الاحداث - ألقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في افتتاح المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الاسلامية في المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران، دعا فيها الدول العربية والاسلامية الفاعلة الى التعاون والتنسيق لمواجهة الاخطار التي تواجه الأمة في هذه المرحلة"، محددا الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية ومصر وتركيا. وعرض لواقع الاوضاع اللبنانية في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر والاحتلال للاراضي الجنوبية.
وكان المؤتمر افتتح أعماله صباح اليوم في قصر الموتمرات في طهران، برعاية وحضور رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود بزشكيان الذي جلس العلامة الخطيب الى جانبه على المنصة الرئيسية التي ضمت ايضا رئيس التجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الشيخ حميد شهرياري ومفتي كرواتيا ورئيس المجلس الملي في باكستان الذين كانت لهم كلمات في الافتتاح، إضافة الى السيد عمار الحكيم.
كانت كلمة الختام للرئيس الإيراني بزشكيان. وشارك في الافتتاح من لبنان أيضا الامين العام لـ"تجمع علماء المسلمين" الشيخ غازي حنينة والشيخ زهير الجعيد.
وألقى العلامة الخطيب كلمته موجّها الشكر للجمهورية الاسلامية على الدعوة وهنأ القائد السيد الخامنئي والحضور والعالم الاسلامي بذكرى ولادة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله.
وجاء في كلمة الخطيب: "اتقدم بالشكر لمجمع التقريب بين المذاهب على اقامة هذا المؤتمر والدعوة لنا للمشاركة في اعماله، ونسأل الله تعالى لهم ولنا التسديد والنجاح في المساهمة الجادة والمسؤولة في توحيد الأمة لمواجهة التحديات الحضارية التي تواجهها كأمة، في مرحلة مصيرية وتاريخية يراد فيها الغاء منجزاتها الفكرية والعلمية ومساهمتها في صناعة الحضارة الانسانية، التي تعود في جذورها الثقافية والفكرية اليها على مدى التاريخ البشري ومنذ بداية وجوده على هذه الارض وحتى الآن، وخصوصا مع بعثة النبي الخاتم وما حملته رسالته العالمية من مبادئ وقيم حددت للإنسان فلسفة وجوده، والمهمة التي كلف بها، وهي خلافة الله تعالى على الارض قبل إيجاده، وكان أن أطلع الباري تعالى ملائكته ليعطي لخلق الإنسان هذه الكرامة ويامرهم بالسجود خضوعا للإرادة الإلهية وتكريما للإنسان".
أضاف: "كشف ذلك الحوار بين الباري تعالى وملائكته عن حجم التحديات التي ستواجهها البشرية في مسيرتها، وهي ليست مقتصرة على فترة زمنية محددة وانما ستصاحبها على مدى التاريخ البشري. وكانت البشارات الإلهية أن هذه المسيرة ستحسم في النهاية وتتحقق فيها الغلبة لصالح الاهداف الالهية ورسالة هذا النبي العظيم الحقة على يدي حفيد هذا النبي العظيم القائم المهدي عج، مؤيدا بنبي الله وكلمته عيسى ابن مريم على نبينا واله وعليه السلام. ومن البداية كان الصراع بين اتجاهين: اتجاه معنوي واخلاقي تقوده قيم السماء، واتجاه عنصري مادي خال من القيم الاخلاقية والالهية مقطوع الصلة بالله تعالى يسف في حب الذات والانا، شيطاني المثل، يرفض الانصياع لارادة الله تعالى منطلقا من الذاتية والانانية والعنصرية وروح التكبر... وقد مثلت هذه المبادئ المتعارضه روح الصراع على مدى التاريخ بين اتباعها الى يومنا هذا ويدور التجاذب المر والدموي بين الاتجاهين في الدول والمجتمعات، بل في داخل كل فرد، بين النزعات الغرائزية الحيوانية وبين المبادئ المعنوية والقيم الالهية فهو صراع يبدأ من داخل الذات ويمتد الى المجتمعات البشرية. ويتضمن مفهوم الخلافة مسؤولية الإنسان عن خياره واختياراته، في كل ما يواجهه من تحديات".
