سياسة

مقاطعة خليجية ...ولا مبالاة لبنانية

الاحداث- كتب إيلي صعب 

صدر بالامس القريب قرار عن دولة الامارات يحجب بموجبه التأشيرات عن مواطني ١٢ دولة من بينهم لبنان .
قرار لم يكن في الحسبان على الرغم من انه حصل بعد ترك سفير دولة الامارات لبنان الدكتور حمد سعيد الشامسي من دون الاعلان عن  مغادرته رسميا لبنان الى القاهرة ومن دون تعيين بديل عنه.
وكان سبقه في مغادرة لبنان سفير المملكة العربية السعودية  وليد بن عبدالله بخاري من دون اعلان وبتبرير  يقوم على فكرة "إجازة سنوية" استحقت للسفير لمدة اسبوعين  ومر الاسبوعان من دون ان يعود، على الرغم من ان الموسم الحالي ليس موسم إجازات بل هو موسم استحقاقات وتسويات!
فتخفيض التمثيل الديبلوماسي للسعودية والامارات في لبنان ليس خبراً هامشياً او تفصيلاً بسيطاً، وبخاصة مع الحديث عن توجه دول خليجية اخرى الى القيام بخطوات مماثلة ومن دون ضجة.
وسألت مصادر متابعة هل  اتخذ القرار بالاستغناء عن لبنان وبتسليمه الى المحور الايراني ، خصوصا ان الحضور الديبلوماسي الخليجي في السابق لم يغب عن لبنان في عز حروبه وازماته وجولات الاحتراب الداخلي. بل على العكس دائما ما كان السفراء الخليجيين في طليعة الجهود الساعية الى ايقاف المعارك وتعزيز الامن والسلم الاهلي. 
وقال المصدر كيف لنا ان ننسى ان الخليجيين كانوا يأتون لبنان الى بحمدون وعاليه ويصطافون في جبالنا كما ان اللجنة الثلاثية العربية التي حاولت ايقاف الحرب الاهلية والتي انبثقت عن مؤتمر بيت الدين عام ١٩٧٨ ضمت في عضويتها السفير السعودي الراحل علي الشاعر والسفير الكويتي عبد الحميد بعيجان. وبعدها اللجنة السداسية العربية التي مهّدت لاتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية وضمت في عضويتها الكويت والامارات وباشراف سعودي. وبينهما وبعدهما جهود اغاثية ضخمة تولاها سفراء دول الخليج.
فرغم كل الازمات، ورغم تعرض بعض المقرات الديبلوماسية الخليجية للقصف، ورغم التعرض لحياة بعض السفراء، لم تغب الاشراقة الخليجية يوماً عن ارض لبنان.
فهل هذا الانسحاب السعودي والاماراتي من لبنان في وقت كلف سعد الحريري الابن المدلل للخليجيين بتشكيل الحكومة يعد انسحابا طبيعيا؟ ام انه رسالة تعبر عن عدم رضى سعودي اماراتي عن الحريري الذي يسعى لتشكيل الحكومة وتنسيقه مع حزب الله الذي هو بالنسية اليهما مكونا ارهابيا؟

وهل  القرار اتخذ بترك لبنان يقع في قبضة حزب الله وحلفائه بعدما ايقنت هذه الدول  ان الخط الفاصل بين الدولة والدويلة لم يعد موجوداً، بل باتت الدويلة هي التي تحكم قبضتها على مؤسسات الدولة؟؟ وهل انها تحجم عن دعم الحريري في جهوده لادراكها ان المحاولات التجميلية لم تعد تجدي نفعا  بعدما غرق لبنان في مشروع ايران الاقليمي؟؟

ولكن اللافت في كل الموضوع انه لم نسمع اي تحرك رسمي او غير رسمي للعمل على اعادة هذه العلاقات الى طبيعتها، بل على العكس كان  التعامل مع هذه الخطوة  التي تعد "خطيرة" ببرودة تامة وبسطحية وبغير اكتراث.
 فالعلاقات الديبلوماسية اللبنانية الخليجية سابقة بكثير على وجود الحريري،

وعبرت المصادر عن تخوفها لعدم وجود مسؤول لبناني  يتواصل مع الامارات لمعالجة ازمة حجب التأشيرات عن  اللبنانيين، خصوصا ان خبر  الحجب نزل  كالصاعقة على رأس المواطن العادي،  الذي يرى بدول الخليج المتنفس الوحيد لحال الاختناق الذي يشعر به. 
وهنا يبقى السؤال ماذا ينتظر المواطن اللبناني في الايام القادمة؟  وهل يعد هذا الانسحاب الديبلوماسي نذير شؤم لما سينتظره بعدما عمل حكامه على سرقته وضرب علاقاته مع الدول الصديقة والتي كانت دائما داعمة للبنان؟.

=========