Search Icon

موفد بري في طهران: "خلص حان وقت تحييد لبنان"
مرتينوس حسم معركة نقيب المحامين

منذ ساعتين

من الصحف

موفد بري في طهران: خلص حان وقت تحييد لبنان
مرتينوس حسم معركة نقيب المحامين

الاحداث - كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"شهدت أروقة نقابة المحامين في بيروت أمس معركة نقابية كبرى وسط إقبال كثيف على الاقتراع ، خاضتها "القوات اللبنانية" وحلفاؤها من حزبي الأحرار والاشتراكي وعدد كبير من المستقلين والذين لم يلتزموا بتعاميم بعض الأحزاب، ففاز المرشح المدعوم بشكل أساسي من "القوات اللبنانية" عماد مرتينوس، مسجّلًا انتصارًا مدوّيًا على التحالف الواسع الذي دعم المرشح الياس بازرلي. وبدا منذ الصباح وكأن المعركة معركة إسقاط مرتينوس المدعوم قواتيًا بأي ثمن، بدليل أن تكتل المنافسين جاء خارج أي منطق سياسي، حيث وقف "حزب الله" وحركة "أمل" إلى جانب حزب "الكتائب" مع الحزب "القومي" و"التيار الوطني الحر". 

نقيب الإنجازات لا التسويات

وقال مرتينوس بعد فوزه: "سأكون نقيب الشفافية والموازنة الشهرية لا السنوية والإثنتي عشرية، نقيب الإنجازات لا التسويات، وعهدي أن تعود نقابة المحامين ضمير الوطن وصوتًا مدويًا لا صوتًا خافتًا أو صامتًا".

ولوحظ فوز المرشح الدرزي نديم حمادة من لائحة مرتينوس. أما عدم فوز أي مرشح سني أو شيعي وقد ردته مصادر متابعة إلى التخبط الذي عانته لائحة بازرلي خصوصًا مع وقوف النقيب السابق جورج جريج والكتائبي السابق إلى جانب مرتينوس، ولأن شريحة كبيرة من المحامين لم تلتزم باللائحة لأسباب لم يغب عنها الموقف السياسي من طبيعة التحالف الذي وصفوه بغير الطبيعي، فصبت الأصوات للمرشحين المسيحيين من اللائحتين.

علمًا أن قانون مجلس النقابة لا يتضمن التوزيع المذهبي والطائفي للأعضاء. ونظرًا لحدة المنافسة، قد يختل ميزان التوزيع المذهبي الذي يقوم على العرف القاضي بتمثيل جميع الطوائف، لكن ليس هناك أي نص مكتوب يوزع مجلس النقابة على الطوائف.

المواجهة منذ العام 2023

وبدأت شرارة هذه المواجهة منذ العام 2023، يوم فاز النقيب فادي المصري، وشكر علنًا الأستاذ إيلي بازرلي على دعمه، في إشارة مبكرة إلى هوية "النقيب الخلف" وامتدادًا للرافعة السياسية ذاتها التي انتجت فوزه. لكن عام 2025 حمل معادلة مختلفة: ترشح عماد مرتينوس، وهو شخصية مستقلة وفاعلة، لتفتح "القوات اللبنانية" رسميًا معركة النقابة، معلنةً دعمها له في بيان صادر عن مصلحة المهن القانونية في حزيران الماضي، بعدما خاضت معه سلسلة لقاءات حملت طابعًا نقابيًا ووطنيًا واضحًا، إلى جانب دعمها ترشيح الأستاذ إيلي الحشاش لعضوية مجلس النقابة.

وعلى مدى أشهر، نسج مرتينوس شبكة تواصل واسعة، قبل أن يرسو خياره النهائي على التحالف مع "القوّات اللبنانية" انطلاقًا من قناعة مشتركة بضرورة إعادة النقابة إلى نهج سيادي - مهني بعيد عن المحاور السياسية التي طغت على العهد السابق. وانضم إلى هذا الخط حزب "الوطنيين الأحرار" وعدد من المستقلين.

وعشية الانتخابات، جدّدت "القوات" دعمها الكامل لمرتينوس وللأساتذة الياس الحشاش (القوات اللبنانية)، مروان جبر (الوطنيين الأحرار)، جورج يزبك ونديم حمادة (المدعوم من التقدمي الاشتراكي) في مواجهة تحالف عريض ضمّ: الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل"، "التيار الوطني الحر"، حزب "الكتائب اللبنانية"، الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، وتيار "المستقبل" الذي التحق بدعم بازرلي عند انطلاق النهار الانتخابي.

