Search Icon

"الجنون الإسرائيلي" محور لقاء التقدّمي و"حزب الله"

منذ سنة

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم  تتوقف حركة الحزب التقدمي الاشتراكي على أكثر من خط منذ بدء حرب غزة في 7 تشرين الأول حيث استنفرت قيادته وكتلته النيابية على أكثر من مستوى بهدف رأب أي صدع أمني أو سياسي وعدم الوقوع في فخاخ الاستدراج ال#إسرائيلي. واستقبلت قيادة التقدمي قبل يومين السفير الإيراني مجتبى أماني وتلاه وفد من "#حزب الله" برئاسة المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل في وقت أكثر من حساس تمر فيه المنطقة على ضوء أخطار الأحداث العسكرية في غزة والتحسب من امتداد شرارتها الى #جنوب لبنان على شكل عدوان تموز 2006 في ظل كلام عن دعوة غربية أساسها أمن إسرائيل تقضي بإنشاء منطقة عازلة على طول حدودها في الجنوب لخلق ضمانات لإسرائيل تمكّن القاطنين من مواطنيها من العودة الى مستوطناتهم في الشمال وإبعاد "قوة الرضوان" عنهم. وكان العنوان الأبرز الذي اختصر لقاء التقدمي و "حزب الله" وعملا على تشريحه وتبادل المعلومات بينهما من خلال الاتصالات والتقارير الخاصة التي تصلهما هو "حالة الجنون الإسرائيلية" التي تعبّر عنها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية الطابع والممارسة والتي ازدادت غضباً وتهوراً أكثر بعد عملية "حماس" في مستوطنات غزة.

لم تنقطع الاتصالات في الأصل بين الرئيس السابق للتقدمي #وليد جنبلاط وفريقه مع قيادة "حزب الله" وخصوصاً في الشهرين الأخيرين بعد الوقائع في غزة التي لم تنته فصولها بعد من حمّامات دم ومحاولة اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.

ولذلك توقف الجانبان بدقة سياسية كبيرة أمام توجّه آلة الحرب الإسرائيلية حيث تعمل من دون أي كوابح ضد غزة مع خشية أن يتسع شعاع عدوانها الى لبنان، ولا سيما أن مسؤولاً فرنسياً كان قد أبلغ جهات لبنانية بأنه في حال استهداف إسرائيل لبنان في حرب مفتوحة لن توفر أي منطقة في لبنان ولا أي مؤسسة بما فيها مطار رفيق الحريري.

ويبقى الأخطر في رسائل التهديد الإسرائيلية التي سمعها "حزب الله" بالمباشر من الفرنسيين أيضاً وهي أن نتنياهو لن يتأخر في محاولته إشراك الأميركيين في حربه الكبرى في حال وقوعها على أرض لبنان لتوريط بوارجهم وفرقاطاتهم في المتوسط في ضرب مواقع الحزب في عمق الضاحية الجنوبية ومناطق وجوده.

وعلى وقع كل رسائل التهديد الإسرائيلية والحديث عن إعادة النظر في مندرجات القرار 1701 بناءً على مطالب تل أبيب وعدم تأكيد الأمم المتحدة ذلك على لسان ممثلتها في لبنان السفيرة يوانا فرونتيسكا، تقول مرجعية لبنانية إن المسؤولين الفرنسيين الذين حضروا أخيراً الى بيروت وآخرهم رئيس الاستخبارات السفير برنار إيمييه لم يفاتحوها بموضوع التطرق الى إقامة منطقة عازلة "ومن قال إننا سنقبل بمثل هذا الطرح. ولا أحد يستطيع اقتلاع المقاومة من أهلها وبيئاتها من جنوبي الليطاني وغيره". وتفيد المصادر المواكبة هنا أن الكلام الأدق الذي سمعه أكثر من مسؤول لبناني لم يأت على ذكر أي تبديل أو تغيير في مهمات الـ1701 وجاء تحديداً على لسان كبير المستشارين في البيت الأبيض آموس #هوكشتاين.

في المقابل لم يبد "حزب الله" في جلسته مع التقدمي إلا كل الحرص على دور "اليونيفيل" في الجنوب حيث هناك تعاون بين الجهتين ولم تنقطع الاتصالات بينهما ولا سيما في الأسابيع الأخيرة بعد أحداث غزة حيث لم تتوقف الرسائل وقنوات التواصل بين الحزب وقيادة القوة الدولية في الناقورة. وبقي تركيز جنبلاط الأب في حضور نجله رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط وقيادة الحزب على عدم استدراج إسرائيل الى حرب وعدم توفير أي فرصة لها لأن كل الخيارات تبقى في الحسبان من طرف نتنياهو وأعضاء حكومته الذين بحسب ما يقولونه أمام الوفود الغربية التي تزورهم من فرنسية وغيرها لم يحذفوا من أجندتهم فتح حرب أوسع لا تقتصر على غزة، بهدف ضم لبنان إليها. ويبقى طموحهم الأكبر حصول مواجهة أميركية-إيرانية تلك الأمنية التي لا تريدها الجهتان. ومن هنا كانت كل هذه المسائل على طاولة جنبلاط في كليمنصو الذي ناقش أيضاً موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون لأن هذه القضية تتصدّر اهتمامات المعنيين وعلى رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي. وسمع التقدمي من وفد الحزب "كلاماً إيجابياً" حيال عون وأن لا مشكلة مع الرجل منذ تسلمه قيادة الجيش مع تشديده على عدم حدوث فراغ على رأس المؤسسة العسكرية ولو لم يعلن موقفاً نهائياً من التمديد حيث لا يزال يدرس كل الخيارات المقترحة. ويخرج جنبلاط من حيث المبدأ مرتاحاً لمستوى حصيلة تواصله مع "حزب الله" فضلاً عن قنواته المفتوحة في اتصالاته مع الرئيس نبيه بري حيث ستسير كتلتاهما معاً في التمديد لعون في البرلمان إذا لم تنجزه الحكومة ولها أسبابها إلا أن تفكيرهما معاً لا يغيب عن مسرح الجنوب الواقع على حافة بركان حيث من غير المستبعد أن يقدم نتنياهو وجيشه على فتح فوهات حممه عندها لن يقف "حزب الله" متفرجاً إذا تم الخروج عن كل "قواعد الاشتباك".