قمع الحريات في لبنان... يتبع
الاحداث - كتبت جوليانا معنق
ليست المرة الأولى التي يشهد فيها لبنان على قمع حرية أفراده لأسباب بديهية أو غير واضحة حتى، فبعد استدعاء الممثل الكوميدي نور حجار الأسبوع الفائت بسبب نكتة ذكر فيها الجيش اللبناني، ألقي القبض عليه مطلع اليوم بقرار صادرعن المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات.
وفي السياق، تم القبض على حجار من أمام المحكمة العسكرية وأحيل فورا الى المباحث الجنائية في قصر العدل بلا الإفصاح عن الأسباب خلف هذا القرار ليتبين لاحقا أن السبب الرئيسي يعود لنكتة كان قد ألقاها هذا الأخير منذ خمس سنوات. هذا وكان قد ذكر فيها بعض الشعائر الدينية ما دفع دار الفتوى للتحرك وتقديم إخبارين بتهمة "الاستهزاء بالقرآن والشعائر الدينية وتعكير الصفاء بين عناصر الأمة".
والجدير بالذكر أنّ النكتة محور الاتهام اجتزئت من مقطع طويل وأعيد نشرها من جديد لغرض معين وواضح: التحريض على نور حجار وتحويله لعبرة لكل من يجرؤ أن يتكلم أو يمارس حريته ضمن أرجاء الوطن. كما وتتيح تلك القضايا إبراز أهمية العقاب لدى المؤسسات الدينية. ويبقى السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه التالي: عن أي عقاب نتكلم في دولة لا تطبق قوانينها وأنظمتها إلا على فئة صغيرة من المواطنين اختاروا التعبير على الرضوخ؟
ويعود هذا المشهد بالذاكرة الى الوراء, فمشهد قمع الحريات ليس ببعيد عن لبنان, بل هو مشهد حاضر غائب, يتجدد بحسب الظروف المهيمنة وبحسب مخاوف الدويلات التي تتخطى سقف القانون وتشرع ما يناسبها ولو على حساب حريات الأفراد.
=====