وانتهى اليوم الانتخابي الطويل بإعلان عماد مرتينوس نقيبًا للمحامين في بيروت فيما أبرز الخاسرين هم: مرشحو "الثنائي الشيعي"، مرشح "التيار الوطني الحر"، ومرشح تيار "المستقبل".

موفد بري في طهران

في موازاة حدث انتخابات المحامين، أطل حدث الزيارة التي قام بها النائب علي حسن خليل، بصفته المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى طهران حيث التقى رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المكلّف من المرشد علي خامنئي متابعة الملف اللبناني وعددًا آخر من المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمهم وزير الخارجية عباس عراقجي. وتأتي الزيارة في لحظة سياسية دقيقة، خصوصًا بعد التباين، بل الخلاف، الذي ظهر بين قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" حول الموقف من طرح التفاوض الذي دعمه الرئيس بري ورفضه "الحزب"، وكذلك حول المبادرة المصرية التي تبناها بري ووافق عليها لبنان الرسمي عبر رئيس الجمهورية، في مقابل رفض واضح من "الحزب". وتضاعفت حساسية المشهد السياسي بعدما أرسل "الحزب" رسالته المعروفة إلى الرؤساء الثلاثة، ما أدى إلى توتير الأجواء مع بري. إذ اعتبرت الرسالة أنها مكتوبة بالحبر الإيراني، قبل أن يعمد "الحزب" إلى محاولة احتواء الموقف ببيان جدّد فيه تفويض رئيس المجلس إدارة التفاوض في الملفات الداخلية والخارجية، في خطوة قرأتها أوساط سياسية على أنها محاولة لإعادة ترميم العلاقة بين الطرفين قبل انتقال النقاش إلى مراحل أكثر حساسية.

موفد بري لمواجهة الأفق المسدود 

وأبلغت مصادر سياسية بارزة "نداء الوطن" أنه من الواضح أن الرئيس بري يريد قراءة الواقع، في حين أن "حزب الله" غير قادر على مناقشة طهران باعتباره أداة لديها. 

أضافت: "لا شك أن الرئيس بري جزء لا يتجزأ من المحور الإيراني، لكنه قادر على مناقشة إيران خلافًا لـ"حزب الله" الذي ينفذ أوامرها فضلًا عن الانقسام في صفوف "الحزب"، كما يرجح، نتيجة المزايدات بين أعضائه والتي وصلت إلى درجة عدم القدرة على حسم الاتجاهات المطلوبة" .

وقالت "إن زيارة خليل تأتي قبل أيام من الذكرى الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في ظل عدم إعادة الإعمار واستمرار إسرائيل في استهدافاتها وسط حصار مطلق. وبالتالي، لا أفق في ظل هذا الواقع، بينما تتحضر إسرائيل لحرب جديدة، ولا يمكن أن تستمر الحال الراهنة على هذا المنوال. وأي حرب تذهب إليها إسرائيل، لن ينجو منها أحد، ليس من "حزب الله" فحسب وإنما أيضًا من الشيعة في سائر مناطق لبنان". 

ورجحت المصادر أن موفد بري ذهب ليقول لإيران: "خلص، حان الوقت لتحييد لبنان وإخراجه من هذه الشرنقة الموجود في داخلها، فيعلن "حزب الله" تسليم سلاحه. ويتوقف على ما ستقوله إيران المدركة لكل هذه المسائل. ربما يكون الجواب نحن نعرف ما يجب عمله وأن تكمل بالسياسة نفسها، ظنًا منها أن واشنطن ستأتي في لحظة معينة وتفاوضها لكن واشنطن لن تأتي، وظنًا من إيران أن إسرائيل ستقايض معها ومع "حزب الله" لكن إسرائيل لن تفعل ذلك. وستتواصل الأمور باتجاه مزيد من العنف. هل ستشكل الزيارة منعطفًا لتغيير السياسة الإيرانية في لبنان، أم أن إيران ماضية في السياسات ذاتها التي ستؤدي حتمًا إلى الحرب الكبرى الموسّعة وما يعني أن زيارة موفد بري لن تحقق النتائج التي كان يتوخاها بري؟ الزيارة غير عادية في توقيت غير عادي بهدف واضح المعالم". 

تغطية الحكم لسعيد وهجوم إيراني ومن "الحزب" 

من جهة ثانية، علمت "نداء الوطن" أن الخطوات التي يتخذها حاكم مصرف لبنان تتمتع بتغطية سياسية من رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء وتهدف إلى الحد من العمليات المالية غير الشرعية، وتطول جميع الفئات وبالتالي لا مجال للالتفاف عليها، ومن جهة ثانية هناك تأكيدات من المسؤولين على استمرار هذه الخطوات وارتفاع وتيرتها حتى لو رفع "حزب الله" سقف اعتراضاته، والقضية لا تتعلق فقط بتجفيف مصادر تمويل "الحزب"، بل حماية لسمعة لبنان المالية وعدم تعريضه لخطر الخروج من النظام المالي العالمي.

