الاحداث- كتب إيلي صعب
انتخابات المتن الشمالي لا تشبه أي من الدوائر الأخرى. الصراع المسيحي - المسيحي على أشده في الدائرة الأكثر تسييساً،، حيث يعتبر التيار الوطني الحر أن معركته الأساسية هي في المتن بعد البترون، حتى أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قال إدي معلوف أنا وأنا إدي معلوف، وبكلام باسيل هذا تظهر حدة المعركة الانتخابية على المقعد الكاثوليكي في المتن بين مرشح القوات اللبنانية الوزير السابق ملحم الرياشي ومرشح التيار ادي معلوف .
ففي المتن الشمالي 8 مقاعد يتنافس عليها التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والأحرار والطاشناق وآل المر والمستقلون والمجتمع المدني على تعدّده.
أمّا بالنسبة للكتائب، أو بالاحرى لآل الجميل، فهي معركة الحفاظ على عرين الكتائب التاريخي حيث يترشح رئيس الحزب سامي الجميل ورئيس إقليم المتن الشمالي الياس حنكش. أما القوات اللبنانية التي حجزت لها مقعدا في 2018 مع النائب ماجد إدي أبي اللمع فهي غير مستعدة للتخلي عنه، بل عمدت الى ترشيح إبن الخنشارة المحبوب متنياً ملحم الرياشي الذي لديه علاقات جيدة مع جميع الاطراف ولاسيما أنه تتلمذ على أيدي ألبير مخيبر وكان حريصًا على إقامة أفضل العلاقات بين القوات والتيار الوطني الحر حيث كان مع نائب المتن في التيار ابراهيم كنعان ، عرابًا لاتفاق معراب.
ففي العام 2018، تنافست 5 لوائح على الانتخابات في هذه المنطقة: لائحة التيار الوطني الحر والطاشناق، لائحة الكتائب، لائحة القوات، لائحة ميشال المر ولائحة المجتمع المدني والمستقلين المنضوية تحت حلف «كلنا وطني»، أما اليوم، فهناك 7 لوائح على الأقل: - لائحة للتيار قوامها النواب إبراهيم كنعان (ماروني) والياس بو صعب (أرثوذكسي) وإدي معلوف (كاثوليكي). في الدورة الماضية، حصل مرشحو التيار مجتمعين على نحو 20 ألف صوت، وحلّ بو صعب على رأس اللائحة بـ7299 صوتاً يليه كنعان (7179) فمعلوف (5961). وبلغ الحاصل الأول 11300 صوت لينخفض الحاصل الثاني إلى 10600. ما يعني أن التيار انطلق من حاصلين، وساهم كل من المرشحين سركيس سركيس وغسان مخيبر وغسان الأشقر بتأمين حاصل ثالث له. كما استفاد مرشح الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان من حواصل التيار لينجح بعدما حاز على 7182 صوتاً. لذلك، يبحث التيار في خوض الانتخابات المقبلة في لائحة مستقلة عن الطاشناق ليستفيد من الكسور في لائحته. والبحث جار عن مرشحين موارنة للائحة وجرت مشاورات مع سركيس سركيس الذي يفكر جديًا بالانسحاب من السباق الانتخابي.
- لائحة القوات اللبنانية، ومرشحها الرئيسي الوزير السابق ملحم الرياشي (كاثوليكي). الذي يحمل شعار «مرشح الحياد البطريركي»، لذلك يتوقع أن يتمكن من الحصول على أصوات من غير القواتيين.
وترشح القوات إلى جانب الرياشي كل من: رازي الحاج (ماروني)، هاني صليبا (أرثوذكسي) ، ومرشح حزب الأحرار رشيد أبو جودة (ماروني). ويُفترض أن تنال لائحة القوات الحاصل بفعل أصوات الحزبيين والرياشي والحاج وصليبا، وفيما تضمن «القوات» حاصلها مع ترشيح ملحم الرياشي «مرشّح الحياد البطريركي» تعمل على تأمين الحاصل الثاني.
إلى اللوائح الثلاث الرئيسية، يحاول المرشح سمير صليبا تركيب لائحة، وهو يلتقي مرشحين برفقة المسؤولة عن الماكينة الانتخابية في منصة «تغيير» (نحو الوطن سابقاً) شانتال سركيس (الأمينة العامة لحزب القوات سابقاً). فيما تجري اتصالات بين المجموعات المدنية والمستقلين، مع النائب السابق غسان مخيبر والوزير السابق شربل نحاس لتشكيل لائحة. فالتشتت يسيطر على مجموعات المجتمع المدني والناشطين المستقلين. ولم يتم التوصل حتى الان الى أي نتيجة.
وأمس أعلنت لائحة تحالف المر - الطاشناق والحزب "السوري القومي الاجتماعي" ومستقلين، "معا اقوى"، وتضم اللائحة: ميشال الياس المرّ، هاغوب بقردونيان، انطوان خليل، رندا عبود، العميد مارون ابو ديوان، ليا ابو شعيا، مارون رزق الله وجويس الجمال.
بالخلاصة، هذا هو الواقع المتني ويبقى السؤال هل سيستطيع ميشال الياس المر من المحافظة على مقعد جده في المتن ام ستتغير الخريطة الانتخابية؟ 16 ايار سيكون الجواب الاكيد.