وتابع: "اليوم والأمة تخوض الصراع مع الغرب، فإن من شروط انتصارها أن تحدد طبيعة هذا الصراع، وأن تستفيد من دروس الهزائم التي منيت بها. نتيجة الضياع الذي اصابها، ولم يكن هذا الضياع الذي أفقدها بوصلتها، ومنعها من تحديد وجهة الصراع وطبيعته، أمرا فجائيا فهو من نتائج التحولات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية ، التي تخضع لقوانين وسنن الإجتماع البشري، التي تفضي إلى تلك النتائج عندما تتوفر الأسباب.
ولقد كانت بدايات التحول في طبيعة الصراع عن مساره ، مرتبطة بالتحول والابتعاد عن الأهداف الإلهية التي حددها الباري للإجتماع السياسي البشري. قال تعالى: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من رأى منكم منكرا فلينكره بيده فإن لم يستطع فلينكره بلسانه فمن لم يستطع فلينكره بقلبه وهو اضعف الايمان.
فعندما تحول الحكم إلى هدف لذاته، بدل أن يكون الحكم وسيلة لتحكيم القيم الالهية، بدأت تتكون مع هذه المرحلة بذور الهزيمة واصبحت المعركة مع القوى التي تواجه الاسلام محكومة بموازين القوى المادية دون تدخل الهي لصالح المسلمين، لأن المعركة أصبحت في ساحة الآخرين ووسائلهم، فالهزيمة كانت في أصل اختيار المنهج الغربي في مواجهة الغرب، وترك البعد السماوي الحاضر دائما لمن اراد الاستعانة به. لذلك فإن الانتصارات التي تحققت لم تكن قائمة على اساس قيم الاسلام الحضارية، وانما على أسس مادية بحتة فالاهداف التي خيضت الحروب من اجلها في الماضي ما كانت إلهية، بل استخدم فيها الدين لاغراض توسعية ومن اجل تقوية بنى الحكم واقتداره لذاته. وهي نفس الاهداف التي تحكم اهداف الغرب اليوم من تحقيق الهيمنة والسيطرة والنفوذ اي لتعزيزالقوة الغاشمة".
واستطرد الخطيب: "لذلك خضعت كما قلت نتائج الصراع لموازين القوى المادية. ولأن نتائج الحروب التي خاضتها الانظمة المتتالية في المراحل الماضية من تاريخ الامة، لم تجير لمصلحة اهداف الأمة المعنوية والحضارية والإلهية، بل لخدمة الأنظمة والحاكمين فيها سرعان ما تقهقرت وانهزمت امام الرد الغربي، اذ استطاعت القوى المعادية ان تسترد انفاسها لتخوض معركتها مع المسلمين من منطلقات حضارتها المادية المعادية للاسلام، فيما كانت الأنظمة في العالم الإسلامي قد استبعدت شعوبها ، فوفرت بهذا الإستبعاد لطاقات الأمة أسباب الهزيمة.
ولقد كان نجاح الجمهورية الاسلامية الايرانية، في معركتها مع الإستكبار العالمي ،حصيلة استحضار واستنهاض طاقات الأمة الايرانية على اسس واعية، ونتيجة رؤية عميقة لحقيقة الصراع، وانه في الأصل صراع حضاري يحتاج الى حشد قوى الامة المعنوية قبل المادية، وان هذه الأمة لن تستعيد قوتها إلا بإنجاز وحدتها وتكامل قواها، فكانت وحدة الأمة الإسلامية اولوية من اولويات ثورة الشعب الايراني المسلم وشعارا من شعاراتها الاساسية. حيث تبنى الشعب الإيراني بكل اريحية هذا الشعار الذي اطلقه الامام الخميني حاملا بصدق لواء قضية الشعب الفلسطيني والعداء للغرب الذي لم يزرع هذه الغدة السرطانية في قلب العالم الاسلامي الا ليطلق حربه العدوانية ضد الاسلام من منطلق حضاري كما عبر زعماؤه ومفكروه ومنظروه وكما عبرت ايضا ممارساته المختلفة عبر بناء ودعم بعض المنحرفين كسلمان رشدي وغيره ممن اعدهم الغرب لضرب الاسلام من الداخل او عبر تحقير الاسلام".
