Search Icon

دائرة الشمال الثالثة انتخابات على "المنخار"

منذ 3 سنوات

رئاسيات ٢٠٢٢

دائرة الشمال الثالثة انتخابات على المنخار

‎الاحداث- كتب إيلي صعب

تعتبر الانتخابات النيابية في الدائرة الثالثة في الشمال  من أكثر الدوائر حماوة لأنها تعرف بما يسمّى "دائرة المرشحين لرئاسة الجمهورية"، كما شهدت أكبر نسبة تسجيل للمقترعين المنتشرين في بلاد الاغتراب والذين سيلعبون دوراً مهمًا في ترجيح كفة النتائج لفريق على حساب الآخر، ولاسيما لناحية المقاعد غير المحسومة.

‎ويبدو واضحًا أن التنافس الانتخابي سيكون بين 5 لوائح أساسية في هذه الدائرة المؤلفة من الأقضية الأربعة: زغرتا 3 مقاعد مارونية (81,959 ناخباً)، بشري مقعدان مارونيان (50,894 ناخباً)، الكورة 3 مقاعد روم أرثوذكس (62,667 ناخباً) والبترون مقعدان مارونيان (62,444 ناخباً)، وترشح في هذه الدائرة 67 مرشحًا يتنافسون على 10 مقاعد لدورة 2022 .
ويتوزع المرشحون الجدّيون على 5 لوائح أساسية حتى الآن على الشكل التالي:
‎لائحة "القوات اللبنانية" التي تضمّ النائبين ستريدا جعجع وجوزف اسحاق عن المقعدين المارونيين في بشري، غياث يزبك  وليال نعمة عن المقعدين المارونيين في البترون، مخايل الدويهي، ماغي توبيا، وفؤاد بولس، عن زغرتا، فادي كرم وسامي ريحانا عن  المقعدين الارثوذكوسيين في الكورة ويبقى مقعدًا اورثوذكسياً شاغرًا على اللائحة في الكورة، ووفق التقديرات، فإن "القوات" مرتاحة الى تأمين 3 حواصل، وتعمل على الرابع.

‎واللائحة الثانية  وهي تحالف معوض- الكتائب- حرب- شمال الثورة،  وتضم ميشال معوض وجواد بولس  وسيدة  لم يكشف عن اسمها بعد في زغرتا ومجد حرب وجويل الحويك(شمال الثورة) في البترون، بريجيت خير وإميل فياض (شمال الثورة) عن الكورة، ورشيد رحمة من بشري (شمال الثورة)،   وهذه اللائحة تضمن الحصول على مقعدين.

‎أما اللائحة الثالثة المؤلفة من تيار "المردة" وتضم النائب طوني فرنجية واسطفان الدويهي ، ولم يعلن بعد عما إذا كان ملحم طوق(المعروف بوليم) سيكون مرشحًا على لائحة فرنجية عن احد المقعدين المارونيين في بشري، علمًا أنه كان حليفًا لهم في انتخابات 2018 وحصل وقتها على 4,649 صوتاً، وهو رقم لافت جدّاً في منطقة تُعدّ عرين القوات اللبنانية، اقتصر الفارق بينه وبين مرشّح القوات جوزيف إسحاق، الذي فاز بمقعد بشرّي الثاني، على 1,341 صوتاً فقط. 

اما في الكورة فسيكون التحالف مع النائب سليم سعادة مرشّح الوفاق القومي عن الكورة، وإلى جانبه سيكون فادي غصن شقيق النائب الراحل فايز غصن، ويبقى هناك مقعد شاغر عن الكورة تدور حوله المفاوضات.

 وعن البترون تم ترشيح جوزيف نجم عن أحد المقعدين المارونيّين، علمًا أن نجم يدرك تمامًا تدني نسبة فوزه.

وتبقى المشاورات في هذه اللائحة قائمة لضم بعض الأسماء الأخرى، وهي ضامنة مقعدين.

‎واللائحة الرابعة هي لائحة "التيار الوطني الحر" المتحالف مع جزء من الحزب "السوري القومي الاجتماعي" بعد تحالف الجناح المؤيد لسليم سعادة مع المردة. 
‎وتضم الى باسيل في البترون المرشح وليد حرب الذي سيكون مدعومًا من نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، إضافة الى المرشح في الكورة الياس عطالله، 
هذا بالإضافة إلى التسريبات العونية التي تُشير إلى ترشيح بيار رفّول عن زغرتا أيضاً، وكان حصل الأخير على 3,749 صوتاً المرّة الماضية بفارق 1,686 صوتاً عن النائب الفائز إسطفان الدويهي.

‎ويشير أحد الخبراء في الاحصاءات الانتخابية  الى أن لائحة النائب جبران باسيل قد تقترب من تأمين الحاصل، خصوصًا أن شعبية باسيل الانتخابية تراجعت عن انتخابات 2018 ولاسيما بعد خسارته الصوت السني، ومؤيدي ميشال معوض، ويحصد باسيل في البترون الصوت التفضيلي من الناخب الشيعي وذلك بدعم من حزب الله.
‎وتضم اللائحة الخامسة وهي لـ "ائتلاف شمالنا" المحسوبة على المجتمع المدني وقوى التغيير: رياض طوق وقزحيا ساسين عن قضاء بشري، ربيع الشاعر وليال بو موسى عن قضاء البترون، جهاد فرح وسمعان بشواتي وفدوى ناصيف كلاب عن قضاء الكورة، وميشال دويهي وجيستال سمعان وشادن الضعيف عن قضاء زغرتا، وهي تحاول الخرق بحاصل.
الأصوات السنّيّة التائهة
ثمّة اهتمام كبير من قبل المتنافسين بهذه الدائرة بالصوت السنّيّ لِما يشكّله من ثقل في الميزان الانتخابي، حيث يناهز عدد الناخبين السُنّة 23 ألفاً، اقترع منهم عام 2018 ما يزيد على 10 آلاف.
‎ويوضح أحد الناشطين أن الانتخابات في هذه الدائرة للعام 2022 تختلف كلياً عن انتخابات 2018 لناحية التحالفات واللوائح، ما جعل باسيل في دائرة الخطر لتحقيق الحاصل. ولعل اللافت في هذه الدائرة أيضاً، الى جانب سعي الجميع الى الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد إلا أنهم يتشاركون الرغبة في هزيمة باسيل الذي "لم يترك صاحباً" الى جانبه كما أن قاعدته الشعبية تراجعت بشكل ملحوظ، والكل يعلم أنه يسعى ليس الى خوض المعركة النيابية من البترون بل الوصول الى سدة الرئاسة.

كما يحاول أكثر من طرف الانفتاح على النائب السابق فريد مكاري لِما يمتلكه الأخير من تأثير في الشارع السنّيّ، حتى إنّ البعض طرح ترشيح نجل مكاري نبيل على لائحته، لكنّ مكاري الأب رفض الاقتراح، 

‎وفي دائرة الشمال الثالثة التي يشكل المسيحيون فيها والموارنة بشكل خاص الغالبية الساحقة، وتعتبر الدائرة المسيحية الأكبر، الا أن الصوت السني له ثقله ويرجح كفة لائحة دون سواها وبخاصة أن المعركة على "المنخار" في المقاعد غير المحسومة، إذ أن مجموع أصوات المسلمين في هذه الدائرة يفوق الـ 26000 صوت، والحاصل الانتخابي الأول المتوقع لتأهل اللائحة هو 12.195 صوتاً. وبالتالي، فإن الماكينات الانتخابية لكل الأطراف تحاول تجيير ما يمكن من أصوات السنّة، الذي لم يعرف بعد ما اذا كانوا  سيلتزمون المقاطعة وعدم التصويت لأي لائحة  ام سيكون صوتهم مرجحاً.