الاحداث- كتبت صحيفة "الديار": أطاح أهالي الجنوب اللبناني برنامج عمل المبعوث الاميركي توم براك والوفد المرافق له، بمنعهم اياه من الدخول الى بلداتهم من خلال تجمعات وتظاهرات نظموها، ما أدى الى اقتصار جولته على ثكنة فرنسوا الحاج العسكرية في مرجعيون والتي كان قد وصلها على متن طوافة.
احتجاجات في الخيام وصور
اذ نفّذ عدد من أهالي بلدة الخيام تجمعاً احتجاجياً، رفعوا خلاله صور شهدائهم، رفضاً لزيارة المبعوث الأميركي توم براك إلى المنطقة، معبّرين عن استنكارهم لما وصفوه بـ«السياسات المنحازة» الى الولايات المتحدة. كذلك نددوا بالاساءة التي وجهها براك للإعلاميين اللبنانيين في قصر بعبدا، ورفعوا شعارات ولافتات استخدموا فيها ضده التعابير التي استخدمها متوجها للاعلاميين.
ولم تقتصر التحركات على بلدة الخيام، اذ نظّم مواطنون في مدينة صور وقفة احتجاجية أمام سرايا صور الحكومية، قرب ميناء الصيادين، رفضًا لزيارة براك إلى المنطقة. ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: «إسرائيل شر مطلق» و«أميركا الشيطان الأكبر»، كما رددوا هتافات تندد بالسياسات الأميركية والإسرائيلية، وألقيت كلمات خلال الوقفة عبّرت عن رفض الزيارة للجنوب، وخصوصًا لصور.
وتزامن ذلك مع إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني، سواء في الخيام او في صور، حيث رفعت اعلام حزب الله وحركة «أمل» وصور الشهداء.
الوضع «سيىء»
يأتي ذلك بالتوازي مع تبلور نتائج سلبية لزيارة الوفد الاميركي الى بيروت، وهو ما عبّر عنه صراحة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حديث صحافي قائلا:»أتونا بعكس ما وعدونا» واصفا الوضع بـ «السيىء».
وبحسب المعلومات، يُطل بري بكلمة متلفزة يوم الأحد المقبل في ذكرى تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه. وتشير مصادر مطلعة في حديث لـ «الديار» الى انه «ستكون له مواقف حاسمة خلال هذه المناسبة ترسم ملامح المرحلة المقبلة، وبخاصة ان هذه الاطلالة تأتي قبل يومين من موعد جلسة مجلس الوزراء المقرر ان تبحث خطة الجيش لحصرية السلاح».
وأوضحت مصادر حكومية ان «موعد الجلسة لا يزال محددا في الثاني من ايلول» لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «الخطة محاطة بالكثير من السرية ولن يتم اطلاع أحد عليها قبل موعد الجلسة».
وبحسب المصادر المطلعة، فان ابرز ما يمكن استخلاصه من زيارة الوفد الاميركي الى بيروت انها «اطاحت استراتيجية الخطوة مقابل الخطوة بعد فشل مساعي براك في إقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانسحاب ولو من نقطة واحدة من النقاط المحتلة، بعد اقرار الحكومة حصرية السلاح او حتى بالالتزام بالورقة الاميركية التي تقول بوحوب وقف الخروقات والاعتداءات بالتوازي مع قرار الحكومة اللبنانية». وتضيف المصادر: «قالها الوفد بأكثر من طريقة، ان اسرائيل لن تنسحب من النقاط المحتلة قبل نزع سلاح حزب الله، ما يعني الاطاحة بكل بنود الورقة وبكل التفاهمات التي تمت ويحرر الحكومة اللبنانية من مواصلة تنفيذ ما ورد في هذه الورقة».
ورقة الشارع
وتشير المصادر الى ان «الثنائي الشيعي» سيحدد خطواته المقبلة تبعا للقرارات التي ستتخذها الحكومة في جلسة الثاني من ايلول، مع استبعاد ان تكون هناك دعوة لتظاهرات واعتصامات بالتوازي مع انعقاد الجلسة التي سيشارك بها وزراء «الثنائي»، مضيفة:»هناك وجهتا نظر في صفوف «الثنائي»، الاولى تقول انه آن اوان استخدام ورقة الشارع المضبوط، لان الحكمة والوعي اللذين تنتهجهما قيادة الثنائي يقرأهما البعض كنوع من الضعف، فيما الوجهة الثانية الغالبة تقول بعدم استخدام هذه الورقة في المرحلة الحالية، لان الامور قد تنجرف فجأة الى ما لا تحمد عقباه نتيجة دخول طابور خامس على الخط».
الكرة في ملعب عون؟
في هذا الوقت، رمى المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل الكرة في ملعب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون داعيا اياه لـ «وضع حدّ لهذه الانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة اللبنانية، وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة، وهي الجيش اللبناني، عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والاستقرار”، معبرا عن أمله، في تعليق له الأربعاء على زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت، في «إعادة النظر، شكلًا ومضمونًا، في التعاطي مع ما يحمله الموفدون الدوليون والإقليميون من توجهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي وتنتقص من حريته وسيادته”. واضاف:»أخوف ما نخافه هو جر البلد إلى حرب أهلية، جاء اتفاق الطائف لوأدها بعد معاناة طويلة ألمّت باللبنانيين».
تأجيل زيارة الوفد السوري
وبما ينسحم مع الجو السلبي الطاغي على المرحلة، أفيد يوم أمس الاربعاء عن تأجيل الوفد القضائي الأمني السوري زيارته إلى بيروت، التي كانت مقررة اليوم الخميس للبحث في الملفات العالقة بين البلدين، وعلى رأسها ملف السجناء السوريين، كما التحضير لزيارة يقوم بها وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني الى لبنان.
وقالت مصادر مطلعة ان «ما ادى الى تأجيل الزيارة التي طال انتظارها، هو عدم اعطائه مواعيد من قبل الوزراء المعنيين وتوكيل ممثلين عنهم بمقابلته، وبخاصة وزير العدل، بحيث ان الطرف السوري يولي اهمية استثنائية لملف السجناء السوريين، وكان يريد بته مع الوزير اللبناني كي يأتي الوزير السوري لاحقا ليوقع اتفاقا يتم للتوصل اليه». واضافت المصادر:»يبدو ان الشرخ كبير جدا بين لبنان وسوريا في مقاربة هذا الملف، في ظل اصرار دمشق على تسلم كل المحكومين ايا كانت القضايا التي حوكموا بها، ورفض الطرف اللبناني القاطع بتسليم المتهمين بالارهاب وبقتل عناصر في الجيش اللبناني».