Search Icon

ساعات "تقريرية" اليوم والحزب "يحاصر" السلطة واعتراض "قواتي" حاد على عودة بدعة الترويكا

منذ 5 ساعات

من الصحف

ساعات تقريرية اليوم والحزب يحاصر السلطة واعتراض قواتي حاد على عودة بدعة الترويكا

الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول:"وسط كتمان مبالغ فيه حيال حدث يشغل اللبنانيين ويشكل مفترقا مفصليا يتوقف عليه مصير لبنان في المرحلة المقبلة يفترض ان تسلم السلطة اللبنانية ممثلة بالرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام  اليوم ردا رسميا توافق عليه الرؤساء وأنجزته لجنة من مستشاريهم بعدما عقدت سلسلة طويلة وكثيفة من الاجتماعات الى السفير توم براك موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى لبنان . وبات في حكم المؤكد ان الرد اللبناني سيتضمن نهجا إيجابيا في الإجابة على التساؤلات والاتجاهات التي طرحها الموفد الأميركي في ورقته التي طلب الرد اللبناني عليها ولكن من دون الجزم اطلاقا بما اذا كان مضمون الموقف الرسمي سيكون مقنعا وكافيا للجانب الأميركي وعبره الجانب الدولي عموما ومن ضمنه خصوصا الجانب الإسرائيلي بان لبنان ماض فعلا وقادر واقعيا ولديه القرار الحاسم النهائي نحو نزع سلاح "حزب الله" . ذلك ان الأيام والساعات الأخيرة عززت وفاقمت على نحو واسع للغاية الشكوك والمخاوف في ان تكون السلطة اللبنانية حوصرت في مأزق خطير من خلال تصعيد رفض "حزب الله" لتسليم سلاحه ورفع وتيرة تحديه للاستحقاق الذي تواجهه السلطة اللبنانية عبر زجها في مواجهة بالغة التعقيد والخطورة في الساعات المقبلة مع ممثل الإدارة الأميركية ومن خلاله مع إسرائيل التي تتحفز تلقائيا لجعل مسرح عملياتها في لبنان مفتوحا على الغارب بلا أي لجم او روادع . ونجمت زيادة الشكوك والمخاوف عن تحويل المواقف في مناسبة احياء ذكرى عاشوراء امس الى ما يشبه فتاوى سياسية ودينية تحرم التخلي عن سلاح "حزب الله" على لسان قيادة "حزب الله" والمؤسسة الدينية الشيعية ممثلة بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى . هذا التصعيد اثار اكثر فاكثر الغبار حول ما ستحمله الساعات المقبلة وهل تمكن الرؤساء الثلاثة من انجاز رد يضمنون فيه اقناع المفاوض الأميركي بوضع ثقله وتقديم ضمانات يطالبه بها لبنان للضغط على إسرائيل فيما الحزب يسارع الى اجهاض تعهدات السلطة بنزع سلاحه ؟ كما ان ما اثار المخاوف هو تجدد التهديدات الإسرائيلية لقيادة الحزب عقب المواقف التي أطلقت في عاشوراء .         

ولعل التطور الداخلي المفاجئ الذي واكب العد العكسي للرد اللبناني صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اتخذ موقفا حادا فسأل في بيان أصدره مساء امس 

"أولا، هل عدنا إلى بدعة نظام الأسد في الترويكا اختصاراً للمؤسسات اللبنانية كلها، هذه البدعة التي خربّت لبنان؟

ثانيا، من يقوم بالتفاوض في الوقت الحاضر؟ هل الدولة اللبنانية أصبحت بانتظار ما سيقوله حزب الله، أم ان العكس كان يجب ان يحدث، بمعنى ان يكون حزب الله بانتظار قرار الحكومة اللبنانية؟
ثالثا، إن من يعمل على إضاعة هذه الفرصة سيتحمّل مسؤولية كبيرة امام اللبنانيين جميعا وأمام التاريخ.

