الاحداث- كتب مجد بو مجاهد في صحيفة النهار يقول:"تتّضح عناوين المعركة الانتخابيّة في دائرة "الشمال الثالثة" (بشرّي، البترون، الكورة، زغرتا) على بعد أيام من موعد 15 أيار المنتظر. وتتركّز أرضية الحلبة التنافسية الأساسية على ضباب هضاب قرى الكورة التي سيعلن من على منبر مقاعدها الأرثوذكسية الثلاثة نتائج النزال الانتخابي في الدائرة عموماً، نظراً إلى ضبابية محيطة بهوية الفائزين المحتملين حتى ضمن اللائحة الواحدة. وتتعزّز المنافسة بين 7 لوائح في دائرة سجّل الحاصل الأوّل فيها خلال الانتخابات الماضية 11579 صوتاً. ولا يغيب عن المشهد أنّ "الشمال الثالثة" تتصدّر الدوائر لجهة عدد المغتربين المسجلين للمشاركة في عملية الاقتراع. وسيكون لهم كلمة مهمّة في بلورة النتائج، حيث بلغ عدد المسجّلين كالآتي: 8315 صوتاً من زغرتا، 6564 صوتاً من البترون، 6122 صوتاً من الكورة و6114 صوتاً من بشرّي. ويمتلك الصوت الاغترابي قدرة تأثيرية في الدائرة على مستوى مقعدين في حال المشاركة الكثيفة في عملية الاقتراع. وترتسم صيغة تكتيّة انتخابية تعتمدها اللوائح الرئيسية على صعيد الصوت المحلي، باعتبار أنّ الدائرة واسعة الاحتمالات عموماً. ويحتاج الفوز بمقعد معيّن إلى اعتماد خطّة تأخذ في الاعتبار عدد الحواصل المرجّحة.
وتشير معلومات "النهار" إلى أنّ الأحزاب والقوى الأساسية في دائرة "الشمال الثالثة" التي تضمن أكثر من حاصل انتخابيّ واحد، تعمل على توزيع أصواتها التفضيلية على أكثر من مرشّح في الأقضية التي تسعى إلى ضمان الفوز بغالبية من المقاعد فيها. ويقصد هنا تحديداً اتّجاه ماكينة "القوات اللبنانية" الانتخابية إلى توزيع الأصوات التفضيلية في قضاء بشري بين مرشحيها ستريدا جعجع وجوزيف اسحق انطلاقاً من استراتيجية انتخابية هادفة إلى الفوز بالمقعدين في بشري. وكذلك، تتجه ماكينة "المرده" الانتخابية إلى توزيع الأصوات التفضيلية في زغرتا بين المرشحين طوني فرنجيه واسطفان الدويهي بغية ضمان الفوز بمقعدين من أصل ثلاثة في القضاء الذي يعتبر وجهة أساسية يندرج اهتمام "المرده" حوله، في وقت يكتسب النائب ميشال معوّض القدرة على الفوز بمقعد أساسيّ في زغرتا. وتتركّز حركة "التيار الوطني الحرّ" الانتخابية على صبّ الأصوات التفضيلية للفوز بمقعد النائب جبران باسيل في البترون. وبمعنى أكثر وضوحاً، تتّسم طريقة توزيع الأصوات التفضيلية للأحزاب الأساسية في المنطقة بصيغة هادفة إلى تحصين معركة بشري الانتخابية قواتياًّ، ومعركة مقعدين في زغرتا على صعيد "المرده"، ومعركة مقعد في البترون من ناحية "التيار الحرّ".
وبدوره، يقرأ مدير مركز الاستشراف الإقليمي للمعلومات عباس ضاهر عبر "النهار" في ظروف المعركة الانتخابية على صعيد "الشمال الثالثة"، منطلقاً من "الاستطلاعات المشيرة إلى قدرة "القوات" على تأمين الفوز بثلاثة حواصل وتكثيف الجهود للفوز بمقعد رابع. فإذا اقترع ما يقارب في المئة من المغتربين المسجلين في "الشمال الثالثة" وأتت التوجّهات الاغترابية وازنة لمصلحة "القوات"، واستمرّ العمل "القواتي" للفوز بالمقعد الرابع، تبدو الاحتمالية واردة جداً، والحال هذه، لتسجيل كسر انتخابي يساهم في تحقيق الهدف". وتعبّر دراسات مركز الاستشراف الإقليمي عن "أرقام استطلاعية تشير إلى حيازة لائحة النائب ميشال معوض على حاصل وكسر، في وقت مقعد معوّض شبه محسوم في زغرتا. ويتأرجح المقعد الثاني عملياً على صعيد اللائحة بين مجد حرب في البترون وأديب عبد المسيح في الكورة، مع الإشارة إلى أنّ حرب ينافس على مقعد وسط معركة تدور بين أقوياء بترونيّاً".
وعلى صعيد اللائحة المدعومة من تيار "المرده"، يلفت ضاهر إلى "قدرتها على الفوز بثلاثة حواصل مع أرجحية لأن يكون المقعد الثالث في قضاء الكورة، حيث يمكن التعبير عن تنافس داخل اللائحة الواحدة بين المرشحين سليم سعاده وفادي غصن مع أرجحية للأخير نظراً لظروف الانقسام السياسي والانتخابي الذي يعانيه الحزب القومي. وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستطلاعات أظهرت تفرّع أصوات القومي بين ثلثين لمصلحة النائب سعاده وثلث لوليد عازار الذي يترشح على لائحة "التيار الوطني الحرّ". وفي ما يخصّ لائحة "التيار الحرّ"، يضيف أنّ "فوز باسيل بمقعد في البترون شبه محسوم، مع عمل يراد من خلاله نيل كسر انتخابي يفتح الطريق أمام ربح مقعد آخر. وفي حال أتى الكسر من مصلحة "التيار"، تتّجه الأنظار إلى الكورة حيث ستدور منافسة بين عضوي اللائحة الواحدة جورج عطالله ووليد عازار، علماً أنّ حظوظ عطالله أكبر في هذه الحالة نتيجة انقسام أصوات القومي".
ويضيء ضاهر على "مفاجأة ظهرت في استطلاعات الأسابيع القليلة الماضية، لناحية تراجع لائحة "شمالنا" في أكثر من مكان مقارنة مع الأرقام التي حققتها في الاستطلاعات سابقاً. أتى ذلك بعد تشكيل لائحة "شمال المواجهة" ولوائح أخرى محسوبة على المجتمع المدني تأكل من الصحن نفسه. ولا يعني تراجع اللائحة في الاستطلاعات عدم قدرتها على نيل حاصل انتخابي، لكن في حال استمرار نسبة التراجع التي لوحظت خلال الأسابيع الماضية على نطاق الأيام المقبلة، يمكن لذلك أن يطرح علامات استفهام عامة". ويخلص إلى أنّ "المعركة الانتخابية في "الشمال الثالثة" تدور بين "القوات اللبنانية" لنيل المقعد الرابع و"التيار الحرّ" للحصول على المقعد الثاني. كما أنّ ثمة تنافساً داخلياً على صعيد لائحة "المرده" لناحية المرشح الذي سينال أصوات تفضيلية أكبر في الكورة. وكذلك، تشهد لائحة "التيار" تنافساً مشابهاً". وفي النتيجة العامة، يتظهّر أنّ المعركة تدور بين كلّ اللوائح على من سيفوز بمقعدين مجهولي النتائج في الكورة.