الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"التقت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل أمس علانية وللمرة الأولى في الضغط على لبنان لتجفيف منابع "حزب الله" ماليًا وعسكريًا خلال شهرين، بالتزامن مع حدث تاريخي وللمرة الأولى تمثل باستقبال الرئيس دونالد ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض. وتظهر المقارنة بين جدول أعمال لقاء البيت الأبيض وبين محادثات وفد الخزانة الأميركية في بيروت أين أصبحت سوريا وما حل بلبنان، والسبب هو أن إيران التي منيت بهزيمة في سوريا ما زالت صاحبة نفوذ في لبنان.
وفي أول تصريح للرئيس ترامب بعد زيارة الشرع، وصفه بالقائد القوي جدًا الذي يأتي من مكان صعب للغاية، وبالرجل الصلب. وقال ترامب:" أنا أحبه، وأتفاهم جيدًا معه وسنبذل كل ما في وسعنا لجعل سوريا ناجحة، لأن ذلك جزء أساسي من أجل المساعدات والسلام". أضاف:" لدينا الآن سلام في الشرق الأوسط، للمرة الأولى، ونريد أن نرى سوريا تنجح مع بقية المنطقة... لدي ثقة كبيرة بأنه سيتمكن من أداء المهمة، بكل تأكيد".
وعلمت "نداء الوطن" من مصادر مواكبة لمحادثات البيت الأبيض أن من أهم المواضيع التي أثارها ترامب مع الشرع، إضافة إلى موضوعي الإرهاب وداعش والعلاقات مع إسرائيل، هو موضوع تأمين حقوق وسلامة الأقليات لا سيما الأقليات المسيحية، على ذمة المصادر. وقد حرص البيت الأبيض على إبقاء زيارة الشرع بعيدة عن الأضواء ولم يفتح المكتب البيضوي أمام الصحافة كما هي الحال مع زيارات معظم قادة العالم الآخرين.
لا ارتياح في السراي الحكومي
أما في بيروت، فعلمت "نداء الوطن" أن هناك جوًا من عدم الارتياح يسيطر على السراي الحكومي، وتكوّن هذا الجو من خلال التواصل مع بعض السفراء العرب والأجانب، والأهم هو اللقاء مع وفد الخزانة الأميركية الذي طالب لبنان بخطوات جدية وحازمة بشأن "حزب الله".
وتشير المعلومات إلى أن لبنان أمام مهلة زمنية محددة حتى نهاية العام إما أن يفعل شيئًا في ملف "الحزب" أو سيترك لإسرائيل حرية التصرف من دون ضوابط، في حين يرتفع منسوب الضغط الأميركي على الحكومة والدولة للقيام بالمطلوب منهما.
عون: الجيش وحده لا شريك له
وفي صوفيا، وخلال محادثاته الرسمية أمس في بلغاريا، قال رئيس الجمهورية جوزاف عون: "إن مهمةَ جيشِنا مصيرية في هذه الظروف، لأن عليه وحدَه، وأكررُ، وحدَه، من دون شريكٍ له، لا من خارجِ الدولة ولا من خارج لبنان، أن يبسطَ سلطةَ دولتِنا على كامل أراضيها وحدودِها، وأن يفرضَ سيادتَها الكاملة، بحيث تتوقفُ الاعتداءاتُ الإسرائيلية على أرضِنا، وتنسحبُ إسرائيل من النقاط التي تحتلها داخل لبنان. وهذا ما يجب أن يترافق مع مسارٍ تفاوضي، نعتبره السبيل الوحيد لتحقيقِ أهدافنا الوطنية ومصلحة لبنان العليا. تمامًا كما سبقَ للبنان أن أقدمَ وفاوض أكثر من عشرِ مرات، وبإجماعِ قواه السياسية الحالية كافة بلا استثناء. كان آخرَها بين العامين 2020 و2022، لإنجاز الترسيمِ البحري بين لبنانَ وإسرائيل، وفي تشرين الثاني الماضي بالذات، من أجل وقف الاعتداءات وحصر كل السلاح بيدِ الدولة اللبنانية".
