الاحداث- كتب المحلل السياسي
لم يعد مفاجئًا أن تتحوّل مشاريع الدولة إلى مادة دعائية يستثمر فيها السياسيون، لكن ما حصل مؤخرًا في البترون، وتحديدًا في جولة النائب جبران باسيل مع وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، يقدّم نموذجًا فاقعًا على استغلال المرافق العامة وحقوق المواطنين لأهداف انتخابية ضيقة.
في التفاصيل، علمت “الأحداث24” من مصادر متابعة أن باسيل دعا الوزير رسامني إلى مأدبة غداء في منزله في اللقلوق، تبعها جولة ميدانية على عدد من مشاريع تعبيد الطرقات في قضاء البترون، أبرزها: طريق اللقلوق - العاقورة، وطريق اللقلوق - تنورين الفوقا، بالإضافة إلى عدد من الطرق الممتدة من تنورين الفوقا مرورًا بوسط القضاء وصولًا إلى مدينة البترون.
اللافت أن بعض هذه المشاريع – وعلى رأسها طريق كفرحلدا – تنورين – كانت محور متابعة ومطالبة من قبل النائب غياث يزبك والمحامي مجد حرب، وتمت المباشرة بها قبل يوم واحد، ضمن خطة وزارة الأشغال، لا ضمن “مكرمة سياسية” من أحد. مع ذلك، بدا واضحًا أن باسيل حرص على تصوير نفسه كراعٍ أو محرّك لهذه المشاريع، في محاولة لإعادة ترميم حضوره الشعبي، وربما ترشيح نفسه مجددًا، وسط تراجع التأييد الشعبي له في المنطقة.
مصادر متابعة أكدت لـ”الأحداث24” أن جولة باسيل لم تكن بريئة من الحسابات الانتخابية، بل استغل زيارة الوزير لتسجيل نقاط سياسية، خصوصًا مع بقاء 8 أشهر فقط على موعد الانتخابات النيابية المقبلة. كما لوحظ أن مرشحين محتملين ضمن لائحة التيار الوطني الحر في البترون كانوا ضمن الجولة، في مشهد أوحى وكأنها حملة دعائية مدروسة أكثر مما هي متابعة إنمائية.
في المحصّلة، لا يمكن فصل هذه الجولة – مهما جرى تلميعها إعلاميًا – عن واقع مؤسف يتم فيه تسييس الإنماء، واستخدام وجع الناس وأولوياتهم اليومية وقودًا في معارك النفوذ والصوت التفضيلي. والنتيجة؟ مشهد مألوف: طرقات تُعبَّد قبل الانتخابات، وتُنسى بعد صدور النتائج.