باسيل يسقط في حفرة فرنجية؟
الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"فيما كان يُنتظر أن تشكل زيارة رئيس "#التيار الوطني الحر" النائب #جبران باسيل ل#عين التينة ولقاؤه رئيس المجلس #نبيه بري أول خطوة نحو تعبيد الطريق أمام انعقاد طاولة التشاور، بموافقة ورعاية من فريق مسيحي، جاءت مواقف رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية في ذكرى مجزرة إهدن، لتخرج باسيل عن طوره، وتكشف نياته الحقيقية من زيارة عين التينة. لم يكن ملف الرئاسة وطاولة التشاور في صدارة أولويات باسيل حصراً، بقدر ما كانت القوانين والتشريعات والتحالفات الانتخابية المرتقبة لها حيّزها أيضاً في إعادة الحرارة بين الرجلين، في سياق الإغراءات المقدمة له للمشاركة في التشاور.
وهو إذ أعلن بالفم الملآن أن جلسة التشاور لا تشكل عرفاً ولن يتم الاعتراف بها على هذا الأساس، هيأ الأجواء لإعلان موافقته على التشاور، في حديث تلفزيوني سابق كرره من عين التينة، من منطلق أن لا تسوية خارجية للانتخاب وأن انتخاب الرئيس يأتي بالتفاهم.
وفي حين كانت زيارة باسيل لبري تثير خشية الفريق المسيحي ولا سيما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن تؤدي في شكل او آخر إلى اعادة تموضع العونيين إلى جانب الثنائي الشيعي، على نحو يضمن وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة، جاء كلام باسيل القاسي عن الأخطاء في العدّ ليصوب على فرنجية الذي كان أعلن أن منطق الرئيس القوي يؤدي حكماً إلى انتخاب جعجع، وهو ما أثار باسيل الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى مسيحياً، مستخفاً بالكتلة "القواتية" التي تفوقه عدداً وتمثيلاً مسيحياً.
ولكن هل أطاح كلام باسيل التشاور أو أي إمكان لتوحيد صف المعارضة المسيحية حيال اسم المرشح الذي ستُخاض به جولة التشاور؟
مجموعة من المعلومات تكشفت حول لقاء باسيل- بري وما رافقه من اتصالات خارجية، فرنسية في غالبيتها، تجري مع "القوات اللبنانية" من أجل تأمين انعقاد الجلسة التشاورية، أهمها أن مبدأ هذه الجلسة قد تكرس بقبول باسيل المشاركة فيها، فيما بات رئيس "القوات" في منتصف الطريق نحو المشاركة، وقد نُقل عنه عدم ممانعته أن يترأسها بري، بعد رفض قاطع مسبق لهذا الأمر.
وفيما تكشف المعطيات أن الآلية لا تقف عند تمترس الفريق الممانع عند ترشيح فرنجية، بل إن التشاور سينطلق من اقتراح اسمين او ثلاثة من خارج المرشحين الأساسيين، اي فرنجية وجهاد أزعور، ليصار في حال حصول التوافق على هذه الأسماء الى النزول إلى المجلس في جلسة انتخاب بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، فإن المعلومات تؤكد أن هناك ضغطاً دولياً جدياً في هذا السياق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وتكشف عن الزيارة المرتقبة لأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين لبيروت في الثالث والعشرين من الشهر الجاري من أجل جولة مشاورات مع القيادات المسيحية، يسبقها لقاء مع بري في الرابع والعشرين من حزيران، غداة وصوله. وتكتسب الزيارة أهمية لكونها تأتي بعد لقاء تشاوري بين بارولين والموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان في الفاتيكان، قبل أيام.
أما السؤال، فقد بات في مرمى رئيس المجلس والموعد الذي سيحدده لطاولة التشاور، إيذانا بانطلاق قطار المشاورات حول الرئيس العتيد!