سياسة

جعجع: “المالية” ليست حقًا مكتسبًا للثنائي

الأحداث- أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع ان اعتذار الرئيس المكلف نواف سلام غير مطروح، كما ان مقاطعة "القوات غير واردة، مشيرا الى ان لا فكرة واضحة لديه عن توقيت ولادة الحكومة.

وأشار ضمن برنامج "صار الوقت" عبر الـMTV مع الاعلامي مارسيل غانم إلى أنه أجرى إتصالاً اليوم مع سلام بعدما سمع أموراً كثيرةمعاكسة لما كان تم التداول به، ولكن في الخلاصة هو مطمئن

وتابع: "منذ أسبوع وبمجرد اجتماع سلام بمحور الممانعة، بدأ المحوربتسويق الوعود والارضاءات والاشاعات، فيما اجتمع مع قوى اخرىمرات عدة ولم نشهد اي تسريب من قبلها".

اضاف: "بحسب منطق محور الممانعة وبرأيه، مهما حدث فهو سيبقىمنتصراً، فإذا "خلّص بسلام من الحرب انتصر وإذا مات انتصر"، وهوما يذكرني بالعماد ميشال عون في العام 1989 حين قال: "إذا بقيتفي القصر اكون انتصرت، وإذا اخرجوني منه اكون انتصرت، واذامتت بكون انتصرت، واذا ضليت عايش بكون انتصرت"، وآنذاك علّقصديق لي لا علاقة له بالسياسة قائلا "حرام، يتركلهم شي لأخصامهحتى ينتصروا". والممانعة اليوم تقوم عمليا بالشيء نفسه".

 

وعن قلقه من إمكان تأثر الرئيس المكلّف بجوّ التغييريين، ذكّر بأن""القوات" سمّت سلام قبل 3 سنوات لأنها على الأقل تتشارك معه في"جزء من الطريق"، وذلك قبل وجود نواب تغييريين في البرلمان"، معتبراان "جوّ هؤلاء النواب تبدّل منذ الانتخابات حتى الآن، ولم يعد ضدالاحزاب، فأقله 8 أو 9 منهم صوتوا معنا على اسم جهاد ازعور".

ورأى ان "سلام اكثر من غيره يدرك ان لا استقامة للحياة السياسية مندون الأحزاب، وحتى التغييريون اصبحوا كحزب، وبالتالي كل نغمةضد الاحزاب لم يعد لها وجود".

واذ دعا الى "وجوب انتظار تشكيلة الحكومة التي مهما كانت ستكونأفضل من الحكومات السابقة"، أمل جعجع "ان تكون افضل بنسبةعالية جداً، فحتى الآن وبعد التواصل مع الرئيس المكلف انا مرتاح،فأمامنا شخص مثقف نلتقي معه في أمور كثيرة". واشار الى ان "لافكرة واضحة لديه عن توقيت ولادة الحكومة".

 

وردا على سؤال، اجاب: "نؤيد خطاب القسم 100%، وكنا مع موقفالرئيس جوزيف عون عندما رفض تأجيل موعد كتلة الوفاء للمقاومة، وهوتصرُّف لم نكن لنشهده في العهود السابقة، وأهنئ رئيس الجمهوريةالذي اتفق مع الرئيس المكلف على الخطوط العريضة للحكومة وهو لايدخل بتفاصيل "عطينا هالوزارة او غيرها"".

وبعدما أكد مجددا ان "الميثاقية ليست مذهبية إنما اسلامية - مسيحية،لاحظ انه في الأعوام الأربعين الاخيرة اُدخلت جملة من المفاهيمالمغلوطة، علما ان الطائفة الشيعية مكوّن اساسي في لبنان ودورها مهمجداً، لكن هذا أمر وعرقلة قيام الدولة أمر آخر"، وشدد على "رفض"القواتتسمية أمل وحزب الله لوزرائهما، كما اننا لن نسمي وزراءنا،ونحن ارسلنا لسلام السيرة الشخصية (cvلمجموعة من الاسماء وهومن يهتم بالباقي".

