Search Icon

تصعيدٌ إسرائيليّ يسبق زيارة ترامب للخليج… وأورتاغوس آتية بوعد بتفعيل وقف النار

منذ 7 ساعات

تصعيدٌ إسرائيليّ يسبق زيارة ترامب للخليج… وأورتاغوس آتية بوعد بتفعيل وقف النار

الاحداث- كتبت صحيفة الجمهورية تقول:"في غمرة التطورات المتلاحقة والتحضير الإقليمي لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنطقة الخليج العربي الاسبوع المقبل، وفيما العالم يحتفل بانتخاب بابا جديد في الفاتيكان، فاجأت إسرائيل لبنان أمس بتصعيد كبير في الجنوب تركّز خصوصاً على منطقة النبطية الفوقا وجبل علي الطاهر، بقصف جوي عنيف أعاد الجنوبيين إلى أجواء ذلك العدوان الواسع الذي شنّته على لبنان في ايلول الماضي، وهو عدوان لم يخرج اللبنانيون من أجوائه أصلاً بَعد، جراء الخرق الإسرائيلي اليومي والمتمادي لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ 27 تشرين الثاني الماضي، واستمرارها في احتلال مناطق حدودية كان ينبغي أن تنسحب كلياً منها بموجب هذا الاتفاق والقرار الدولي 1701. وقد استدعى هذا التصعيد من المراجع اللبنانية المسؤولة إجراء اتصالات عربية ودولية عاجلة لوقفه ومنع انزلاق الوضع إلى حرب يتخوف كثيرون من نشوبها مجدداً.

وأكّدت مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية»، أنّ المرحلة دقيقة وصعبة، وأنّ التصعيد الإسرائيلي ليس له أي مبرر، في الوقت الذي يُنتظر من إسرائيل أن توقف إطلاق النار وتنفيذ ما هو مطلوب منها والتزام الآلية التي وضعت لتطبيق القرار الدولي 1701.

وكشفت المصادر انّ الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس أبلغت إلى بعض المراجع المسؤولة التي تواصلت معها أمس من أجل لجم التصعيد الإسرائيلي، انّها ستزور لبنان قريباً وستعمل على تفعيل العمل لتثبيت وقف النار، لكنها لم تحدّد موعد وصولها إلى لبنان بَعد.

وإلى ذلك، أظهرت الأيام الأخيرة إصراراً إسرائيلياً على تسديد الضربات لأهداف في مناطق لبنانية عدة، في جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، في ظل استمرار الغياب الكامل للجنة المراقبة.

وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية»، إنّ الجانب اللبناني كثّف في الفترة الأخيرة جهوده لدى واشنطن لتحريك عمل اللجنة، بحيث تكون أداة التواصل الضرورية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، لكن الجانب الأميركي الذي يرئس اللجنة لم يتجاوب مع الطلب، وهذا ما اعتبره لبنان، وفقاً للمصادر، استجابة أميركية لمنطوق الاتفاق الجانبي الملحق باتفاق وقف النار، والذي يطلق يد إسرائيل للعمل عسكرياً ضدّ أي هدف في لبنان تعتبره تهديداً لأمنها، وتجلّى ذلك في ابتعاد رئيس اللجنة الأميركي السابق عن مهمّاته كلياً، وكذلك الجنرال الذي خلفه أخيراً في هذا الموقع.

وأضافت هذه المصادر «أنّ هذا التراخي الأميركي على المستوى الأمني تجري ترجمته سياسياً أيضاً من خلال تباطؤ الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس في تحديد موعد لزيارتها المنتظرة لبيروت هذا الشهر. وهذا التباطؤ يوحي بأنّ واشنطن تراهن على تحولات خارجية ستؤثر في شكل حاسم على الوضع اللبناني، وأبرزها المفاوضات الأميركية – الإيرانية».

اتصالات ومواقف

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي يستعد لزيارة الكويت بعد غد الأحد، قد تتبع الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة النبطية، وتلقّى تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الأماكن التي طاولها القصف الإسرائيلي ونتائجه.

فيما أكّد رئيس الحكومة نواف سلام خلال جولة له في البقاع أمس «انّ الانتهاكات الإسرائيلية يجب ان تتوقف بأسرع ما يمكن».

كذلك كانت هذه التطورات ومجمل القضايا المطروحة داخلياً موضع بحث بين رئيس مجلس النواب نبيه والنائب ميشال المر الذي زاره في عين التينة أمس.

