الأحداث – نظّمت جامعة سيدة اللويزة بالتعاون مع الرابطة المارونية ندوة بعنوان: “الكيانية اللبنانية: مسيرة نحو تحقيق الانتماء”، أمس الأربعاء في حرم الجامعة – زوق مصبح، قاعة عصام فارس، وذلك بهدف ترسيخ العيش المشترك وتعزيز روح الوحدة الوطنية، تزامنًا مع عيد الاستقلال والزيارة الرسولية لقداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان.
حضر الندوة الرئيس العماد ميشال سليمان، النائب الدكتور أنطوان حبشي ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائبة ندى البستاني ممثلة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، النائب سليم الصايغ ممثلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميّل، الوزيرة السابقة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق وعميد المجلس العام الماروني وديع الخازن، الوزير السابق جورج قرداحي، العماد رودولف هيكل قائد الجيش اللبناني ممثلاً بالعميد نديم القاقون، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله ممثلاً بالعقيد جورج سلّوم، رئيس الرابطة المارونية مارون الحلو، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، منسّقة طاولة حوار المجتمع المدني الأميرة حياة إرسلان، رئيس المركز الحبري المريمي لحوار الأديان الأب وسام أبوناصر، الباحث في العلاقات المسيحية–الإسلامية الأب نعمة صليبا، رئيس نادي الصحافة بسام أبوزيد ورؤساؤه السابقون سعادة الأستاذ نعمة الله أبي نصر والسفير خليل كرم، إضافة إلى المجلس التنفيذي والأعضاء، ورئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام الشيخ خلدون عريمط، وأمين سرّ اللقاء الروحي الإسلامي–المسيحي الشيخ ربيع قبيسي، وعضو لجنة متابعة القمة الروحية في لبنان القاضي الشيخ غاندي مكارم، ورئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، إلى جانب عدد من الإعلاميين وأسرة الجامعة.
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ترحيبية للأستاذ ماجد بوهدير، مدير مكتب الشؤون العامة والبروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة، قال فيها:
“سبب اللقاء هو المكتوب المقروء من عنوانه: أين نحن من كياننا ولبناننا وانتمائنا إليه؟ نحن هنا لأننا نؤمن به، بأزليته، برسالته، بنموذجيته وعمقه.”
وأضاف: “في هذه القاعة اللويزية المريمية يتجسّد لبنان الذي رفعنا راية استقلاله قبل ثلاثة أيام، وسنرفع رايته الجامعة بعد ثلاثة أيام مع وصول رسول السلام البابا لاوون الرابع عشر.”
بعدها، ألقى الأب بشارة الخوري كلمة أشار فيها إلى أن الاجتماع اليوم تحت هذا العنوان يحمل رسالة ومسؤولية:
“الكيانية اللبنانية: مسيرة نحو التحقيق والانتماء.”
ولفت إلى أن انعقاد الندوة بين محطتين تاريخيتين ليس صدفة: بين ماضٍ استقلالي صنع هوية بلد وُلد ليبقى، وبين زيارة نرجو أن تشكّل منعطفًا تاريخيًا يفتح باب الأمل مع قدوم الحبر الأعظم إلى لبنان.
وأكمل الأب الخوري:
“إنها ليست ندوة عادية، بل وقفة أمام رسالتين تتكاملان في خدمة لبنان: رسالة جامعة حملت منذ 1736 عبء المسؤولية الوطنية والإنسانية، ورابطة مارونية شكّلت ركيزة أساسية يرتكز عليها العقل السياسي والروحي عند مفاصل التاريخ وقرارات المصير.”
وختم متسائلًا:
“لماذا هذا اللقاء في جامعة؟ لأن الجامعة هي المكان الأخير الذي ما زال يتيح لنا التفكير بموضوعية ومنطق، ولأن رسالتها تربية جيل جديد، كان لا بد أن تكون شريكة في هذا السؤال الكبير: أيّ لبنان نريد؟ وأيّ كينونة سنحرس ونصون؟”.
أدار الندوة الإعلامي يزبك وهبة، الذي شدّد بداية على أن الفسيفساء اللبنانية تُشكّل لوحة متكاملة، وأن دعم اللبنانيين لبعضهم هو أساس الحفاظ على الاستقلال. كما أكد أن التعددية ليست مشكلة بل مصدر غنى، داعيًا إلى تعميق المعرفة المتبادلة بين المكوّنات اللبنانية.
ثم كانت كلمة لرئيس الرابطة المارونية المهندس مارون الحلو الذي شكر الأب الخوري على فتح مساحات للحوار، معتبرًا أن الكيانية اللبنانية راسخة، لكن المواطنة الحقيقية تحتاج إلى صون القيم الوطنية والعمل للمساواة واحترام القانون.
من جهته، قال القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام، إن لبنان اليوم ينزف، مشددًا على ضرورة اختيار لبنان السيد الحرّ، والدعوة إلى الابتعاد عن المشاريع التي تمزّق المجتمع. ورأى أن نهوض لبنان يتطلب إرادة مشتركة ورؤية جامعة تتخطى المصالح الضيقة.
كما أكّد الشيخ ربيع قبيسي أن المرحلة الأولى التي يحتاجها لبنان هي إعادة بناء الثقة بين أبنائه، معتبرًا أن المشكلة تكمن في أن كل فريق يحاول فهم الآخر وفق رؤيته الخاصة، داعيًا إلى حوار صادق يعيد الشراكة الوطنية.
أما القاضي الشيخ غاندي مكارم، فشدّد على أهمية الاجتماع حول القضايا التي تُعزّز مقومات الوطن، مؤكدًا أنّ الدماء والأحقاد لا تبني أوطانًا، وأن التضامن اللبناني في المحن هو رصيد يجب الحفاظ عليه.
ثم قدّم الباحث والأكاديمي الدكتور عماد مراد مداخلة أشار فيها إلى الدور التاريخي للبطاركة الموارنة في ترسيخ الكيان اللبناني منذ يوحنا مارون وصولًا إلى البطريرك الحويّك الذي طالب بإعلان دولة لبنان الكبير عام 1919. كما شدّد على أن التعلّق بالأرض يشكّل جزءًا أساسيًا من الهوية والانتماء.
تخلّل الندوة مداخلات وأسئلة للحضور تمحورت حول مفهوم الكيانية اللبنانية ودور المكوّنات الوطنية في تعزيزها.
وفي الختام، قدّم الأب الخوري هدية تذكارية عبارة عن كتاب بعنوان “لبنان الكبير”، ثم التُقطت الصور التذكارية.