وقال: "وقد وصل الأمر إلى ما نحن فيه من اظهار عجز الامة في مواجهة الكيان الغاصب وأمام أفظع الجرائم التي ترتكب اليوم في غزة ولبنان وسوريا. وذلك في عملية غسل دماغ للعرب والمسلمين بعد ان اثبتت الجمهورية الاسلامية ما تختزنه الامة من قدرات هائلة واستطاعتها عبر ما قدمته من ثبات وصمود جبار امام محاولات الغرب لاسقاطها واسقاط القناعات التي تولدت لدى الامة بامكانية التحدي والانتصار وان الغرب وما يمتلكه من قوة عسكرية واقتصادية واعلامية جبارة ليس قدرا محتوما، وان الهزيمة ليست إلا هي نتاج تأثير الحروب النفسية لدى الأمة.
وأبرز ما دحض سرديات الحروب النفسية والتلاعب بالوعي هو ما حققته المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة بشكل عام من انتصارات على الغرب، الذي ادى به الخوف من التداعيات التي ظهرت في تعاطف العالم العربي والاسلامي مع المقاومة ان يقود المعركة ضدها بشكل سافر وان يتدخل بشكل مباشر، بعد ان تبين عجز قاعدته العسكرية في فلسطين عن مواجهة المقاومين، مما ساهم في كشف حقيقة الصراع وحقيقة المعتدي، فأصبح واضحا أن الغرب بكله وكلكله هو من يقود العدوان مستخدما كل ادواته واساليبه الخبيثه في محاولة تحويل الصراع معه وتضييع الامة عن اهدافها وجعلها معركة داخلية باحداث الفتنة بين مكوناتها حسب الظروف التي تحكم كل دولة من دول العالم - العربي منه بالاخص - فتارة يطلقها حربا قبلية وتارة يلونها بلون الطائفية والمذهبية ، وهكذا استطاع أن يشعل الحروب الداخلية بمساعدة من العاملين معه في الإقليم، وكانت النتيجة خروج بعض البلدان المهمة من الصراع ولكنه مع ذلك فشل في اخضاع المقاومة كتعبير عميق عن فشله في اخضاع الامة وكسر ارادتها واضطر الى استخدام كل الاساليب الهمجية في معركة غزة من القتل الوحشي والابادة والارتكابات الفاضحة والفضيحة في مخالفة القوانين الدولية والاعتداء على المنظمات الانسانية، مما اضطر المحكمة الدولية الى اصدار حكم ضد رئيس وزراء العدو، وهذه محطة بارزة تكمل فشل الكيان الغاصب في المواجهة العسكرية مع الجمهورية الاسلامية التي لجأ اخيرا للعدوان عليها باعتبارها رأس الهرم في هذه المواجهة، عند عجزه عن تحقيق أهدافه في إسقاط المقاومة في لبنان وفلسطين".
وأردف الخطيب: "لقد فشلت الى الان كل الخيارات التي استخدمها الغرب في اركاع الامة التي تمثل الجمهورية الاسلامية قيادتها الحقيقية الشجاعة والصلبة وتعبر عن خياراتها، وما تهديد الولايات المتحدة غير الرسمي بتصريحات البعض فيها والعدو الصهيوني عبر بعض وزرائه الا تعبيرا عن ضيق السبل في هذه المواجهة. كما فشلت اساليب الأعداء الخبيثة في تحويل المعركة الى معركة داخلية بين مكونات البلد الواحد عبر قوى مذهبية متخلفة من صناعته، ولم يحقق التهويل هدفه بالدعوة الى استخدام النووي في مواجهة الجمهورية الاسلامية والشعب الفلسطيني لكسب الحرب ضد المقاومة في غزة وهو نفس الاسلوب الذي استخدم في لبنان عبر دفع السلطة اللبنانية الى اتخاذ قرار نزع سلاح المقاومة".