وأردف: "يضم المجلس النيابي 27 نائبا شيعيا وهم "على راسيوعيني"، ولكن نسبة الاقتراع لدى الطائفة الشيعية في الانتخاباتالنيابية الأخيرة كانت 50٪، ما يعني أن هناك أصواتًا ضد الثنائيالشيعيكما لا اعتقد ان الثنائي سيحجب الثقة عن الحكومة اذااختار سلام 4 من الاسماء الـ15 التي سلموه اياها، ففي حال اختارمنها وزيرا شيعيا معروفا، هل تتم العرقلة؟ هذا الامر غير منطقي".

 

اما عن وزارة المال، فقال: "هذه المسألة دقيقة جداًلم نسلّم كما لا يسلّمسلام او اي أحد آخر، بأن ثمة حقيبة حكرا على طائفة معينة، وليقلصديقي الرئيس نبيه بري "وين واردة بالطائف؟"، يمكنه ان يُصر بقدرما يشاء ولكن ما زال بطرس حرب وادمون رزق وطلال مرعبي بينناويعرفون الطائف جيداً، هل جميعهم يكذبون وبري يصدق؟ ففيالسنوات العشر الاولى من عمر الطائف لم تكن وزارة المال لفريق معين،بل كرس هذا الجوّ في السنوات الـاو الـالأخيرة".

وتابع: "في سياق كلامي مع سلام نقل لي رأيه بأن هذه المرة يمكننااعطاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية كونها "مجروحة"، وبدوري أكدت له اننا لسنا ضد تسلّم الشيعة وزارة المالية انما نحن نعارض امتلاك ايطائفة لحقيبة معيّنةانا مع اعطائها للطائفة الشيعية وليس المقصودلأمل وحزب اللهمن الممكن إبقاء "الماليةمع وزير شيعي، ولا سيما انثمة طاقات كبيرة خارج حزب الله وأمل، كما من الضروري ان يشعر كلشيعي لبناني أن امره يهمنا، وان ما يحدث ليس حرباً ضده، من هنا لامشكلة لمنح هذه الوزارة لوزير شيعي، ليس من الثنائي، شرط اطلاقالتحقيق الجنائي لمعرفة حقيقة الامور التي اوصلتنا الى هنا".

 

وعن امكان قبوله بالوزير السابق ياسين جابر او بحاكم مصرف لبنانبالإنابة وسيم منصوري، أجاب: "جابر صديق وودود، لكن شئنا امابينا هو ينتمي دائما لكتلة الرئيس بري، ومن الافضل اذا اراد سلامحكومة جديدة الا يكون فيهااعطاء المالية للشيعة شيء واعطاؤهاللثنائي شيء آخر، وانطلاقا من الظرف الحالي ومما حصل فيالجنوب، يجب ان تكون مع الشيعة بشرط ان لا يكون للوزير اي علاقةبالثنائي".

 

جعجع الذي جدد التأكيد ان "الحياة السياسية في اي مجتمع لا تقومإلا على الأحزاب، وحتى التغييريون عندما اصبحوا في البرلمان باتواعمليا حزبيين"، ذكّر بأداء وزراء "القواتفي الحكومات السابقة،قائلا: "طرحنا افضل الشخصيات والكفاءات التي تدور في فلكالقوات، واليوم الوضع مشابه، فقد سلّمتُ سلام السير الشخصيةلشخصيات تتمتع بالكفاءة للاطلاع عليها".

واردف: "ارفع شخصية ادبية لبنانية في بلاد الاغتراب هو امين معلوف،ولكن في حال اردته وزير ثقافة قد يضيع فيها، كما كان الرئيس شارلحلو من افضل الشخصيات التي مرت على لبنان، الا ان الامور"تلخبطتمعه باعتبار ان المواقع السياسية امر آخرالوزارة امرتنفيذي وعلى التنفيذي ان يكون سياسيا بغض النظر ان كان حزبيا أملا".

 

ورأى أن "من مصلحة الرئيسين عون وسلام ان يكون لديهما اكبرحضور قواتي سياسي في الحكومة، اذ إن "القواتاكثر من يتشاركمعهما في خطابهما وهي حليف طبيعي يُفتخر به، وقد أثبت وزراؤهاونوابها من خلال كل ممارستهم في الوزارات والمجلس النيابي انهمعلى قدر ما يتمناه الرئيسان، ولا سيما ان كثيرين فتشوا جداً خلالالفترة الماضية لإيجاد ورقة فساد على واحد منهم ولم يجدوا". 

