الاحداث- شدد النائب ابراهيم كنعان على أن "لبنان اليوم أمام مفترق طرق، وأن بناء المستقبل يتطلب حسن الاختيار في الانتخابات النيابية المقبلة، ليقوم النائب بالوظيفة التشريعية الرقابية والوطنية المطلوبة منه، ويكون الى جانب ناسه وهمومهم وهواجسهم، والنجاح بهذا العمل يراكم حضورا وهيبة واسما ومرجعية، ليتم تقييم النائب يوم الانتخاب، الذي هو يوم الحساب، وفقا لالتزامه هذه المعايير والمتطلبات".
واعتبر خلال لقاء بدعوة من هيئة بسكنتا في التيار الوطني الحر، في حضور رئيس البلدية جورج علم وأعضاء المجلس البلدي والمختارين وفاعليات، أن "الانتخابات يجب ألا تكون بالنكاية والغريزة والحقد، لأن ذلك لا يبني وطنا، وأن استعادة أموال المودعين لا تكون بالشعبوية والهوبرة والشعارات والعجقة أمام الكاميرات، بلا متابعة وموقف وعمل نيابي وتشريعي جاد لإقرار ما يجب وايقاف ما لا يتلاءم مع مصلحة الدولة وناسها ويهدد الكيان وهوية لبنان".
وسأل: "هل يجوز الاستمرار على المنوال عينه بعد ما شهدناه من انهيار وهجرة؟ على الأحزاب مسؤولية، وعلى الناخب مسؤولية، وعلى المجتمع المدني مسؤولية. فلا يجوز أن يطرح شعارات ثورة، ويتحول في النهاية الى شريك مع من كان ينتقدمهم، ويفعل مثلهم لا بل أسوأ منهم. المطلوب تحكيم العقل والضمير، والنظر في يوم الانتخاب الى ما يؤمن مصلحة ومستقبل عائلاتنا واولادنا ومجتمعنا وبلدنا. هل يجوز تسليم رقبتنا لتجار السياسة أو لأن فلان هو إبن فلان من دون النظر الى مدى مطابقته للمعايير المطلوبة في ضوء ما وصلنا إليه من مشكلات وانهيارات؟ هل يجوز ارتكاب أخطاء مميتة على غرار ما حصل سابقا؟ "معليش إذا عملنا نقد ذاتي". يجب ألا يكون تصويتنا على أساس الاتخاذ بالموجة والعاطفة والتمني، بمستقبل البلد وأولادنا على المحك، وكل يوم مأساة ما بعدها مأساة، في ضوء الحاجات الصحية، وانقطاع الدواء وسواها من الأمور الاساسية".
أضاف: "ربما هناك أمور كثيرة لو سمحت الظروف، لكنا فعلناها بشكل مختلف. ولكن ذلك لا يعني اليأس ووقف النضال لتحقيقها. في حين يقولون أن زمن العجائب ولى، أقول لم ينته في لبنان اذا وجد من يحفر الجبل بإبرة الأمل والإرادة والعمل لاستعادة الدولة وإعادة بنائها ليكون لشباب وشابات لبنان المستقبل الذي يطمحون إليه".
وتابع: "من كان يعتقد أن السوري سينسحب من لبنان في الوقت الذي كانوا ينعتون العماد ميشال عون بالمجنون عندما كان يناضل لذلك؟ وإذ بعد نضال طويل، وبعد تغيير المعادلة في الدولة وتصلب الإرادة الوطنية والتقت مع بعضها البعض، انسحب السوريون من لبنان. هل كنا نحلم مثلا بوصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية؟ لكن ذلك حصل، بعد نضال، وبعد مصالحة مسيحية لم نشأ منها المحاصصة، بل بناء الدولة واستعادة العصب المسيحي الذي يستطيع أن يصنع وحدة وطنية في لبنان لا عزلة. وهو ما اسس لقانون انتخاب سمح بوصول أكثر من 50 نائبا بالصوت المسيحي. وما كانت تشكو منه المعادلة المسيحية والوطنية والبطريركية المارونية من إحباط، بدت امكانية معالجته".
وقال: "عندما عملنا في لجنة المال والموازنة، ووصلنا الى الابراء المستحيل، وحددنا سبل إنفاق 176 مليار دولار في لبنان بكل جرأة ووضوح، لم يتم رفع دعوى قضائية علينا. وأثبتنا أننا قادرون على العمل "وكان فينا" وعملنا. وبدل أن نعير بعضنا، فلنتعاون معا جميعا بعد الانتخابات لاعادة بناء البلد، وخصوصا أن الوطن لا يقوم على الصراع الدائم".