وقال: "ان مرد هذا الافشال للمشروع الغربي وعدم قدرته على تحقيق اهدافه يعود إلى وعي طبيعة المعركة لدى قوى المقاومة والقوى التي تساندها في الامة، ونحن اليوم على ابواب مرحلة جديدة ستحدث زلزالا كبيرا لاحت بوادره بعد فشل المعركة السياسية التي خاضها الغرب على المقاومة وبيئتها في لبنان. لقد كان التراجع الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء اللبناني الاخيرة اعلانا عن فشل هذه الحملة السياسية، بعد فشل العدو في احداث هزيمة عسكرية، وفشله في الحرب النفسية والاعلامية لاخضاع بيئة المقاومة وجمهورها اللبناني من جميع الطوائف. واستطاعت المقاومة استعادة الوحدة الوطنية وهي احدى دعامتي القوة في لبنان بعد السلاح. ونحن اليوم في مرحلة تجاوزنا فيها بإذن الله هذه الحرب غير المتكافئة. ان وحدة الموقف للقوى الداعمة للمقاومة وفشل العدو في احداث خرق داخلها والوعي الذي تمتلكه بيئتها كان اقوى من كل اسلحته التي استخدمها في معركته الفاشلة، وكانت دماء الشهداء القادة وعلى رأسهم سماحة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شهيد الامة وكل القادة من فلسطينين ولبنانيين وغيرهم من ابناء هذه الامة الوقود الذي زود البيئة المقاومة باسباب الانتصار واعطاها الدفع للصمود والثبات".
وذكر الخطيب بالامام موسى الصدر و"أهمية ما قام به، ليس فقط في تأسيس المقاومة وانما في الجهد الذي بذله سواء على مستوى توحيد الامة وتنبيهها من خطورة المشروع الغربي المعادي على حاضرها ومستقبلها، وانها حرب حضارية تستهدف دينها وفكرها وثقافتها وحضارتها وتاريخها في حركته التي لم تهدأ ساعيا مع حكام العرب والمسلمين.
وما يهمني توجيه النظر اليه أيضاً أهمية الجهد الذي بذله دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري لافشال المؤامرة والتي اتت اكلها بنتائج وقائع مجلس الوزراء بعودة الحكومة عن قراراتها الخاطئة".
وقال :" نحن فهمنا الصراع على حقيقته وان الغرب يخوضه صراعا حضاريا ضد الاسلام في الثقافة والفكر ويريد انهاء الاسلام ثقافة وفكرا وتاريخا واخراجه من سجل التاريخ ، أما نحن فقد اعتمدنا على الله ،ولذلك فإن الصراع الذي نخوضه لا يستند الى موازين قوى مادية وانما الى موازين ايمانية (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) .
لقد فشل العرب واستسلموا لانهم استندوا في حروبهم الى موازين القوى المادية ولم يضعوا الله نصب اعينهم فخذلهم ووكلهم الى أنفسهم".
لقد وقفنا في كل مراحل هذه الحرب دون تردد الى جانب المقاومة ،وهذا ما يمليه علينا ديننا وضميرنا والمصلحة الوطنية والعربية والاسلامية ، ونحن اذ نقدر للجمهورية الاسلامية مواقفها التي لم تقصر في دعم الشعب اللبناني والدولة اللبنانية والمقاومة ،فإننا نعتذر عن الاساءات التي ووجهت بها كل مواقفها الشريفة الداعمة للبنان وشعبه ، سواء كانت الاساءات قد صدرت عبر مواقف من شخصيات لها مواقع رسمية كان الاولى ان تلاقي مواقف الجمهورية الإسلامية بعبارات الشكر وعرفان الجميل، او صدرت من غيرها ....
فهي لا تعبر الا عن اصحابها، اما الشعب اللبناني في أغلبيته الساحقة فيمكنني ان اقول انه يقدر هذا الدعم ويشكر لها كل اشكال الدعم والمساندة التي قدمت فعلا او استعدادها لتقديم ما يحتاجه على كل صعيد، بما فيه ما قدمته الجمهورية الإسلامية من مساعدات مالية في إعادة اعمار ما هدمه العدو في الحروب الماضية أو لتقديم المساعدات المالية لاعادة اعمار ما هدمه العدو في حربه العدوانية الاخيرة. وكذلك على الصعيد الطبي والاهتمام بجرحى البيجر واللاسلكي وغيرها وسيأتي اليوم الذي يعبر فيه الشعب اللبناني عن حقيقة موقفه من الجمهورية الاسلامية وهو بإذن الله ليس ببعيد.