 

واشار الى ان "محور الممانعة يسوّق لأمور مغلوطة كثيرة، ومنها انسلام وفور انتهائه من اي مسودة سيطرحها على الرئيسين عون وبري،في حين انه لا علاقة للأخير بالأمر، باعتبار ان المادة 65 من الدستورواضحة لجهة كيفية سير الامور في الحكومة الى جانب اتخاذالقرارات".

 

ورأى أن "ملامح البيان الوزاري باتت واضحة جداً، ومن ضمنها قراروقف اطلاق النار الذي وقّعت عليه حكومة الممانعة والذي سيكون ركيزةاساسية." وشدد على أن "الرئيس عون لم يتحدث عن استراتيجيةدفاعية إنما عن استراتيجية امن قومي، واي تلاعب في البيان الوزاريلهذه الجهة، "بخلّينا نترك كل شيوبالتالي اللعب على الكلماتمرفوض."

 

"رئيس القواتالذي اكد "عدم القبول بأي صيغة مباشرة او معتورةتنص على معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، لأن حماية لبنان منواجب الدولة اللبنانية وحقها"، اعرب عن "قلقه من بقاء اسرائيل فيالجنوب وهذا غير مقبول، لذا مواجهتها امر ضروري وهذا من مهماتالدولة اللبنانية".

 

وردا على سؤال، لفت جعجع الى ان "الرئيس نجيب ميقاتي صديق منذزمن بعيد، الا ان ثمة امورا لا تُحتمل على غرار قوله إن الـ1701 يتعلّقبجنوب الليطاني اما بشماله، فعلينا عقد طاولة حوار وطني، هذهالنظرية لم اتحملها والمسايرة يجب ألا تكون على حساب الوطن".

 

وحول الانتقال من النائب فؤاد مخزومي إلى الرئيس المكلف سلام،أجاب: " اجتمعت المعارضة بكل أطيافها وتداولت بالمرشح المطروح فتمالاتفاق بعدها على مخزومي، وهنا اوجه تحية الى النائب اشرف ريفيالذي تهمّه مصلحة البلد فحسب، واجريت اكثر من 50 اتصال بالنوابوخضنا معركة مخزومي، ولكن تبين لنا في ما بعد ان التغييريين الذينكنا نعول على قسم منهم، ابلغونا دعم سلام بعد انسحاب النائبابراهيم منيمنةحاولت اقناعهم بأن هدفنا واحد، فلينسحب سلامولندعم مخزومي جميعا، فنحن معنا 35 صوتا وانتم 14 او 15، الا انهملم يقبلوا نهائياًعندها اجرت المعارضة اجتماعا ليل الأحد في منزلمخزومي وبدّلنا موقفنا كي لا "ينضربالعهد من بدايته وكي لا يُعادتكليف ميقاتي بما يمثله رئيساً للحكومة، فاتفقنا على انسحابمخزومي الذي تحدثت معه شخصياً وهو انسان اخلاقي ومحترم جداًوفي المرحلة الحالية، الرؤية واحدة لسلام ومخزومي وريفي ."

 

اما عن فرضية خلق ثلث معطل، فقال: "ان هناك معايير وضعها الرئيسالمكلفمن جهة ثانية، نقبل حكومة لا سياسيين فيها، على ان تكونفيها اسماء مطروحة من قبل قوى سيادية ويتمتع أصحابها بالكفاءةوالنزاهة ويختارهم سلام ويبقى الوضع افضل بكثير من تسمية وزراءسياسيين من قبل فرقاء غير منتجين".

 

واذ رأى أن "سلام صناعة لبنانية بحتة" فتكليفه لم يشهد اي تدخل من الاطراف الخارجية التي حيّدت نفسها عن معركة رئاسة الحكومة، بل نحن بحثنا في امورنا ووصلنا الى هنا"، أكد جعجع ان "اعتذار سلامغير مطروح وهو صلب، كما ان مقاطعة القوات غير واردة".

 

اما عن زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، فأوضح ان"تموضع لبنان الاستراتيجي في السنوات الاخيرة كان في حضنايران بعدما قفز من الحضن العربي، وبعد كل التطورات الأخيرة عادلبنان "يللي بيعرفوهوها هم يعودون اليه".