بن فرحان غدًا في بيروت
في غضون ذلك، كشف مصدر دبلوماسي في بيروت لـ "نداء الوطن" أن الموفد السعودي المكلف متابعة الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان سيصل غدًا الأربعاء على رأس وفدٍ كبير يضم 27 شخصية متخصصة في مجالات استثمارية واقتصادية وتنموية وسياحية وغيرها، في خطوة تعبّر عن جدية المملكة في مقاربة الملف اللبناني من زاوية جديدة، عنوانها الاستثمار في الفرص لا في الأوهام، وبما يعود بالخير على الشعب اللبناني".
واشنطن: "إنهاء نفوذ إيران الخبيث عبر "حزب الله"
ودعا وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي من بيروت، اللبنانيين إلى "إنهاء نفوذ إيران الخبيث عبر "حزب الله"، مؤكدًا أن بلاده "جادة للغاية في قطع مصادر تمويل "الحزب" من داعمته طهران". وقال هيرلي في مقابلة مع ثلاث وسائل إعلام بينها "وكالة الصحافة الفرنسية"، بعيد لقائه أمس، مسؤولين لبنانيين: "نعتقد أن مفتاح استعادة الشعب اللبناني لبلده يكمن في إنهاء النفوذ الإيراني الخبيث من خلال "حزب الله"، مؤكدًا أن "الإدارة الأميركية الحالية جادة للغاية في قطع تمويل إيران"، التي تقدر الخزانة نقلها أكثر من مليار دولار منذ مطلع العام إلى "الحزب".
3 مسارات أميركية وإسرائيلية
ورأت أوساط سياسية بارزة عبر "نداء الوطن" أن أوضاع لبنان تمضي الآن على ثلاثة مسارات:
- مسار جولة وفد الخزانة الأميركية لتجفيف مصادر تمويل "حزب الله" والذي يشكل قوة لـ "الحزب" عبر المال غير الشرعي، ما يدل على القرار الأميركي الواضح الذي يسير في هذا الاتجاه ويذهب إلى النهاية في مسار تطويق "الحزب" ماليًا. وعندما تقول الخزانة الأميركية إن مليار دولار وصل إلى "الحزب" هذا يعني أن لدى الأميركيين آليات دخول هذه الأموال وهم يعملون على ضبطها.
- مسار التطويق الدبلوماسي من خلال التفاوض بعد موافقة رسمية بادر إليها رئيس الجمهورية جوزاف عون. وسيأخذ هذا المسار مداه توصلًا إلى حلّ العقد بين لبنان وإسرائيل.
- مسار التطويق العسكري الذي تنفذه إسرائيل.
وأبلغت مصادر مطلعة على المفاوضات الـ "MTV" أن الجانب المصري يبدو أكثر ليونةً مع "الحزب" ولجهة سحب سلاحه بالكامل الأمر الذي ترفضه السعودية والولايات المتحدة.
إسرائيل تطلب والجيش يرفض تفتيش البيوت
بالتزامن، قال ثلاثة مسؤولين أمنيين لبنانيين ومسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني ليكون أكثر صرامة في تنفيذ حصر سلاح "حزب الله" من خلال تفتيش ممتلكات خاصة في الجنوب بحثًا عن أسلحة.
وقال المسؤولون الأمنيون اللبنانيون لـ "رويترز" إن هذا الطلب طرح في الأسابيع القليلة الماضية ورفضته قيادة الجيش اللبناني خشية أن يؤدي إلى إشعال فتيل نزاعات أهلية وعرقلة استراتيجية نزع السلاح التي يرى الجيش أنها استراتيجية تتوخى الحذر لكنها فعالة.
وعبّر الجيش عن ثقته في قدرته على إعلان جنوب لبنان خاليًا من أسلحة "حزب الله" بحلول نهاية 2025، بما يتماشى مع اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي.