أيها الأخوة المؤتمرون
لعلكم تسألون في هذه المناسبة الكريمة عن واقع لبنان الذي جئنا إليكم منه ،حاملين هموما تثقل كاهل أبنائه ،لا سيما أولئك الذين تحملوا وزر العدوان الصهيوني الغاشم قتلا وتدميرا وتهجيرا.
واسمحوا لي أن أعرض لكم بهذه المناسبة الواقع اللبناني المرير في ظل العدوان الصهيوني المستمر ،على الرغم من اتفاق وقف النار الذي رعته دولتان كبريان هما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2024 ،أي قبل أكثر من عشرة أشهر. وفي حين إلتزمت المقاومة في لبنان بحيثيات هذا الاتفاق وما تزال ،فإن إسرائيل ضربت ببنود هذا الاتفاق عرض الحائط ،ولم تلزمها الدول الراعية بذلك ،بل تدعمها في هذا الأمر.
خلال 10 أشهر أقدمت إسرائيل على الأعمال العدوانية الآتية:
أولا: في وقت لم تستطع إسرائيل التقدم أكثر من بضعة أمتار خلال الحرب العدوانية نتيجة التصدي البطولي لرجال المقاومة، فإنها بعد وقف النار إحتلت منطقة واسعة من الحدود الجنوبية ودمرت 47 بلدة جنوبية تدميرا كاملا أوجزئيا بواسطة المتفجرات والجرافات، ومنعت الأهالي من العودة إليها،على الرغم من وجود الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية في هذه المنطقة ،مستغلة إلتزام المقاومة بوقف النار، وهي ما تزال حتى الآن تتمركز في سبع تلال وترفض الانسحاب منها.
ثانيا: خلال الأشهر العشرة الماضية شن الطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي مئات الغارات على الأراضي اللبنانية ،في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، واغتال أكثر من 260 شهيدا معظمهم من المدنيين كانوا في سياراتهم أو في منازلهم على كامل الأرض اللبنانية بحجة أنهم ينتمون للمقاومة.
ثالثا: ما تزال إسرائيل تمنع أهالي معظم البلدات المدمرة من العودة إلى مناطقهم، وتحول بينهم وبين إعادة إعمار منازلهم ومؤسساتهم، حيث هناك أكثر من مائة ألف نازح جنوبي ما يزالون خارج بلداتهم ومنازلهم ،في حين لم تقم الدولة اللبنانية بإيوائهم بحجة غياب المساعدات ،بينما تقوم المقاومة بهذا الجهد في ظل حصار مالي خانق على لبنان ،وصل إلى حد منع المغتربين اللبنانيين من إدخال أموالهم إلى لبنان لمساعدة أهلهم ومصادرة ما وقعت ايدي السلطة عليه
رابعا: في المقابل تضغط الولايات المتحدة الأميركية بكل قوتها على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة كشرط لفك الحصار عن لبنان ،وهي تدعم إسرائيل في هذا المنحى".
ولفت الخطيب الى ان "هذا غيض من فيض المعاناة التي يكابدها اللبنانيون اليوم ،في غياب أي دعم معنوي اومادي ممن يفترض بهم أن يهبوا لنجدتهم،اللهم إلا من الجمهورية !الإسلامية التي يُمنع عليها اليوم أن تمد يد العون لشعب لبنان المظلوم.
لذلك أضع هذه الوقائع في عهدتكم لعلكم تنقلون إلى دولكم هذه الصورة من المأساة.ولا أريد هنا أن أحدثكم عما يجري في غزة والضفة الغربية وفي سوريا ،فأنتم تشاهدونه على الشاشات ،وبالتالي أعتقد أن الأخوة الفلسطينيين المشاركين في هذا المؤتمر سينقلون لكم الصورة.
اخيرا اتمنى لاعمال هذا المؤتمر النجاح في وضع الخطط المناسبة لتحقيق الاهداف التي حددها لمصلحة توحيد الامة في معركتها الحضارية الخطيرة.
وختاما، دعا العلامة الخطيب الدول العربية والاسلامية الفاعلة، ايران والسعودية ومصر وتركيا، الى "التعاون والتنسيق لمواجهة الاخطار التي تواجهها الامة جمعاء".