الاحداث- افتتح وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين ورشة عمل تثقيفية للإعلاميين، نظّمتها الوزارة بالشراكة مع شركة MSD والجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض السرطانية، بهدف تسليط الضوء على أهمية الوقاية من سرطان عنق الرحم (Cervical Cancer)، وهو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، والقابل للوقاية عبر التلقيح والكشف المبكر.
وتناولت الورشة آليتين أساسيتين للوقاية:
1. لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي تعمل وزارة الصحة العامة على ضمّه إلى الروزنامة الوطنية للقاحات بالتنسيق مع تحالف غافي GAVI.
2. الفحص المبكر من خلال إجراء فحص الكشف عن فيروس HPV لدى الطبيب النسائي، إلى جانب فحص مسحة عنق الرحم (Pap Smear) الذي لا يكشف في العديد من الحالات وجود الفيروس.
وأشار الوزير ناصر الدين في كلمته إلى أن تجنّب سرطان عنق الرحم “ليس صعبًا ولا مستحيلاً”، مؤكدًا أن “الوقاية متاحة وفعّالة عبر اللقاح والفحص المبكر”. وأعلن أن الوزارة بدأت التفاوض مع تحالف غافي، الذي وافق على تقديم دعم تقني أولي، تمهيدًا لضم اللقاح إلى البرنامج الوطني للقاحات، بحيث يستهدف فئات عمرية محددة من الفتيات المراهقات، مع استمرار حملات التوعية للنساء الأكبر سنًا لإجراء الفحوص الوقائية.
وشدّد ناصر الدين على دور الإعلام في نشر الوعي الصحي، قائلاً:
“بينما نخطط ونضع السياسات، أنتم من يطرق الأبواب ويدخل البيوت ويصل مباشرة إلى الناس. أنتم رافعتنا في المشاريع والحملات، وصوتنا في التوعية والتثقيف، وجسرنا إلى الفئات الأكثر حاجة”.
وأضاف أن “الكلمة مسؤولية، فهي قد تنقذ حياة كما قد تربكها، وتنشر الوعي كما قد تسهم في نشر الجهل، والفيصل في ذلك هو دقة المعلومة وصحتها”.
وختم مؤكداً أهمية هذه الورشة كـ”محطة بنّاءة لتعزيز التواصل الصحي المسؤول وبداية لمسار من التعاون المستدام بين الوزارة والإعلام”.
من جهته، شدّد مسؤول العلاقات الخارجية في شركة MSD حسن بيبي على أن فيروس HPV مسؤول عن عدة أنواع من السرطان، أبرزها سرطان عنق الرحم، مشيرًا إلى أن نشر المعلومات الصحيحة حول سبل الوقاية والفحص المبكر يشكّل خطوة أساسية لتحقيق رؤية منظمة الصحة العالمية بالقضاء على المرض كتهديد للصحة العامة خلال هذا القرن.
وقال: “من خلال تقرير واحد أو قصة مؤثرة أو منشور على وسائل التواصل، يمكن للإعلام أن ينقذ حياة ويشجع مئات النساء على الفحوص المبكرة”.
بدوره، قدّم الاختصاصي في جراحة الأورام النسائية والثدي الدكتور ديفيد عطالله عرضًا علميًا أوضح فيه أن نحو 12 في المئة من النساء في لبنان يحملن فيروس HPV، وأن 4 في المئة منهنّ قد لا يظهر لديهنّ الفيروس في الفحص الزجاجي، ما يستدعي إجراء فحص إضافي خاص بفيروس HPV. وأشاد عطالله بخطة الوزير ناصر الدين الهادفة إلى تعزيز الكشف المبكر وتوسيع الروزنامة الوطنية للقاحات.
أما الخبيرة في الإعلام الصحي روى الأطرش، فدعت الإعلاميين إلى الالتزام بالدقة العلمية في تناول القضايا الصحية، مشيرة إلى ضرورة الاعتماد على المراجع الموثوقة مثل وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية والمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض (CDC) والمجلات العلمية العالمية.
وقدّمت الأطرش قائمة للتحقق من الحقائق في الصحافة الصحية تشمل: تحديد الادعاء، تتبّع المصدر الأصلي، تقييم مصداقيته، فحص الأدلة، استشارة خبراء مستقلين، التحقق من مصادر موثوقة، استخدام أدوات التحقق، البحث عن السياق، الشفافية في التقرير، والمراجعة النهائية.
حضر الورشة عدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الصحي، في إطار تعزيز الشراكة بين وزارة الصحة العامة ووسائل الإعلام لنشر الوعي حول الوقاية من الأمراض السرطانية.