوريانا الحبرية في روما، حيث نال شهادة الليسانس في الفلسفة عام 1960 والدكتوراه عام 1962.
عند عودته إلى لبنان، كُلِّف بتأسيس وتنظيم قسم الفلسفة في جامعة الروح القدس – الكسليك، وأسّس لاحقًا كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية التي ضمّت أقسام الفلسفة، علم النفس، الاجتماع، وعلم التربية، وشغل منصب عميدها حتى عام 1986.
درّس الأب مهنا الفلسفة العامة بالفرنسية في إكليريكية الروح القدس، كما تولى التدريس في كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية، وكلية اللاهوت الحبرية في الجامعة نفسها (1963 – 2007)، إضافة إلى معهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية (1979 – 2001). وأشرف على العديد من أطروحات الدكتوراه والدبلوم في الفلسفة، وشارك في لجان فحص علمية وأكاديمية.
عرف الأب مهنا بنتاجه الفكري الغني، إذ نشر دراسات ومقالات فلسفية وروحية في مجلات متخصصة، إلى جانب سلسلة مؤلفاته الروحية «ربّي، املأني منك» المؤلفة من أحد عشر كتابًا، وهي قراءة يومية وتأملية في نصوص الإنجيل.
تُقام الصلاة لراحة نفسه يوم الأربعاء 15 تشرين الأول 2025، عند الساعة الثالثة بعد الظهر في دير سيدة ميفوق.
رحم الله الأب توما مهنا، الذي جمع بين عمق الفكر ونقاء الإيمان، فكان مثال الراهب العالم والمربّي الملتزم، وترك بصمة لا تُمحى في مسيرة الرهبانية والتعليم الفلسفي في لبنان