لذلك، على الحكومة اللبنانية ان تجتمع من دون إبطاء، وان تحضِّر ردا وطنيا لبنانيا على المقترح الاميركي بما يؤمِّن فعليا، وليس خطابيا، الانسحاب الإسرائيلي من لبنان ووقف اعتداءاتها، كما يؤمِّن قيام دولة فعلية تسهر هي على مصالح اللبنانيين ومستقبل أولادهم.
كفى تلاعبا بمصير لبنان واللبنانيين تعزيزا لموقع إيران في المفاوضات الدولية المقبلة؛

وكان الأمين العام ل"حزب  الله" الشيخ نعيم قاسم اعتبرفي كلمته التي القاها عبر الشاشة امام حشود في الضاحية الجنوبية "أن لبنان سيظل في صراع مستمر دفاعًا عن سيادته وأرضه ضد العدو الإسرائيلي" مشددًا على "أن هذا الدفاع واجب وأن التحرير سيستمر ولو طال الزمن" مؤكداً "أن حزب الله لن يكون جزءًا من أي شرعنة للاحتلال أو التطبيع المذل". وقال  أن "تهديد إسرائيل باتفاق جديد لا يعني أن حزب الله سيقبل بالاستسلام فالعدوان يجب أن يتوقف، ويجب أن يتم تطبيق الاتفاقات الموقعة بشكل كامل، حتى يتمكن لبنان من التحرك نحو مرحلة بناء الاستقرار في المنطقة". وأشار الى أن "التهديدات لن تجعلنا نستسلم ولا تطلبوا منا ترك السلاح بل على من يضيق علينا أن ينضم إلى منظومة الدفاع برعاية الدولة". كما شدد على أن "المقاومة هي جزء من الحل، ولن نقبل بأن تظل إسرائيل تشكل تهديدًا أمنيًا للبنان والمنطقة". واعلن "استعداد الحزب للتفاعل مع أي خطوات تهدف إلى تحقيق الاستقرار الوطني، شريطة أن تقوم إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاقات أولًا. وعندما يطبق العدو بنود الاتفاقات، نحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بما يخدم الأمن الوطني اللبناني، ولضمان أن يكون لدينا القوة والمرونة للتوافق على أفضل السبل لحماية لبنان". 
وجاء موقف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في عاشوراء ليغطي تماما موقف الحزب فشن حملة عنيفة على رافضي سلاح الحزب في الداخل وانتقد  "الضغوط السياسية والاعلامية التي تُشنُّ على المقاومة بهدف نزع سلاح المقاومة كما يُصرّ هؤلاء على التعبير المملوء بالتشفي والكراهية لا يُحقّق مصلحة لبنانية، وإنما مصلحة فقط إسرائيلية، فلماذا تصرّون على مجاراة عدو لبنان ومعاداة أبناء وطنكم إن كنتم تؤمنون بهذا اللبنان الذي نشترك فيه جميعاً؟ أقول: صحّحوا خطابكم لأن الاصرار عليه يُعطي فهماً آخر ينسجم مع الدعوة الى التقسيم وانكم من جنس آخر لا ينتمي إليه بقية اللبنانيين في مظهر بغيض من العنصرية لا نُحبّ لأحدٍ أن يتصف بها لأنها خلاصة العنصر الصهيوني البغيض وهو ما يجب أن يخاف منه اللبنانييون لا من سلاح المقاومة".

وفي هذا المناخ اتسمت مواقف اطلقها رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بدلالات بارزة لجهة تشديده المتكرر على حصر السلاح بيد الدولة . وقام سلام امس بجولة في البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط، تخللتها سلسلة لقاءات سياسية ودينية وتنموية، شدد خلالها على أن الإنماء المتوازن شرط أساسي للاستقرار، وأن استعادة الدولة تبدأ بتطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف، لا سيما اللامركزية الموسّعة وحصر السلاح بيد الدولة. وكرر انه: "لا يمكن أن تقوم دولة من دون حصر السلاح بيدها" . وقال "لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف اعمالها العدوانية، كما ان لا استقرار دون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن مما يتطلب بدوره حصر السلاح بيد الدولة وحدها. ولكن هذا نصف الحقيقة فقط لان ثبات الاستقرار في البلاد انما يتطلب ايضاً شبكات امان اجتماعي حقيقية تحفظ كرامة المواطنين.”.
اما في تفاعلات المشهد اللبناني من الناحية الإسرائيلية فهدد امس وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم مذكراً بمصير الامين العام الاسبق السيد حسن نصرالله. وقال كاتس بعد تصريحات قاسم امس : "كلام زعيم حزب الله يدلّ على أنه لم يتّعظ من نصرالله ولا من خليفته".