Search Icon

تصعيد «اسرائيلي» يسقط ضمانات واشنطن... وخيبة امل في بعبدا
لا تعديل للقانون... هل تحصل الانتخابات في بيروت؟
«هواجس» من مفاجآت ترامب... وقلق في «اسرائيل»

منذ 8 ساعات

تصعيد «اسرائيلي» يسقط ضمانات واشنطن... وخيبة امل في بعبدا
لا تعديل للقانون... هل تحصل الانتخابات في بيروت؟
«هواجس» من مفاجآت ترامب... وقلق في «اسرائيل»

الاحداث- كتبت صحيفة الديار تقول:"في ظل تطورات متلاحقة ومقلقة في المنطقة حيث «تطبخ» الخرائط الجديدة وتتزاحم الدول الاقليمية والدولية على تقاسم النفوذ تبدو «اسرائيل» الاكثر استعجالا لفرض وقائع ميدانية عبر «البلطجة» وزيادة وتيرة التصعيد. ولكل من ينّظر للضمانات الاميركية وينتظر ان تكبح الدبلوماسية جماح العدو الاسرائيلي، جاءه الرد بالامس من خلال سلسلة الغارات الجوية الكثيفة التي هزت منطقة النبطية بحجج واهية لا تنطلي على احد، وبرد الفعل الاميركي» البارد»الذي يمنح دولة الاحتلال «ضوءا اخضر» لاستمرار عدوانه . «فالحزام الناري» لم يكن له اي مبرر امني او عسكري كما ادعى جيش الاحتلال، فهذا الاستعراض بالحديد والنار يهدف الى الترهيب ويمعن في ضرب الاستقرار الداخلي المقبول نسبيا، وقد تزامنت الغارات مع تحليق الطيران الحربي فوق مطار بيروت، فيما واكبت المسيرات الاسرائيلية زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الى البقاع والحدود اللبنانية –السورية. اما فرنسا الراغبة في ايجاد موطىء قدم لها في سوريا، فقد قدمت خرائط للحدود اللبنانية السورية التي باتت في عهدة وزير الخارجية يوسف رجي بعد تسلمها امس من السفير الفرنسي للمساعدة في عملية ترسيم الحدود البرية. بلديا، الاستعدادات اكتملت للجولة الثانية في الشمال فيما «العين» على جولة بيروت بعدما قضي الامر في مجلس النواب واعلن بالامس انه لا تعديل على قانون الانتخاب حيث تبقى المناصفة رهن ائتلاف الاحزاب وقدرتها على الزام ناخبيها باللوائح، واذا لم يكن التفاهم صلبا، لا تستبعد مصادر مطلعة تاجيل الانتخابات في العاصمة الى «اجل غير مسمى»!


لا اهداف عسكرية
ووفق مصادر سياسية بارزة، لا يرتبط العدوان الجديد  على تلال النبطية بتطور عسكري طارىء يحتاج الى تدخل فوري لانه يشكل خطرا مباشرا على قوات الاحتلال، كما ادعى الناطق باسم جيش العدو. فاذا كان ثمة مواقع عسكرية في تلك التلال فهي موجودة منذ زمن، واكتشافها لم يحصل اليوم، بدليل ان المنطقة لطالما تعرضت لغارات عنيفة، كما ان حزب الله لا يعمل على تفعيلها او وضعها في الخدمة في ظل قراره الواضح بعدم الرد راهنا ومنح الدولة الوقت الكافي لتجربة المسار الدبلوماسي.اذا فالحجة الامنية ساقطة ولا مكان لها من «الاعراب».

ترهيب لضرب الاستقرار

وقد بات واضحا ان الاعتداءات الاسرائيلية ذات خلفية ترهيبية لوقف مسار الاستقرار الداخلي الذي ترجم في مرور المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية بسلاسة يشهد لها، والاهم هو بداية الانفتاح الخليجي على لبنان، وجاء العدوان بعد ساعات على عودة الامارتيين الى لبنان والاخبار المتداولة عن قرب عودة السعوديين وباقي دول الخليج. علما ان الغارات بالامس تزامنت مع تحليق منخفض للطيران الحربي المعادي فوق مطار رفيق الحريري الدولي في رسالة واضحة لهز الثقة بسلامته امنيا.

الهواجس اللبنانية؟
لكن الاكثر اثارة للهواجس اللبنانية، ان التصعيد الاسرائيلي يتزامن ايضا مع التباين العلني بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي لا يتوانى عن مفاجئته بقرارات منفردة دون تنسيق تاخذ في عين الاعتبار المصلحة الاميركية، كما حصل في اعلانه وقف النار مع انصار الله في اليمن، وقبلها الاعلان عن التفاوض النووي مع طهران، وهذا يزيد التوتر في كيان الاحتلال الذي يعمل على اثارة الازمات في المنطقة ويصعد من عدوانه على مختلف الجبهات لمحاولة فرض وقائع لا يمكن تجاوزها بعيدا عن المصالح الاسرائيلية. علما ان واشنطن لا تزال تمنحه هامشا كبيرا في غزة ولبنان وسوريا.