في المقابل، هاجمت صحيفة "طهران تايمز" إجراءات مصرف لبنان النقدية التي تستهدف تجفيف اقتصاد الكاش المعتمد بصورة أساسية من "حزب الله".

وكتبت الصحيفة التابعة للنظام: "لقد تخلى البنك المركزي اللبناني فعليًا عن سلطته، وسلم واشنطن المفتاح الرئيسي بينما تطوع لمراقبة مواطنيه نيابة عن مبعوثي وزارة الخزانة الأميركية الذين قضوا بضع ساعات فقط في بيروت قبل إصدار أحدث مجموعة من الوصايا المالية".

بدوره هاجم عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين "الضغط السياسي والاقتصادي الأميركي على لبنان وبيئته". وحذر من "الضغوط المالية والاقتصادية التي تُمارس عبر التضييق على التحويلات ومؤسسة القرض الحسن"، معتبرًا "أن هذه الإجراءات تستهدف لبنان واقتصاده بكامل مكوّناته".

السفير الأميركي واستياء الكونغرس 

وبالتزامن مع تقديم سفير الولايات المتحدة الأميركية الجديد إلى لبنان ميشال عيسى أوراق اعتماده اليوم إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، أفادت مراسلة "نداء الوطن" في واشنطن بأن استياء الكونغرس يتزايد من النخب اللبنانية السياسية والمالية. فقد حث كبار المشرعين الجمهوريين الرئيس ترامب على إعداد عقوبات ضد هذه النخب، في مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويتهم المشرعون بري بعرقلة الإصلاح البرلماني والتحالف مع "حزب الله" لعرقلة الانتخابات النيابية عام 2026. وشدد عضو الكونغرس دارين لحود، قبيل لقائه قائد الجيش رودولف هيكل الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع، على أهمية "نزع السلاح غير الشرعي خصوصًا سلاح "حزب الله" كمقدمة للتغيير الحقيقي".

الموفد السعودي في بيروت

وإلى بيروت، وصل أمس الموفد السعودي المكلّف متابعة الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، حيث باشر فور وصوله لقاءات بعيدة من الأضواء، انسجامًا مع الأسلوب الهادئ الذي دأبت عليه الدبلوماسية السعودية في مقاربتها للملف اللبناني خلال الأشهر الماضية. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة نظرًا لتزامنها مع القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي من المتوقع أن تتناول مجموعة واسعة من ملفات المنطقة، وبينها الساحة اللبنانية التي تستعيد موقعها في النقاش الإقليمي والدولي مع تنامي المخاوف من اتساع رقعة التوتر مجددًا في الشرق الأوسط لا سيما بين إسرائيل وإيران.

مخاوف رسمية جنوبًا 

من جهة ثانية، عبّرت مصادر رسمية عبر "نداء الوطن" عن تخوفها حيال ما حصل جنوبًا، وشددت على أنه ليس خطأً تقنيًا أو استهدافًا غير مقصود لـ "اليونيفيل"، فإسرائيل تملك أحدث التقنيات وتستطيع أن تحدد الأهداف بدقة. ولفتت المصادر إلى أن ما حصل هو رسالة للدولة اللبنانية وللمجتمع الدولي بأن لا أحد يستطيع الوقوف بوجهها وماضية بضرباتها رغم إعلان رئيس الجمهورية جهوزية لبنان للمفاوضات، وبالتالي إسرائيل تخطط للأسوأ ولا يوجد رادع أمامها.

الجيش الإسرائيلي يطلق النار على "اليونيفيل"

ميدانيًا، فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان أمس في واقعة وصفتها قوة "اليونيفيل" التابعة للمنظمة الدولية بأنها انتهاك خطير. ولم ترد تقارير عن إصابة أي من قوات الأمم المتحدة.

وفد سعودي فضفاض إلى واشنطن

في المشهد الخارجي الأنظار تتجه إلى اللقاء المرتقب يوم الثلثاء في البيت الأبيض بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد تامب، وسيواكبه وفد سعودي ضخم، إذ من المتوقع أن يرافق ولي العهد إلى واشنطن نحو ألف شخص، بينهم تقريبًا جميع وزراء الحكومة السعودية.