الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الإلكترونية: بعد حوالى الشهرين على الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء، التي استنفرت أبناء وقيادات طائفة الموحدين الدروز في أنحاء العالم، وفي طليعتهم الرئيس وليد جنبلاط، الذي قاد حراكاً مكثفاً على أكثر من صعيد، أُعلن من دمشق عن الاتفاق على خارطة طريق تمهّد للمصالحة ومحاسبة المعتدين، على أثر الاجتماع الثلاثي الأميركي الأردني السوري.
جاء هذا الاتفاق لتتويج مساع حثيثة قام بها جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، والاتصالات والزيارات البعيدة عن الإعلام، وليس آخرها الى تركيا التي قصدها جنبلاط مرتين خلال أسابيع. الى جانب المباحثات المستمرة مع الأميركيين والسعوديين والأردنيين والقطريين وكل الجهات المعنية والفاعلة.
حرص جنبلاط في كل مساعيه على نقطتين أساسيتين، الأولى حفظ كرامة دروز السويداء وضمان عيشهم الكريم، والثانية قطع اي طريق على مشاريع سلخهم من بوابة الانفصال عن سوريا، مشدداً على وحدة الوطن السوري المشترك لجميع مكوناته. ومن هذا المنطلق، كان جنبلاط شريكاً أساسياً في صوغ الأفكار والمقترحات التي شكلت صلب اتفاق دمشق الأخير، ويقوم على التحقيق الدولي الشفاف والمستقل والذي بدأ فعلاً مع وصول لجنة التحقيق الى السويداء، على أن تُترجم تحقيقاتها بمحاسبة جميع المرتكبين.
واضافة الى التحقيق، شكلت قضية المختطفين والمختطفات الأولوية في حراك جنبلاط، ووضع مطلب الإفراج عنهم، وتحديداً النساء والأطفال، على رأس قائمة الأولويات. وبالتوازي، انشغل بإيصال المساعدات الغذائية والصحية، التي وصلت شحنات كبيرة منها الى مستشفى السويداء وقرى جبل العرب، مع التشديد على تأمين طريق دمشق - السويداء.
دور جنبلاط الشريك، كان بعيداً عن ضجيج الإعلام، الا أن موقف الموفد الأميركي توم برّاك، الذي شارك في اجتماع دمشق الثلاثي، جاء ليضع النقاط على الحروف، وينصف حقيقة هذا الدور طيلة الأسابيع الماضية، حيث وجه برّاك الشكر لجنبلاط على حكمته ومكانته الفريدة في توحيد ما أسماه آراء القادة الدروز الموقرين الذين يعيشون ضمن حدود مصطنعة رسمها البشر، لكنهم تمكنوا بإيمانهم بالله لا تحده حدود ولا قيود.
وأضاف براك: "يمكن للطائفة الدرزية ان تزدهر كجزء من سورية واحدة في ظل التسامح والتعاون مع اشقائهم الدروز في المنطقة".
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد اعلن الثلاثاء، خلال مؤتمر ثلاثي شارك فيه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وبرّاك عن توقيع اتفاقية ترسم خارطة طريق لتسوية الوضع في السويداء تكفل الحقوق وتدعم العدالة، وتعزز الصلح المجتمعي، بما يفتح الطريق أمام تضميد الجراح.
واضاف الشيباني أن الخطة تقوم على خطوات عملية أولها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق مع المنظومة الاممية، يليها ضمان تدفق المساعدات الانسانية والطبية والتعويض على المتضررين وترميم القرى وعودة النازحين.
أورتاغوس الى بيروت
لبنانياً، أكدت مصادر مطلعة عبر الأنباء الالكترونية المعلومات بلن الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ستزور بيروت خلال الأيام المقبلة لمراقبة خطة الجيش بالنسبة لحصرية تسليم السلاح ومدى استعداد حزب الله للتجاوب مع قرار حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، لأن بقاء السلاح بيد الحزب قد يعرّض لبنان الى المزيد من الدمار والخراب.
قاسم يتوعد
بالتزامن، وفي الذكرى الأولى لتفجير اجهزة "البيجر" أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان اسرائيل سوف تسقط لانها احتلال وظلم واجرام وعدوان ولأن المقاومين يواجهونها حتى التحرير. واعتبر قاسم أن جرحى البيجر هم روّاد البصيرة ومفتاح الأمل، وعشق الحياة الابدية، في طاعة الله تعالى. وتوجه اليهم بالقول: "انتم النور الذي نرى من خلاله سلامة الطريق. وانتم الحياة التي تعطي النبض الحقيقي للاستمرار. أنتم الآن المعلمون والمربون، وهدأة الطريق لانكم اعطيتم وانتم مستمرون. انتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح، وهذا هو الاهم".