خيبة امل في بعبدا
وفي هذا السياق، تشير اوساط سياسية بارزة الى وجود خيبة امل جدية في بعبدا في ظل مراوحة الاتصالات الدبلوماسية مكانها، حيث تكررت بالامس الوعود الاميركية غير الجدية بتامين ضمانة مرحلية وتبين انها غير مبالية بالاعتداءات الاسرائيلية وحجمها الذي كانت خارجة عن المألوف، ولم يحصل الرئيس جوزاف عون خلال مروحة اتصالاته على اي ضمانة اميركية بعدم تكرارها او «كبح» جماح حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، والاجابات الاميركية جاءت على الوتيرة السابقة وخلاصتها «سنجري اتصالاتنا مع الجانب الآخر». ولهذا لا يوجد اي مؤشر جدي على تخفيض التصعيد او تغيير مساره مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي جنوبا، كما بات واضحا ان للاسرائيليين اجندة معينة تعمل على تنفيذها سواء في لبنان او على الجبهات الاخرى وهي تبدو في سباق مع الوقت مع التغييرات المحتملة في رؤى ترامب للمنطقة خصوصا انه لم يقبل ان يدرج «اسرائيل» على جدول زيارته الاسبوع المقبل.

مفاجآت ترامب
وهنا تكمن اهمية هذه التطورات لانها تسبق الزيارة حيث كشف الرئيس الأميركي بأنه سيعلن عن «اعلان هام للغاية» قبل جولته الى الشرق الاوسط، والتي يزور خلالها قطر والإمارات والسعودية، وحسب تعبيره سيكون «إعلانا إيجابيا للغاية»، وقد كثرت التأويلات حول الموضوع، فمنهم من اعتبر انها تتعلق بانضمام بعض الدول في المنطقة إلى اتفاقيات السلام الإبراهيمية، وبدأ الحديث عن سوريا اثر الكشف عن اتصالات سرية بين الحكم الجديد وقيادات اسرائيلية، وآخرون تحدثوا أن ترامب سيعلن عن مساعدات أميركية مباشرة لغزة، أو حتى أنه توصل إلى اتفاق مع إيران، والبعض أشار إلى أنه سيعلن اعتماد بلاده تسمية «الخليج العربي» بشكل رسمي. لكن حتى الساعة لا احد يعلم ماهية المفاجأة التي يحضرها ترامب، وعادة تكون سلبية للقضايا العربية في المنطقة لكن المشترك الان ان «اسرائيل» تشعر ايضا بالقلق!

خيبة امل متبادلة
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية وجود تدهور في العلاقات الشخصية و»خيبة أمل متبادلة» بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وفي الوقت الذي أُفيد فيه بأنّ نتنياهو يشعر بالإحباط من ترامب، أفادت الصحيفة بأنّ الرئيس الأميركي «فقد صبره أيضاً تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية. وقال مصدران بارزان في محيط ترامب في محادثات مغلقة تم نقلها إلى «إسرائيل هيوم»، إن ترامب قرر عدم انتظار إسرائيل بعد الآن ، بل التقدم بخطوات في الشرق الأوسط من دون نتنياهو. وأوضحت المصادر أن الرئيس الأميركي «يرغب في اتخاذ قرارات يعتقد أنها ستعزز مكانة الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالسعودية ودول الخليج. ورجّحت الصحيفة أنّ يكون التطبيع مع السعودية إحدى هذه الخطوات، على الرغم من أنّه كان «من المفترض أن تشارك إسرائيل. ووفقاً لترامب، فإن «نتنياهو يتأخر في اتخاذ القرارات اللازمة»، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أنّه في ضوء ذلك، فإنّ الرئيس الأميركي «غير مستعد للانتظار حتى تقوم إسرائيل بما هو متوقع منها ويقرر المضي قدماً من دونها. بالإضافة إلى ما سبق، ذكرت الصحيفة أنّ ترامب «غاضب» مما يعدّه محاولة من نتنياهو وأتباعه لدفع مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، والذي تم عزله مؤخراً من منصبه، إلى اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران. وأكدت «إسرائيل هيوم» أنّ غضب ترامب هو السبب المحتمل وراء تهميش «إسرائيل»، من اتفاق وقف إطلاق النار مع اليمن.