Search Icon

جبران وحاجز البربارة

منذ 7 ساعات

من الصحف

جبران وحاجز البربارة

الاحداث- كتب عماد موسى في صحيفة نداء الوطن يقول:"تبدو حملة جبران باسيل على حاجز البربارة مبرّرة. فالرجل مستهدف منذ أن كان في سن الولدنة و"السقالة". ثمة روايتان للحاجز الساحلي الشهير، الأولى تقول إن بشير الجميل، أبلغ مفوض قسم عمشيت الكتائبي إقفال منطقة جبيل لجهة البترون بالتنسيق مع قائد جبهة الشمال سمير جعجع ردًا على مجزرة ارتكبها عناصر من المردة في قرية شموت وتحديدًا في منزل إميل خوري حيث كانت تقام حفلة راقصة في 21 نيسان 1979. غداة المجزرة إقيم حاجز ثابت في قرية البربارة الساحلية لحماية المنطقة المحررة وحاجز آخر في بلدة عين كفاع، مسقط رأس مارون عبود.

أما الرواية الثانية فتقول إن ولداً نابغة يعيش في مدينة البترون، عمره أربعة أعوام، يتمتع بصحة خارقة، تنبّأت له بصّارة مارة قرب دكان أبيه بمستقبل باهر وقالت له حرفيًا: "يا ابني يا زغيّور شايفتك رئيس جمهورية. كول خبز حتى تكبر" وصل الخبر إلى دير القطارة فأوعز جعجع إلى حامية الحاجز بمنع ربطات الخبز عن جبران الصبي، نبي الجمهورية الجديد.

عاش جبران من العام 1979 حتى العام 1991 على بسكويت "دبكة" والـ "تلات خمسات" لأن القيمين على الحاجز أخذوا "المال ورغيف الخبز من الناس" على حد قول خطيب بقعتوته. حرموا الصبي من الغذاء الطبيعي وحرموا أهله من المال. جبران من الناس ومع الناس عاش. كبر الصبي وكبرت نقمته على الواقع. قاوم. ناضل. وزّع مناشير. علّق صورًا وأكثر. اخترق يوميًا عشرة معابر متحديًا الخطر كي يصل إلى الجبهة ومن الجبهة إلى الجامعة الأميركية في بيروت حيث درس الهندسة وكان الألمع بين الطلاب منذ العام 1951 وحتى تاريخه!

لنعد إلى ربطة الخبز التي حُرم منها جبران لسنوات وعضّ على جرحه مكتفيًا  بما توافر من منتجات الطحين. في حرب الـ 14 لم يعانِ ابن جبل لبنان مثلما عانى طفل البترون. صنعت المخيلات الحاقدة الكثير من القصص حول ربطات الخبز المصادرة وحقيقة الأمر أن وزير الاقتصاد فيكتور قصير اتصل ذات يوم من أيام العام 1987 بالدكتور سمير جعجع، شاكيًا من تهريب الخبز المدعوم إلى سورية طالبًا مساعدته، فأوعز الأخير إلى القيمين على كافة المعابر البرية والبحرية ضمن المناطق المحررة بمنع نقل أكثر من ربطتي خبز ومصادرة ما يفيض عن هذه الكمية. وحاجز البربارة واحد من المعابر.

في بقعتوتة فتح جبران حنفيته الصدئة. حكى عن حرمان الناس من المياه والكهرباء والسدود ما استدعى ردًا من خبير مائي فحواه "لو بتسدّو يا جبران...شو كان أحسن".