الاحداث - كتبت صحيفة "الأنباء الالكترونية " تقول: يتطور المشهد على خط السويداء، بعد حوالى الشهرين على الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة، والارتكابات التي شهدتها وترقى إلى جريمة حرب. وفي خرق مهم من أجل تحقيق العدالة للشهداء والأبرياء، تبلّغ الحزب التقدمي الإشتراكي، يوم الجمعة، من الممثل الاقليمي لمكتب مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان مازن شقورة، "بقدوم لجنة تقصي حقائق دولية الى محافظة السويداء في اليومين المقبلين".
يأتي هذا الإعلان الأممي المهم جداً تتويجاً للاتصالات التي قام بها، ولا يزال، الرئيس وليد جنبلاط، الذي عبّر عن موقف واضح من البداية بالوقوف إلى جانب السويداء، وإدانة المجازر التي تعرّض لها أهلها. وفي هذا السياق، كانت الرسالة التي وجهّها منذ أيام إلى رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سوريا باولو سيرجيو بينهيرو، داعياً لإجراء تحقيق شفاف ومستقل في احداث السويداء التي حصلت في تموز الماضي. حيث طالب جنبلاط اللجنة حينها بوجوب إجراء تحقيق شفاف ومستقل وتسمية المتورطين كخطوة أولى تمهيداً لمحاكمتهم وتحقيق العدالة.
تزامنت هذه الرسالة مع البيان الذي صدر عن الحزب التقدمي الإشتراكي، مطالباً بكل وضوح وبشكل حازم، بتشكيل لجنة تحقيق دولية ومحاسبة المتورطين، على أن تلي المحاسبة المصالحة الوطنية بين السويداء وجيرانها أولاً، ومن ثم فتح باب الحوار بينها وبين دمشق.
جدّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط هذا الموقف، في احتفال مؤسسة العرفان التوحيدية، مشدداً على أن المحاسبة والعدالة هي المعبر الإلزامي لأي بحث في مستقبل السويداء وإعادة الثقة بينها وبين الشام.
وتكريساً لهذا التوجّه لدى "الاشتراكي"، والخط العريض الذي يعمل تحته، والمتمثل بأمن جبل العرب وأهله وحفظ كرامتهم ومستقبلهم، وإقراناً للقول بالفعل، قام وفد من "التقدمي" بنقل رسالتين من جنبلاط إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمفوض السامي لحقوق الانسان لدى الأمم المتحدة فولكر ترك، ملتقياً على التوالي كل من ممثلة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في مكتبها في اليرزة ولاحقاً الممثل الاقليمي لمكتب مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان مازن شقورة في الإسكوا.
وتشكّل الرسالتان خارطة طريق نحو الحل في السويداء، على أن يبدأ بإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف ومحاسبة المرتكبين، كما إطلاق المخطوفين لا سيما النساء والأطفال. وتضمنت النقاط الثلاث الأساسية:
-دعم إنشاء تحقيق دولي مستقل وحيادي في هذه الأحداث.
-الدعوة إلى الإفراج الفوري عن المختطفين، في مقدمتهم النساء والأطفال.
-ضمان اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات الجسيمة.
وكان أوضح عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، من اليرزة، أن الهدف من هذا الحراك هو الدفع باتجاه تحقيق العدالة، وفي الوقت نفسه حماية وحدة سوريا وفتح الأبواب أمام الحوار والمصالحة، كاشفاً أن المؤشرات تدل على وجود حراك إقليمي ودولي متصاعد في هذا الاتجاه.
ولفت إلى أنّ اتصالات وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط مع قوى عربية ودولية فاعلة تشير إلى إمكانية بلورة خريطة طريق للحل في سوريا، تبدأ بتحقيق مستقل وعقوبات بحق المرتكبين.
هذا ولا يقتصر جهد جنبلاط على الجانب السياسي، إنما يشكّل تأمين طريق دمشق السويداء محط اهتمام كبير لديه إضافة إلى تدفق المساعدات المستمر إلى الجبل عبر هذه الطريق.
بيان مخيّب للآمال
على صعيد آخر، وفيما كان من المتوقع أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي بيان شديد اللهجة ضد اسرائيل يحملها مسؤولية انتهاك سيادة دولة حليفة للولايات المتحدة وترعى منذ عشرة أشهر المفاوضات بين اسرائيل وحماس، من أجل الافراج عن الرهائن ووقف الحرب. جاء بيان الإدانة الذي صدر مخيباً للامال.
مصادر مواكبة للتطورات، رأت في قرار الإدانة لاسرائيل بأنه يأتي من قبيل رفع العتب اذ لا يكفي أن تؤكد الدول المشاركة بصياغة هذا البيان وإبداء تعاطفها مع قطر أن المشكلة في المنطقة قد حلت، بل عل العكس فإن المنطقة هي على صفيح ساخن لأن ما بعد الضربة على قطر ليس كما قبلها. فلا أحد يمكنه أن يردع اسرائيل عما تنوي القيام به سواء من خلال تهديدها بطرد الفسطينيين من غزة. او باستهداف دول عربية اخرى بحجة ايوائها فسطينيين.
المصادر أشارت في حديث لجريدة الانباء الالكترونية الى أن لا شيء يمكن أن يردع اسرائيل في سياستها العدوانية وأن الهجوم على قطر رسالة للسعودية ودول الخليج العربي بسقوط كل المحرمات وان عجز الرئيس الاميركي دونالد ترمب في الضغط على اسرائيل لتجنب الاعتداء على دولة حليفة مثل قطر هذا يعني ان كل العواصم العربية اصبحت تحت التهديد الاسرائيلي.
المصادر توقعت خريفاً ساخناً اذا ما نفذت اسرائيل تهديدها بطرد الفلسطينيين من غزة في تشرين اول المقبل.
وقدرت ان لبنان لن يكون بمأمن في حال نفذت اسرائيل تهديداتها، وهي ترى بتصرف الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية أفيخاي أدرعي ودخوله بلدة الخيام انتهاكاً للسيادة اللبنانية ومؤشراً خطيراً لا سيما بعد إقرار خطة الجيش اللبناني لحصرية السلاح.
انزعاج لبناني
وفي السياق، نقلت مصادر حكومية عبر الانباء الالكترونية انزعاجاً رسمياً كبيراً من التصرف الأرعن الذي يقوم به في كل مرة المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي ليذكّرنا بوقاحته بوجوده داخل الاراضي اللبنانية المحتلة قرب الخيام.
واعتبر المصادر في هذا السلوك العدائي تأكيد أن اسرائيل تصرّ على تقويض الاستقرار في الجنوب في وقت التزم فيه لبنان بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها.