Search Icon

فضل الله: لا تفاوض مع المحتل وحق الدفاع مقدس‏‎ ‎

منذ ساعتين

سياسة

فضل الله: لا تفاوض مع المحتل وحق الدفاع مقدس‏‎ ‎

الاحداث - نظم حزب الله إحتفالا تكريميا في حسينية مدينة النبطية للشهداء: عبد الله كحيل، محمد كحيل، حسن غيث، محمد جابر‏، هادي حامد، بمشاركة شخصيات وفاعليات، إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، النائبان هاني قبيسي ‏وناصر جابر، مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله علي ضعون، علي قانصوه ممثل رئيس كتلة "الوفاء ‏للمقاومة" النائب محمد رعد، عوائل الشهداء وحشد من الاهالي. ‎

الحفل التكريمي استهل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها كلمة حزب الله ألقاها عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ‏حسن فضل الله الذي قال: "إنَّنا نمر في مرحلة صعبة ومعقدة وهناك تحولات سياسيَّة ومتغيرات حصلت في موازين ‏القوى في المنطقة، ويستغلُّ فيها العدو انعدام الوزن العربي لمصلحة مشروعه التوسعي، وكذلك يستغلُّ في بلدنا ‏التزام لبنان باتفاق وقف النار، وتسليمنا الأمور إلى الدولة كي تقوم بواجبها في الحماية والرعاية، حرصًا منَّا على ‏الدَّولة نفسها وعلى قيامها بمسؤولياتها، ومطلبنا التاريخي أن يكون لدينا دولة قادرة تحمي السيادة وتدافع عن ‏شعبها ولا تتركه فريسة للعدوان، وتطبِّق من التزمت به في بيانها الوزاري بحماية السيادة وردع المعتدي واعادة ‏الاعمار ووقف الاعمال العدائية، بدل تكرار شعارات لا تلتزم بها حول قرار الحرب والسلم في مواجهة  عدوِّنا، بل ‏تكرِّرها في مواجهة حقِّ شعبها بالدفاع عن نفسه المنصوص عليه في بيانها الوزاري، وإلى الآن هذه الدّولة لا ‏تشعر مواطنيها بالثقة أو أنّها على قدر أمالهم، بل إن بعض سياساتها تزيد الهوَّة بينها وبين جزءٍ كبيرٍ من شعبها، ‏بدل أن تكون حريصة على احتضانه وبلسمة جراحه، ولا نرى أي مسعى جدي من مؤسَّسات هذه الدَّولة لتوفير ‏سبل الحماية أو للقيام بواجب اعادة الاعمار، بل إنَّ هناك بعض الجهود الرسميَّة لاعاقة الاعمار وتعطيل المبادرات ‏الخاصة استجابةً للضغوط الخارجيّة".

أضاف: "إنَّ الاعتداءات الاسرائيليَّة المتمادية وقتل المواطنين وهم في حالة مدنيَّة كما حصل في المجزرة ضدَّ أبناء النبطيَّة ‏وكما رأينا في العديد من القرى والبلدات اللبنانية خصوصًا ما جرى في الساعات الماضية، إنَّ كل هذه الاعتداءات ‏هي امتهان لكرامة كل اللبنانيين ولدولتهم، ويظهرها العدو دولة عاجزة غير قادرة على حماية شعبها والدفاع عن ‏سيادتها، ولا يمكن لهذه الدَّولة استجداء الحلول من المحتلين بالخضوع لشروطهم لأنَّ ذلك يفتح شهيتهم على ‏مزيد من التنازلات، بل إنَّ واجب الدَّولة السعي بكل ما تملك من امكانات  لاجبارهم على وقف اعتداءاتهم، ولديها ‏تفاق واضح لا لبس فيه وآلية محدَّدة هي لجنة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار كإطار للتواصل من خلاله ‏لتطبيق هذا الاتفاق، وقبل أن يتم الالتزام به واستكمال بنوده لا مصلحة للبنان في البحث في أمر آخر".

وتابع: "وقد بلغت ‏الوقاحة عند المهرولين حدّا خارجا عن كل الحسابات الوطنية عندما يستنكرون رفضنا التفاوض السياسي مع العدو ‏الخارج عن أي اجماع أو مصلحة وطنية وهل يتوقع أحد في لبنان أننا سنقبل معه أي استسلام للعدو".‏

واستطرد فضل الله: "إن دمنا الذي يسفك في كل يوم  ليس رخيصًا، ولا يجوز لأحد في لبنان ان يستهين به، ولا يمكن للمسؤولين أن ‏يعتبروا أن بيانات الادانة تكفي للتحلل من الواجب، فالغضب يعتمل في النفوس، وصرخة الجنوب عالية، ولن يتخلَّى ‏أبناؤه عن حقِّهم في الدفاع عن أرضهم وعن كرامتهم، وبينما السيادة الوطنية تستباح ودمنا الغالي يجبل تراب ‏أرضنا يُسمع صدى الصواريخ الاسرائيليّة يتردَّد سياسيًّا في الداخل عند المستعجلين لاستثمار دمنا بهدف تحقيق ‏أحلامهم القديمة ظنَّا منهم أنَّ الوقت الاسرائيلي حان لاعادة عقارب الساعة أكثر من أربعين سنة إلى الوراء، ولكنَّ ‏هؤلاء نسوا أنَّ مقاومتنا انطلقت يومها من بين الدم والنار والحصار من عباءة الامام السيد موسى الصدر ومن ‏صوت الشيخ راغب حرب.

من هنا من ساحة عاشوراء في النبطية ومن القرى والبلدات لتوقف ذلك الزمن ‏الاسرائيلي، وأسقطت ذلك الوهم وهي اليوم مخضبة بدماء ألاف الشهداءء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمَّة السيد ‏حسن نصر الله ورفيق درب جهاده السيد هاشم صفي الدِّين، وستواصل نهجها الوطني مهما كانت التضحيات ‏وشعبنا مصرٌّ على العيش بكرامة والتصدي لكلِّ محاولات الاستسلام ورهن البلد لقوى الهيمنة والتسلّط".

وختم فضل الله: "إن منطق الغلبة المستقوي بآلة الحرب الاسرائيليَّة لن يبني بلدا بل بات يهدّد صيغة لبنان، وعيشه الواحد وسلامه ‏الوطني المهدد من العدو، ونحن نريد أن نحافظ على بلدنا وعلى استقراره".