Search Icon

أوسع وفد أميركي ينقل "الموقف الثابت الواحد"... تلويح "بمعاهدة دفاعية" بعد "المنطقة الاقتصادية"

منذ 3 ساعات

من الصحف

أوسع وفد أميركي ينقل الموقف الثابت الواحد... تلويح بمعاهدة دفاعية بعد المنطقة الاقتصادية

الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول:"على رغم الطابع اللافت الذي اقترب من صفة استثنائية لوجود وفد أميركي رفيع المستوى ومشترك التركيبة بين موفدين بارزين للإدارة الأميركية واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ وعضو في مجلس النواب في بيروت، برزت سمة لافتة أكثر إثارة للاهتمام تمثلت في ترداد الأعضاء الخمسة للوفد نبرة ولغة ومفردات موحّدة تدور كلها عند "نزع سلاح حزب الله" بلا زيادة أو نقصان، كأبجدية استباقية لترجمة كل الدعم الأميركي المطلوب كما لإلزام إسرائيل بترجمة سياسة "الخطوة مقابل خطوة". اتخذت زيارة الوفد الأميركي المواكبة للزيارة الخامسة التي يقوم بها موفد الرئيس الأميركي توم برّاك لبيروت ومعه الموفدة العائدة حديثاً بكامل الصلاحيات مورغان أورتاغوس، طابعاً متشدداً لجهة تظهير موقف أميركي لا يبتعد عن اشتراطات إسرائيل بوجوب أن ينفّذ لبنان خطة حصر السلاح في يد الدولة لكي تنهي إسرائيل احتلالها للنقاط الخمس وتلتزم اتفاق وقف الأعمال العدائية. ولكن الزيارة تجاوزت هذا الهدف وحده لتبلغ رسم آفاق بعيدة من مثل حديث برّاك عن "تعويض" مقاتلي "حزب الله" لدى تسليمهم السلاح أو الحديث عن "المنطقة الاقتصادية" في الجنوب. ولعل الأكثر إثارة للاهتمام برز في كلام هو الأول من نوعه لمّح إليه السيناتور ليندسي غراهام عن فكرة "معاهدة دفاعية" بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان لحماية التنوع الديني فيه. ومع ذلك، بدا واضحاً أن الأميركيين رموا الكرة في ملعب لبنان والتزامه نزع السلاح، ولكن أفضى الشعار العام لـ"اليوم الأميركي الطويل" إلى انتظار خطة قيادة الجيش اللبناني التي سيبحثها مجلس الوزراء في الثاني من أيلول وعندها يبنى على الشيء مقتضاه. 
 
 
وقد ضم الوفد الأميركي الذي جال على الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش، كما زار مساء الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من دون حضور اورتاغوس، السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جون ويلسون، بالإضافة الى الموفدين برّاك وأورتاغوس والسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون. 
 
الموفدة مورغان أورتاغوس تتحدث بهمس إلى توم برّاك قبيل المؤتمر الصحافي في القصر الجمهوري أمس. (نبيل اسماعيل)
الموفدة مورغان أورتاغوس تتحدث بهمس إلى توم برّاك قبيل المؤتمر الصحافي في القصر الجمهوري أمس. (نبيل اسماعيل)
 
أبرز الخلاصات والمواقف التي أعلنها برّاك تمثلت في قوله من بعبدا: "ما نستطيع أن نقوم به لـ"حزب الله" هو أن نريه أن لا أحد يحتاج السلاح ولا أحد يريد أن يرى حرباً أهلية. وجواب إسرائيل كان أيضاً تاريخياً. وهذا ما قالوه لي شخصيا وقالوه للرئيس ترامب وصرّحوا به في بيانات. والجهد الذي سنقوم به هو للتأكيد أن حزب الله ليس مسلحاً وليس عدائياً بحقهم، وهم سينسحبون بالطريقة نفسها. وما سنقوم به هو أن حكومتكم في الأيام المقبلة ستقدم اقتراحاً وخطة اقتراح لما هو في نيتها القيام به لنزع سلاح حزب الله. وعندما ترى إسرائيل ذلك، سيقدم الإسرائيليون الاقتراح المقابل، وما سيقومون به لجهة الانسحاب وضمان حدودهم أيضاً والنقاط الخمس، مقابل ما سنعرضه عليهم من الجهة اللبنانية".
 
