الاحداث- كتبت نجلة حمود في صحيفة الاخبار تقول:"مع اقتراب موعد الاستحقاق البلدي في محافظة عكار في 11 أيار الجاري، تأخذ الانتخابات في غالبية البلدات المسيحية طابعاً حاداً تختلط فيه العائلية بالسياسة، رغم المحاولات الحزبية لتخفيف التوتر والتقليل من انعكاساته على الانتخابات النيابية المقررة العام المقبل.
فالتيار الوطني الحر، مثلاً، والذي يتمتع بحضور قوي يجعل منه ناخباً أوّلَ، أعلن البقاء على الحياد في غالبية البلدات المحسوبة عليه. غير أن التفاصيل المتعلقة بالمرشحين وتوزعهم على اللوائح المتخاصمة أحدثت بلبلة وشرخاً كبيرين حتى بين محازبيه ومناصريه.
في عندقت (15عضواً) تتسم المواجهة بحدّية بسبب تداخل العائلات والأحزاب وتوزعها على لائحتين: «كرمال عندقت» التي يرأسها طاني حنا وتضم محازبين ومناصرين من مختلف التيارات والأحزاب، و«عندقت هوية» برئاسة كامل الدرزي.
وأثار ترشح منسق التيار الوطني الحر في عندقت زياد طرباي ضمن اللائحة الثانية امتعاض أعضاء الهيئة الذين قدموا استقالتهم احتجاجاً على ما اعتبروه استغلالاً للمنصب.
وحاولت هيئة التيار في القضاء استيعاب الخلافات، فأصدرت بياناً أكد أن التيار الذي «يشكل بمؤيديه وملتزميه الشريحة الأوسع والأكبر» في البلدة، يقف على مسافة واحدة من اللائحتين، و«يعتبر أن ترشيحات أعضائه المنتسبين لا تمثّل التيار، وتعبّر عن تنوّع مسموح ضمن إطار المنافسة المحلية والعائلية».
رحبة معركة شرسة
وتستعد بلدة رحبة (15 عضواً) لمعركة شرسة ستكون انعكاساً لخلافات المجلس البلدي برئاسة فادي بربر الذي فاز في 2016 على رئيس البلدية آنذاك النائب الحالي سجيع عطية، بعدما عقد تحالفاً شمل مختلف الأحزاب السياسية والفاعليات العائلية. غير أن التجربة السيئة للمجلس الذي عصفت به الخلافات وأدت إلى استقالة عدد من الأعضاء، ثم حلّه، حوّلت حلفاء الأمس إلى خصوم.
ويجتمع الحزب الشيوعي و«القوات اللبنانية» والنائب السابق عبدالله حنا والدكتور وسام منصور في لائحة واحدة يرأسها العميد بسام خوري، مقابل لائحة مدعومة من بربر والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي، في حين يتريث النائب سجيع عطية في حسم خياره.
وتشهد الأجواء في البلدة التي تضم 7300 ناخب (اقترع منهم 3150 في الانتخابات السابقة) احتداماً وتراشقاً بالبيانات، بعد مساعٍ حثيثة للتوافق وصلت إلى طريق مسدود بسبب ما وصفه خصوم بربر بأنها «شروط تعجيزية» طرحها الأخير أدّت إلى تطيير التوافق. كذلك كان لافتاً ترشح بربر شخصياً رغم أنه كان يطرح اسم جان فياض لرئاسة البلدية، وعدنان ملحم لرئاسة الاتحاد.
وليس بعيداً من رحبة، ينسحب جو التشنجات السياسية على جارتها بزبينا التي تشترك معها في تعدد القوى السياسية (التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية»، مع حيثية كبيرة لتيار المستقبل).
وتتنافس على المجلس الذي يضم 15 عضواً (9 أرثوذكس و6 سنة) لائحتان تتوزع القوى السياسية والفاعليات العائلية عليهما: لائحة «قرار بزبينا» برئاسة الرئيس الحالي المحامي طارق خبازي، و«بزبينا تجمعنا» التي يرأسها المهندس مانويل هزيم وتضم القوى المعترضة على أداء رئيس البلدية خلال السنوات التسع الماضية التي شهدت شكاوى وادعاءات أمام القضاء واعتراضات على تغطية البلدية لمخالفات بيئية.
كذلك تخوض بلدة جبرايل (12 عضواً) الانتخابات في أجواء مشحونة جداً، بسبب الانقسام الحاد بين حلفاء الأمس الذين خاضوا انتخابات 2016 مناصفة. إذ إن الخلافات التي نشبت مع استلام جميل خوري الرئاسة حالت دون تطبيق الاتفاق الذي كان يقضي باستقالة خوري وتسليم الرئاسة لأديب فرح، ما أدى إلى اتهام الأول بالنكث بوعوده.
وتتحضر البلدة التي تضم 2000 ناخب لمعركة عائلية شرسة يشارك فيها التيار الوطني الحر والقومي، و«القوات»، مع حيثية مهمة للمرشح السابق للانتخابات النيابية المهندس جان موسى. وفيما تنقسم الأحزاب بين اللائحتين، يدعم موسى اللائحة المواجهة لرئيس البلدية الحالي، على أن تكون الرئاسة مناصفة بين أديب فرح وإيلي الراسي.
السخونة تنسحب أيضاً على بلدة الجديدة (12 عضواً) في منطقة الشفت، التي تشهد مواجهة بين لائحتين، يرأس الأولى الرئيس الحالي أيمن عبدالله والثانية المهندس وليد عوض، وسط انقسام الأحزاب الأكثر حضوراً في البلدة، وتحديداً التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية»، مع حيثية مهمة للمرشح السابق للانتخابات النيابية المهندس جان موسى، والعميد وليام مجلي.
وعليه ستخوض البلدة المعركة بين لائحتين، الأولى يرأسها رئيس البلدية الحالي جميل خوري، والثانية مكونة من مرشحين اتفقوا على المداورة.
وتشهد شدرا (15 عضواً) حيث يتمتع التيار الوطني الحر بشعبية تجعله الناخب الأول في أي استحقاق انتخابي، معركة عائلية بامتياز، حيث يتوزع المحازبون والمناصرون على لائحتين متنافستين: واحدة برئاسة علاء الخليل فيما لم تكتمل الثانية بعد.