وأشار إلى أن "لائحة التيار الوطني الحر في المتن الشمالي تضم 5 مرشحين، وسنسعى للفوز ب 5 مقاعد نيابية. ولتحقيق ذلك، يجب التصويت الكثيف لتحقيق هذه الأهداف. "فالقلة بتولد النقار" والتيار طوال عمره في المتن الشمالي ولبنان صاحب المعارك الكبيرة، وقد فاز في دورتي 2005 و2009 ب6 نواب من أصل 8، وفي العام 2018 ب4 نواب. فلا ينقصه شيء لتحقيق الفوز مجددا. التصويت السياسي هو للائحة لتأمين فوزها بأكبر عدد حواصل، أما خيار الناخب بالصوت التفضيلي فخيار شخصي لمكافأة من استحق بعمله وموقفه ومحاسبة من قصر وتلكأ، ليكون لكم نواب يشعرون بهموم الناس. فإذا لم تكافئوا وتحاسبوا، فلن يكون لكم نواب كما تريدون، يشرعون ويراقبون، ويعملون على تأمين حقوقكم بلا منة، بل سيكون لكم نواب ينامون 4 سنوات، ويأتون عشية الانتخابات "لطلب اليد" والتصويت".
وتوجه الى الناخبين: "عهدي لكم أنني سأبقى كما عهدتموني دائما. ضميري مرتاح، ولم أسر يوما بالصف "على عماها". وشعبنا المتني يحب المتمرد بالحق، والثورجي الذي يوصل الى نتيجة في النهاية، لان ذلك ما يزيد الوزنات، ويكبر رقعة الزيت على مساحة المتن ولبنان. مواجهة الفساد لا تكون بالشعارات، بل بالتشريعات الاصلاحية، وقد عملنا على العديد من بينها من اثراء غير مشروع، واستعادة للأموال المنهوبة وسواها. والمشكلة في التنفيذ، لذلك نريد المحاسبة، من خلال قضاء مستقل، منتخب من قاعدة القضاء. فطالما أن السلطة السياسية تعين القاضي وتشكله، لا يمكن أن يكون حرا، على رغم تمرد بعض القضاة الاستثنائيين".
وقال " نريد مجلسا نيابيا على قدر المرحلة المقبلة، وعليكم اختيار الاشخاص المناسبين لهذه المهمة. هناك ضرورة لايصال رجال دولة الى المجلس النيابي لا دكنجية يقومون بمصالحهم على حساب الوطن وشعبه واقتصاده وماليته العامة. فلبنان بقي منذ العام 1993 من دون حسابات مالية، وأنفق كل ما أنفق من دون حسابات مدققة. واكتشفنا هذا الخلل عند استلامنا لجنة المال والموازنة في العام 2009، وقمنا بحرب رقابية وتشريعية، أوصلت الى إعادة تكوين الحسابات وباتت في ديوان المحاسبة منذ العام 2019، ونائمة فيه. وهذا الملف يجب أن يستيقظ، وعهدنا أننا في المرحلة المقبلة سنعمل على تعزيز هذه التشريعات، والزام الحكومات والسلطة التنفيذية بالتنفيذ، والمحاسبة".
وختم كنعان: "الأجواء الدولية تشهد اتفاقات جديدة. وهذه الفرصة يجب ألا نضيعها، فعلينا أن نعرف كيف نتعاطى مع المرحلة المقبلة، وأن يكون لدينا أناس يتعاطون بذهنية رجال الدولة، لا السخافات والحقد القديم".
جدعون
وكانت كلمة لمنسق هيئة بسكنتا في "التيار" شربل جدعون شكر فيها لكنعان دوره التشريعي في المجلس النيابي، ووقوفهم الى جانب أهالي بسكنتا في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، واصفا كنعان ب "رأس حربة التيار الوطني الحر في المتن الشمالي منذ العام 2005، وكان مصدر الالهام للتيار بالمثابرة والتشريع الإصلاحي، والقتال الشرس بوجه مخالفات الدستور".
وتحدث كذلك الدكتور جوزف لطيف عن تعاونه مع النائب كنعان خلال أزمة الكورونا التي أصابت بسكنتا، والعمل على تأمين المتطلبات الصحية والاستشفائية اللازمة للمعالجة، بالتعاون مع وزارة الصحة، من خلال تعزيز المستوصفات وتأمين فحوص الـpcr وسواها من الحاجات، ووضع نفسه بتصرف بسكنتا واهلها.