وبرّر الحديث عن المنطقة الاقتصادية "بأننا في حاجة إلى بديل، وتحدثنا أيضاً عن طرف آخر خارجي هو إيران التي تموّل هنا حزب الله والبلديات التابعة لـ"حزب الله". إذاً كيف نستبدل ذلك؟ نأتي بدول الخليج في الوقت نفسه لمنطقة شبيهة بمنطقة اقتصادية. وسيكون هناك عمق بالتفكير بها في الأسابيع المقبلة".
 
ولفت إلى أن "الجيش اللبناني وحكومتكم ستعرض خطة وسيقولون لـ"حزب الله" كيفية نزع السلاح. هذا لا يجب أن يكون عسكرياً. نحن لا نتحدث عن حرب. نحن نتحدث عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن هذه الأسلحة". وفي ما يتصل بالتمديد لليونيفيل، أكد أن "موقف وزير الخارجية الأميركية أننا سنوافق على التمديد لها سنة".
 
أما أورتاغوس، فقالت: "إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة، وسنساعد الحكومة للمضي قدماً في القرار التاريخي ونشجّع إسرائيل على القيام بخطواتها". ومن عين التينة حيث سئلت تعليقها على خطاب الشيخ نعيم قاسم أمس، قالت أورتاغوس: "هو مثير للشفقة".
وبرز بين تصريحات أعضاء وفد الكونغرس كلام السيناتور غراهام الذي قال: "عندما يتم نزع سلاح حزب الله على يد الشعب اللبناني، ونقل السلطة من الميليشيات إلى الجيش اللبناني، عندها سيكون هناك حوار مختلف مع إسرائيل. لكن كل ما يُقال سيبقى مجرد كلام ما لم يحدث تغيير فعلي. إسرائيل لن تنظر إلى لبنان نظرة مختلفة حتى يقوم لبنان بخطوة مختلفة. وتلك الخطوة هي نزع سلاح عدو الشعب الإسرائيلي. لا تسألوني أي أسئلة عمّا ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح حزب الله". كما تساءل "لماذا لا نقيم علاقة مع لبنان نلتزم من خلالها فعليًا بالدفاع عمّا تقومون به؟ إنني أعتقد أنّ من مصلحة الولايات المتحدة الدفاع عن التنوّع الديني، سواء كنتم دروزًا أو علويين أو مسيحيين أو غير ذلك. إنّ فكرة أن يكون لأميركا يومًا ما اتفاقية دفاع مع لبنان ستُحدث تغييرًا في لبنان لا يشبه أي أمر آخر يمكنني تصوّره. ولماذا أدافع عن هذه الفكرة؟ لأنني أريد أن أدافع عن التنوّع الديني. وأريد لأولئك الذين يسعون إلى تدمير هذا التنوّع الديني أن يفهموا أنّ أيامهم باتت معدودة". ومن المقرر أن يقوم برّاك اليوم بجولة على الحدود اللبنانية الجنوبية وترافقه بعثة وصفت بانها تقنية. 
أما الموقف اللبناني، فأبلغه الرئيس جوزف عون إلى الوفد، فجدد "التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني لوقف الاعمال العدائية والذي أقر برعاية أميركية- فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع". وجدّد "التزام لبنان ورقة الإعلان المشتركة الأميركية- اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء". وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على "استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كل المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الأمن والاستقرار في لبنان، متمنياً على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصا مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان لدعم والإسراع في مساري إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي".
وبدوره، شدّد الرئيس نواف سلام على "أنّ مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه"، لافتًا إلى أنّ "الحكومة ثبّتت هذا التوجّه في جلسة 5 آب، حيث اتُّخذ قرار حازم بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء، وهو ما سيُعرض الأسبوع المقبل. وأكّد أنّ هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر". كما أعاد تأكيد "التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير برّاك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرّها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب، مشدّدًا أمام الوفد على أنّ هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية".
 
ولوحظ أن عين التينة لم توزّع أي معلومات علنية رسمية عن موقف الرئيس نبيه بري أمام أعضاء الوفد، فيما نقل عنه لاحقاً أن أي تقدم لم يحصل.