لماذا غرق لبنان؟! ومن المسؤول عن غرقه؟!
يموت لبنان "حريق وغريق وتشنطط عالطريق" وبمعارك في الجنوب مرشحة أن تصير حرباً!
الاحداث- كتب سمير سكاف*
لبنان الغريق دوماً، فما خوفه من "التشش"! أي ذنب اقترفه شعب لبنان لينعم بطبقة سياسية لا تسمح حتى لله (عز وجل) أن يباركه! فتتحول بركة المطر الى نقمة ويتحول "البلد" معها الى مستنقعات بحيرات وأنهر! فالفعل ليس من السماء، بل من أهل الأرض! وهو فعل أكثر طبقة سياسية فاشلة وفاسدة في التاريخ! طبقة يتحمل الشعب، بشكل مباشر أو غير مباشر مسؤولية إعادة انتخابها أو انتخاب بعضها. فغرق لبنان يعود الى عدم وجود كافٍ لمجاري التصريف، وعدم تنظيف كافٍ للموجود منها. وبسبب ضخ مياه الأمطار و الصرف الصحي في المجاري نفسها! في حين أن إحدى الفضائح اللبنانية التي لا تُعد ولا تُحصى، وما أكثرها بيئياً، كما سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فضيحة هي في عدم وجود محطة صرف صحي في عاصمة لبنان بيروت (محطة الغدير المعطلة لم تكن مجهزة بالأساس)! وذلك، مع ضرورة وجود محطة أخرى (كان يفترض أن تكون في برج حمود منذ سنوات بعيدة! فالإمدادات موجودة ولكن ليس هناك محطة تصل إليها)! والدفاع المدني الذي يقوم دائماً بمجهودات جبارة يفتقد الى كل التجهيزات والى صيانة آلياته والى كل مقومات الصمود اللوجستية، بالإضافة الى بدلات وأجور "بائسة"! أما البلديات، فكثير منها أصبحت خارج الخدمة، و"مفلسة"! وعلى الرغم من كل ذلك، فموسم الأعياد يبشر بطلة هامة للمغتربين. فألف "أهلا بهالطلة"!
لبنان، الغارق الدائم في أزماته، والذي لا تحتاج أنفاقه "الى ضخ المياه فيها"! بل هي تحدث بشكل طبيعي، هو ضحية كل المواسم! ففي موسم الحرائق، تحترق الغابات ويتآكل الغطاء الأخضر، وتصل النيران الى المنازل ويصلي اللبنانيون عندها كي تمطر! وفي موسم المطر تغرق الناس والبلاد ويصلي اللبنانيون كي يهدأ المطر قليلاً! وفي كل المواسم يموت الناس قهراً ودهساً وعجزاً عن الاستشفاء...وقصفاً! والله يرحم جدتي وكل "جدات" اللبنانيين، الذين كانوا في دعائهن يرددون: "يا رب لا تموتني، لا حريق، ولا غريق، ولا تشنطط عالطريق"! ولكن خطايا الشعب اللبناني، المسروقة ثرواته والمنهوبة ودائعه والمدمرة بيئته وصحته وأعصابه، تبدو كبيرة جداً! و"الله يستر من الأعظم"! وقد يكون الأعظم قريباً جداً في الانزلاق الى حرب كبيرة انطلاقاً من الجنوب لتشمل كل لبنان! عندها قد "تمطر...ناراً"!
*صحافي ومحلل سياسي