الاحداث -نظّمت نقابة المهندسين في بيروت – الفرع السابع (المهندسون الزراعيون الاستشاريون)، مؤتمرًا تحت عنوان “النهوض بالزراعة في لبنان”، برعاية وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وبمشاركة نقيب المهندسين فادي حنا، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، وممثلين عن الجيش اللبناني والمنظمات الدولية والجامعات والقطاعات الزراعية.
افتتحت الإعلامية كارين عبد النور المؤتمر بكلمة تناولت فيها التحديات المناخية التي تواجه القطاع الزراعي في لبنان، منها انخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وانعكاساتها على الأمن الغذائي، مؤكدة ضرورة إعادة النظر في السياسات الزراعية المجزأة واعتماد تخطيط متكامل ومتعدد التخصصات.
وأكدت رئيسة الفرع السابع في النقابة الدكتورة فيكتوريا دواليبي على أهمية التخطيط لاستخدام الأراضي كمدخل أساسي لمواجهة تغير المناخ، مشددة على ضرورة إنشاء لجنة وطنية دائمة للزراعة تضم كافة الشركاء الفاعلين لصياغة سياسات منسقة ومستدامة.
وتحدث المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود عن دعم حضور المهندس الزراعي في الصيدليات الزراعية، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل لتخفيف كلفة الإنتاج على المزارعين وتعزيز التسويق المحلي والدولي لمنتجات لبنانية كزيت الزيتون والعسل، عبر فتح أسواق جديدة وتحسين جودة المنتجات.
من جهته، أعلن نقيب المهندسين فادي حنا عن سلسلة مبادرات ميدانية أطلقتها النقابة، منها إدخال تقنيات ذكية في مراقبة صحة المحاصيل والتربة والآفات، تبدأ بتطبيق تجريبي على 100 هكتار، إلى جانب جلسات تدريبية وتعاون مع البلديات والجامعات لاقتراح حلول علمية للمزارعين.
وشدد حنا على أهمية تشبيك المهندسين مع أصحاب الأراضي والمزارعين، والعمل مع الجهات الرسمية لوضع سياسة زراعية علمية ومستدامة، داعيًا لنقل الصيدلية الزراعية إلى إشراف النقابة.
وقد تخلّل المؤتمر سلسلة ندوات متخصصة استمرت على مدى يومين، وركّزت على تحديث الزراعة اللبنانية عبر إدخال التقنيات الحديثة وتطوير التشريعات والسياسات الزراعية بما يواكب التحديات الراهنة
تحدث وزير الزراعة الدكتور نزار هاني عن أربع أولويات أساسية وضعتها الوزارة للعام 2025، قائلاً:
- إعادة تأهيل القطاع الزراعي المتضرر:
شدد الوزير على أن العدوان الأخير على لبنان ألحق أضرارًا مباشرة وغير مباشرة بالقطاع الزراعي، وهو ما يستدعي خططًا طارئة لإعادة تأهيل هذا القطاع الحيوي في مختلف المناطق اللبنانية، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة.
- برنامج الإرشاد الزراعي الوطني:
أشار إلى إطلاق الوزارة برنامجًا توعويًا بالتعاون مع وزارة الإعلام وتلفزيون لبنان، يتضمن فقرات متلفزة توعوية تتناول حاجات المستهلكين، ترسبات المبيدات، والمشاكل المرتبطة بالاستخدام الخاطئ للمواد الكيميائية، داعيًا إلى التوجيه العلمي والعملي لتفادي هذه الأخطاء.
- معالجة أزمة التسويق الزراعي:
أضاء على الفجوة الكبيرة بين المزارع والمنتِج والمصنّع، ما يصعّب تسويق المنتجات اللبنانية. وأكد أن الوزارة تعمل على تطوير آليات للتسويق الداخلي والخارجي، ودعم الصناعات الغذائية الريفية، وتحقيق العدالة في سلسلة القيمة الزراعية.
- دور المهندس الزراعي:
شبّه الوزير المهندس الزراعي بالطبيب للإنسان، واعتبر أن وجوده ضرورة لضمان جودة وسلامة القطاع الزراعي. وانتقد فوضى بيع الأدوية الزراعية من دون رقابة أو وصفات متخصصة، مؤكدًا أن الوزارة ستعمل على تنظيم هذا القطاع ومكافحة التهريب، وعلى رأس أولوياتها تنظيم بيع واستعمال الأدوية الزراعية بطريقة علمية ومراقبة.
كما دعا الوزير الباحثين إلى العمل على إعادة تجميع القطاع الزراعي المشتّت، مشيرًا إلى أهمية وضع سياسة زراعية حديثة مبنية على التوجيه العلمي والتقني. وشجّع الطلاب على التعرّف إلى التقنيات الزراعية الجديدة، قائلاً إن على المهندس الزراعي أن يُمسك بيد المزارع ويعلّمه كيفية استخدامها.
وأضاف: “لدينا مشاريع زراعية مهمة في لبنان، لكنها لا تزال في بداياتها، وعلينا أن نعمل بجدية لتطبيقها على أرض الواقع.”
وكشف الوزير أن الوزارة ستوجّه دعوات قريبة لإطلاق الاستراتيجية الجديدة لوزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وشركاء القطاع الزراعي. وختم بالقول:
“نريد بذل جهود تشاركية حقيقية من أجل إنشاء استراتيجية عملانية ذات أهداف واضحة، يُشارك في تنفيذها الجميع، من المديرية العامة ومصلحة الأبحاث والتعاونيات والمشروع الأخضر، إلى كافة الشركاء المحليين والدوليين. طموحنا أن نصل إلى زراعة متقدمة، مستدامة، تفيد الناس وتبني اقتصادًا متينًا يقوم على الإنتاج”