الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"الترقّب سيّد الموقف على الساحة اللبنانية بانتظار نتائج الزيارة الثانية للموفد الأميركي توم برّاك، الذي سيلتقي اليوم الإثنين تباعًا الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونواف سلام ونبيه بري إضافة إلى وزير الخارجية يوسف رجي، ليتسلّم الردّ الرسمي على الورقة الأميركية، والذي بات جاهزًا بانتظار الموقف الأميركي – الإسرائيلي منه.
وعلمت "نداء الوطن" أنّ الردّ اللبناني يؤكد الالتزام بتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ويطلب الضغط على إسرائيل لسحب قواتها من النقاط المحتلة جنوبًا، علمًا أنّه لا يتضمّن جدولًا زمنيًا لنزع السلاح لأنّ هذه المسألة ستكون لاحقًا ضمن آلية تنفيذية تعمل عليها الحكومة، بحسب المصادر.
الجيش الإسرائيلي استبق وصول برّاك إلى بيروت، بموجة غارات وصفها بالـ "استثنائية" على أهداف نوعية شملت بنى تحتية لـ حزب الله" جنوبًا وبقاعًا، ما اعتـُبر مؤشرًا على رفض تل أبيب المسبق لمضمون الردّ اللبناني وتمهيدًا لضربات أعنف وأوسع نطاقًا.
وكان الأمين العام لـ حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، قد أكد في ختام مراسم عاشوراء، استعداد "الحزب" للخيارين: للسلم وبناء البلد... كما للمواجهة والدفاع.
مصادر سياسية متابعة قلّلت من أهمية مواقف قاسم، مؤكدة لـ "نداء الوطن" أنّ الدولة اللبنانية مصرّة على تطبيق مضمون خطاب القسم والبيان الوزاري لجهة حصرية السلاح، أمّا التصعيد الكلامي فإمّا أنّه يأتي رغبة من "الحزب" بالحصول على الضمانات التي يطالب بها، أو في سياق حالة الإنكار التي يعيشها الحزب وقيادييه، مع تجاهل كل التحذيرات الدولية والعربية وآخرها من الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، وهذا ما قد يورّط البلاد في ضربة عسكرية شاملة، ستجعلنا نترحّم على الحرب الأخيرة وتداعياتها.
سلام وحصر السلاح
في المقابل، جدّد رئيس الحكومة نواف سلام خلال جولته في البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط، الموقف الرسمي اللبناني المتمسّك بحصرية السلاح معتبرًا ألا "استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف أعمالها العدوانية، كما أن لا استقرار بدون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن ممّا يتطلّب حصر السلاح بيد الدولة وحدها".
جعجع والترويكا
وفي موقف لافت، انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، طريقة صياغة الردّ اللبناني على ورقة برّاك، خارج إطار مجلس الوزراء، فتساءل: "هل عدنا إلى بدعة نظام الأسد في الترويكا اختصارًا للمؤسسات اللبنانية كلها، هذه البدعة التي خربّت لبنان؟ من يقوم بالتفاوض في الوقت الحاضر؟ هل الدولة اللبنانية أصبحت بانتظار ما سيقوله "حزب الله"؟
وأضاف أنّ من يعمل على إضاعة هذه الفرصة سيتحمّل مسؤولية كبيرة أمام اللبنانيين جميعًا وأمام التاريخ، قائلًا "كفى تلاعبًا بمصير لبنان واللبنانيين تعزيزًا لموقع إيران في المفاوضات الدولية المقبلة".