وأفاد مصدران مدنيان لبنانيان مطلعان على عمليات الجيش أن تمشيطًا للوديان والأحراش أدى إلى العثور على أكثر من 50 نفقًا ومصادرة أكثر من 50 صاروخًا موجهًا والمئات من قطع الأسلحة الأخرى.
لكن المسؤولين الأمنيين اللبنانيين قالوا إن خطة الجيش لم تتضمن أبدًا تفتيش ممتلكات خاصة. وتشكك إسرائيل في نجاح الخطة من دون تنفيذ مثل هذه الإجراءات.
وقال اثنان من المسؤولين الأمنيين اللبنانيين إن إسرائيل طلبت تنفيذ مثل هذه المداهمات خلال اجتماعات للجنة "الآلية" في تشرين الأول.
وبعد فترة وجيزة، صعدت إسرائيل عملياتها البرية والضربات الجوية على جنوب لبنان وقالت إنها تستهدف محاولات "حزب الله" لإعادة التسلح.
وقال المسؤولون الأمنيون اللبنانيون إن هذه الضربات اعتبرت بمثابة تحذير واضح من أن عدم البحث على نحو أكثر فعالية قد يؤدي إلى حملة عسكرية إسرائيلية شاملة جديدة.
وقال أحد المسؤولين "يطالبوننا بإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى منزل، ولن نفعل ذلك... لن نقوم بالأمور على طريقتهم".
وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون إن الجيش يخشى أن يعتبر سكان الجنوب مداهمات المنازل خضوعًا لإسرائيل. وتخشى بيروت أيضًا من أن تستمر إسرائيل في طلب المزيد، ما يجعل الضربات التصعيدية خطرًا دائمًا ويقوض محاولات تحقيق الاستقرار في بلد يعاني من اضطرابات جيوسياسية واقتصادية، وفقًا لمسؤولين أمنيين ومسؤول سياسي.
لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن "حزب الله" يكثف جهوده لإعادة التسلح في مواقع بجنوب وشمال البلاد، وإن الجيش اللبناني غير قادر على مواجهة الجماعة.
وتُمرر إسرائيل معلومات استخباراتية حول مستودعات يُشتبه في أنها تابعة لـ "حزب الله" إلى آلية المراقبة المشتركة، التي تُحيلها بدورها إلى الجيش اللبناني للتعامل معها. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لـ "رويترز" إن إسرائيل اتخذت إجراءات مباشرة، لا سيما ضد عمليات "حزب الله" لنقل الأسلحة أو عندما ترى أن القوات المسلحة اللبنانية لا تتحرك بالسرعة الكافية.
ويؤكد المسؤولون الأمنيون اللبنانيون أن نقاط التفتيش الجديدة التي أقامها الجيش في جنوب البلاد تمنع "حزب الله" من نقل الأسلحة.
غارات جنوبًا وبقاعًا
ميدانيًا، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس سيارة مدنية على الطريق الساحلي قرب بلدة البيسارية في الجنوب، ما أدى إلى سقوط قتيل يدعى أبو علي سمير فقيه مسؤول جمعية "خدام الإمام الحسين". وظهرًا، استهدفت مسيرة منطقة الضهور في خراج بلدة الحميري في قضاء صور. وبعد الظهر، شن الطيران الحربي غارتين على تخوم السلسلة الشرقية في قضاء بعلبك، إحداهما على أطراف النبي شيت، والثانية على محلة الشعرة بالقرب من جنتا. بالتزامن سجلت غارات إسرائيلية على سلسلة مرتفعات الريحان وعلى منطقتي القطراني والمحمودية. واستهدفت مسيرة إسرائيلية بيك أب في الهرمل، من دون تسجيل أي إصابات. كما استهدفت غارات إسرائيلية جبل الرفيع في إقليم التفاح ومحيط الجرمق.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أمس أنه منذ مطلع الشهر قتل الجيش الاسرائيلي 15 عنصرًا من "حزب الله".