وإلى ذلك دعت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها أمس برئاسة النائب محمد رعد الحكومةَ إلى «اعتماد سياسة جادّة وواضحة وضاغطة تلاحق من خلالها القوى الدولية النافذة، لاسيما تلك التي تدّعي صداقة لبنان، لكي تقوم بما عليها من وقف دعمها وتبريرها لاعتداءات الكيان الصهيوني وانتهاكاته المستمرة للسيادة الوطنيّة اللبنانية وارتكابه لأكثر من 4 آلاف خرق واعتداء، حتى الآن، لإعلان وقف إطلاق النار، وفقاً لما أعلنه أخيراً قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، فضلاً عن إعاقته لعودة الأهالي إلى قراهم الأماميّة وتعطيله عملية إعادة الإعمار للمنازل والمحال والبنى التحتيّة المدمّرة، وتهديده الدائم للأمن والاستقرار للبلاد، في ظلّ صمتٍ مريب ومسرحي تلتزمه ما تُسمَّى بالدول الضامنة».

غارات متتالية

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار مرّات عدة متتالية ابتداءً من الحادية عشرة والربع قبل الظهر على منطقة النبطية، مستهدفاً الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان، وتركّزت معظم الغارات على أحراج علي الطاهر والموقع الأثري السابق، وأحدث دوي الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة تردّدت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب، وأثارت اجواءً من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع معظمهم إلى المدارس لإجلاء أولادهم الطلاب، وتسبب الهلع بازدحام السير في الطرق، فيما توجّهت عشرات سيارات الاسعاف نحو محيط المناطق المستهدفة.

وأعلن مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أنّ الغارات أدّت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيدين وإصابة 8 أشخاص بجروح.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي «أنّ طائرات سلاح الجو هاجمت موقعًا لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لحزب الله في منطقة جبل البوفور (الشقيف) جنوب لبنان». وبحسب ادرعي، فإنّ الغارات استهدفت عناصر ووسائل قتالية، وآباراً. ولفت إلى انّ الموقع المستهدف يُعدّ جزءًا من مشروع تحت الأرض استراتيجي، وانّه خرج عن الخدمة نتيجة الغارات». وشدّد على «أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي تهديد لأمن إسرائيل، وسيمنع أي محاولة لإعادة بناء قدرات حزب الله».

خرائط فرنسية

في غضون ذلك، واستناداً الى نتائج زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة لفرنسا، زار سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو أمس وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، وسلّمه نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناءً لطلب لبنان وللوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية بتزويد لبنان هذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.

انتخاب البابا

من جهة ثانية، وفي حدث تاريخي، أُعلن أمس من الفاتيكان عن انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، حاملًا اسم «ليون الرابع عشر»، خلفًا للبابا فرنسيس الذي توفي في 21 نيسان الماضي. وقد أُعلن عن الانتخاب بعد ظهور الدخان الأبيض من مدخنة كابيلا سيستينا، إيذانًا بتعيين البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة.

وقد هنأ الرؤساء الثلاثة وشخصيات رسمية وسياسية متعددة بانتخاب البابا، الذي هو أول أميركي يتولّى هذا المنصب في تاريخ الفاتيكان.

وهنأ الرئيس عون، الكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع بانتخاب البابا الجديد، معربًا عن أمله في «أن يكون هذا الاختيار نقطة تحول مهمّة في تاريخ الكنيسة». وقال: «ندعو الله أن يمدّ البابا لاوون الرابع عشر بالصحة والعافية والحكمة ليقود الكنيسة في هذه المرحلة المهمّة من تاريخها، وأن يوفقه في مساعيه لنشر رسالة المحبة والسلام في العالم أجمع». وأضاف: «نتمنى أن يعزز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، وأن يكون عهده مليئًا بالإنجازات التي تخدم الإنسانية جمعاء».

وبدوره الرئيس بري أبرق مهنئاً البابا لاوون الرابع عشر جاء فيها: «متمنياً لكم التوفيق والسداد في أداء رسالتكم في ترسيخ قيم العدالة وتعزيز الحوار بين الأديان بما يخدم الكرامة الإنسانية وإفشاء مبادئ وأسس السلام والمحبة بين بني البشر» .

كذلك هنّأ الرئيس سلام البابا بانتخابه. وقال عبر حسابه على منصة «إكس»: «أهنئ الكنيسة الكاثوليكية والمؤمنين في لبنان والعالم بانتخاب قداسة البابا لاوون الرابع عشر. أدعو أن يوفَّق في حمل رسالة الانفتاح والسلام، وتعزيز ثقافة الحوار، وخدمة كرامة الإنسان في كل مكان».