الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"
يعيش لبنان الرسمي حالة ترقب وانتظار لما سيحمله الموفد الاميركي توم براك من تل ابيب رداً على الورقة- الأهداف التي اقرها مجلس الوزراء اللبناني ليتبين له ما ستكون عليه المرحلة، وسط رهان وأمل بأن يأتي الجواب ايجابياً بحيث تلتزم اسرائيل الورقة وتبدأ تنفيذ انسحابها وتسليم الاسرى لديها، على نحو يخفف الضغط عن الحكومة اللبنانية والإحراج عن "حزب الله" الموضوعة رقبته تحت السيف وفق تعبير مرجع رسمي رفيع.
ويرتكز هذا الرهان على ما يمكن ان تمارسه الولايات المتحدة من ضغوط لدفع اسرائيل لتقديم خطوة تقابل الخطوة اللبنانية بهدف تنفيس الاحتقان الداخلي، وإبعاد شبح التهويل والتهديد بالحرب الاهلية، على نحو يسحب صاعق التفجير ويثبت اتفاق وقف النار، ويتيح للبنان المطالبة بالخطوة الثانية المتعلقة بعقد مؤتمر دولي للدعم واعادة الإعمار.
لا يخفي المرجع الرفيع قلقه مما يعتمر اللبنانيين من مخاوف ومشاكل على مختلف الصعد ولا سيما الأمنية منها، لكنه في المقابل يبدو مطمئناً لثبات الجيش وقدرته على السيطرة على اي تفلت امني، بالرغم من تشتت وتعدد الجبهات المفتوحة عليه، من الجنوب حيث يستكمل انتشاره في جنوب الليطاني إلى الداخل حيث التهديدات بزعزعة السلم الأهلي وصولاً إلى الحدود الشمالية الشرقية، علماً ان المرجع يقلل من شأن التهديدات الواردة من هناك، ويؤكد ان العلاقات مع سوريا تسير في شكل جيد كاشفاً عن زيارة وفد رفيع الأسبوع المقبل إلى بيروت.
وفي حين يجري العمل على ضبط الاوضاع الداخلية ومنعها من الانزلاق إلى اي مواجهات، فإن التحديات تكمن في العلاقة بين المرجعيات الرسمية ومع الحزب المدعو إلى التعقل، كما في ما ستكون عليه جلسة مجلس الوزراء بعد العطلة والتي ستتناول خطة الجيش لسحب السلاح. وفي هذا السياق، تكشف المعلومات ان العلاقة بين رئيسي الجمهورية والمجلس جيدة، والتواصل قائم مباشرة او عبر المستشارين، وقد سجلت قبل يومين زيارة مستشار رئيس الجمهورية اندريه رحال إلى عين التينة. كما ان الحوار مع الحزب يتواصل على مستوى الوسطاء، وقد اصدر الحزب بيانا في هذا الشأن منعاً للتأويل والاستنساب، علماً ان اوساط قصر بعبدا نفت ان يكون مسؤول التنسق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا زار بعبدا. اما في ما يتصل بموقف الجيش، فعلم ان قيادته في صدد وضع الخطة تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء، وسترفعها إليه، ولكن ليس ضمن المهلة بل ستطلب استمهاله أسبوعين إلى حين توفر واستكمال كل المعطيات المحيطة بالعمليات المرتقبة، سيما وان وحدات الجيش تقوم حاليا بالانتشار جنوب الليطاني ولم تنهِ انتشارها بعد، كما ان عمليات تفجير الذخائر تتطلب وقتاً اطول مما كان متوقعاً وغيرها من المعوقات التي لا يقدر حجمها ومخاطرها إلا الجيش.
من هنا، فإن لبنان يعتبر انه انجز الخطوة الاولى باتخاذ قرار حصر السلاح، وهو لن يقدم على الخطوة الثانية الكامنة في إعلان خطة الجيش قبل ان تبادر إسرائيل إلى التجاوب مع الخطوة الاولى للبنان.