 

وردا على سؤال، قال جعجع: " العالم كله ينتظر حكومة اصلاحية فيلبنان، بعدما اكتوت الدول العربية والاوروبية من الفساد فيهوهنااتوقّف عند زيارة الرئيس ميشال سليمان الى الكويت والطلب الىمسؤوليها معالجة مشكلة الكهرباء في لبنان فأخذ وعداً بذلك، ولدىوصول الوفد الكويتي الى البلد اجتمع بالوزير جبران باسيل طالبا منهدفاتر الشروط التقنية، ولكن الأخير رفض قائلا: "اعطونا الاموال ونحنامنهتم بالباقي"، الا ان الكويت رفضت الامر بطبيعة الحال.  وقال: "الطاقة بتلبقلنا بس نحنا هلق ما بدنا ياهاكونها تحتاج ما بين سنتينوثلاث سنوات لتحقيق النتائج المرجوة، ومن هنا ليست واردة بالنسبةالينا، ولا سيما ان عمر الحكومة قصير، فالانتخابات النيابية بعد سنةتقريبا".

 

وفي مسألة التعيينات، اجاب: "لكل لبناني الحق بأي منصب في الدولةاللبنانية، فعلى سبيل المثال، النائب ملحم الرياشي كان وزيرا للاعلام،وكان هناك مركزان شاغران، وحاول الرئيس ميشال عون إقناعه بأن"تاخدوا انتو القوات مركز وانا باخد المركز الآخرولكن رفضنا واتّبعناالآلية القانونية بالاعلان عن الحاجة لمدير عام لتلفزيون لبنان، وعندهاتلقى رياشي نحو 154 طلبا، فاجرى مجلس الخدمة المدنية الامتحانالمطلوب حيث اختار على اساسه 18 مرشحا خاضوا امتحانا شفهياادى الى بقاء 4 اسماء لاختيار واحد منهم، الا ان الامور لم تمر فيمجلس الوزراءوبالتالي، المطلوب اعتماد آلية التعيينات حتى لو كانت بدائية، ومن الممكن لاحقا الحديث عن تطويرها".

 

 

وسئل عما اذا كان لديه مشكلة بتشكيل حكومة أمر واقع"، فاكتفىالقول: "إذا كانت الحكومة كما يجب فلا مشكلة لديّ، على ان تتلاءم معخطاب القسم ومبادئ الرئيس المكلّف".

 

وحول الغاء الطائفية السياسية، قال: "للبنان 100 الف علة، بعضهايُحتمل والبعض الآخر لا، لذا فلنبدأ بتطبيق قرار وقف اطلاق النارواخراج اسرائيل من الجنوب، وانطلاقا من هنا علينا بناء سياساتناعلى قدر واقعنا وقدرتنا".

 

وردا على سؤال، اعرب عن اسفه لأنهم "نسّوناصفات لبنان الحقيقيةوابرزها أنه منارة الشرق، كما "نسّوناان من صلاحيات رئيسالجمهورية ان يختار بالتنسيق مع وزير الدفاع قائد الجيش الجديدليُعرَض الاسم بعدها على مجلس الوزراء".

اما عن ودائع اللبنانيين في المصارف، فجدد التأكيد ان "القواتضدتصفير الودائع التي يجب ان تعود الى 95% من الناس، فيما يجبالنظر في بعض الحالات التي حققت ارباحا، ولكن هذه حالاتاستثنائية ويجب متابعة كل منها على حدة".

واذ اعتبر ان "لا حياة فعلية من دون اللامركزية الادارية، علما انموضوع اللامركزية الموسّعة يتطلب عقد طاولة حوار في قصر بعبدا"،أعلن جعجع رفض "القواتتأجيل الانتخابات البلدية".

 

وعن قانون الانتخاب، لفت جعجع الى ان "القوات تؤيّد اجراء اي تعديلتقني يحسن من نتائج الانتخابات، من دون ان ننسى ان  انتخاباتالمغتربين بوضعها الحالي في القانون "كارثية"، اذ ان المطلوب الحفاظ على ارتباط المغتربين بوطنهم وارضهم وبلداتهم، ومن الواجب الانصبابعلى ايجاد الحلول المناسبة".