أرض دير سيدة النجاة بصرما …مخيمات للنازحين أم مدينة صناعية ؟
الاحداث- قضية تأجير أملاك دير سيدة النجاة في بلدة بصرما - قضاء الكورة واقتلاع اشجار الزيتون وتحويل وجهة استعمالها تثير ضجة كبيرة في الأوساط الشعبية وتخوف على مصير المسيحيين في هذه المنطقة ولاسيما أن هذه الارض تعود ملكيتها لدير سيدة النجاة التابع للرهبانية اللبنانية المارونية.
ففي حين يتخوف بعض الاهالي من تحويلها الى مخيمات للنازحين السوريين وتغيير ديموغرافية المنطقة ، أبدى البعض الاخر اعتراضه على تشويه المنطقة وتوجيه الاتهام بارتكاب "مجزرة بيئية "من خلال قطع أشجار الزيتون المعمرة والتي يبلع عددها أكثر من 3000 شجرة وتشويه البيئة .
ووسط هذه الأجواء المتوترة كان لا بد من الاستفسار عن هذا الموضوع ولاسيما أنه أخذ حيزًا مهمًا من اهتمام الرأي العام ليس فقط الكوراني بل المسيحي،.
ولاستيضاح الامر، كان لا بد من التواصل مع أصحاب المشروع والجهة التي أجرت العقار .
وفي اتصال مع الرهبانية اللبنانية المارونية لسؤالها عن حقيقة الامر وما يحكى عن مشروع انشاء مخيمات للنازحين السوريين في البلدة، أكدت مصادر مطلعة في الرهبانية لوكالة "الاحداث ٢٤ " أن لا صحة لكل هذه المعلومات"، وقالت :"أن الاتفاق عقد بين رئيس دير بصرما ومؤسس جمعيّة WORK SMART ASSOCIATION النائب طوني سليمان فرنجية على إنشاء مدينة صناعيّة على العقارين رقم 1 و43 يملكهما دير سيدة النجاة بصرما ومساحتهما 160000 متر مربّع، مشيراً الى أن العقد وقع قبل إطلاع المجمع الديري في الرهبانية اللبنانية المارونية، علماً أن الارض تم استئجارها من الرهبانية في العام 2017 عبر الاب باخوس طنوس الذي كان يومها رئيسًا لدير بصرما."
وأشارت المصادر الى "أن تقريرًا عن طبيعة العقارين رقم 1 و43 (موضوع الخلاف) أعدّه أحد الخبراء المحلفين، بناء على طلب الأب باخوس طنوس في 14 أيار 2019 وضمنه أن العقارين يحتويان على بعض أشجار الزيتون واللوز ودوالي العنب. وهذه المعلومات مضللة إذ أن العقارين يحتويان على أكثر من 3000 شجرة زيتون وليس على بعض الأشجار، وهذا ما ضلل الرئيس العام للرهبانية في حينها الاباتي نعمة الله الهاشم، وضلل السفير البابوي المطران جوزاف سبيتري أيضًا والذي سمح للاباتي الهاشم في حينها بتأجير هذين العقارين بحسب ما ورد في التقرير، إضافة الى كل ذلك لا يحق للاب المسؤول توقيع العقد قبل مناقشته في المجمع الديري وأخذ الموافقة عليه. وهذا لم يحصل أبداً".
أضاف: "حاليًا هناك اتصالات تجري مع الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية ، لمعالجة هذا الموضوع والتأكد من أنه لن يكون هناك أي أضرار بيئية".
وشدد على "أن أي كلام عن إقامة مخيمات للسوريين هو عار عن الصحة جملة وتفصيلاً" ، مشيرًا الى "أن الملف حاليًا تحت إشراف الفاتيكان والرئاسة العامة للرهبانية، والرهبانية اللبنانية المارونية حريصة كل الحرص على الوجود المسيحي في لبنان والشرق وعلى تثبيت الناس في أرضهم".
رأي الجمعية
في المقابل، لفت المدير التنفيذي لمنطقة بصرما الصناعية المهندس جورج دحدح الى ان "كل ما يقال عن إقامة مخيمات للسوريين غير صحيح على الاطلاق ويخالف مبادئ الجمعية ومؤسسها النائب طوني فرنجية الذي كان اول من اعترض على وجود النازحين السوريين في لبنان منذ العام 2011."
وقال:" إن الجمعية هي جمعية لا تبغي الربح وتأسست بعلم وخبر رقمه 532 تاريخ 15 آذار 2017 وإحدى أهدافها تثبيت الناس في أرضهم وإيجاد فرص عمل لهم وهذا موجود في نص العقد" إيجاد فرص عمل لابناء الكورة وزغرتا وبشري" .
وأشار الى "أن الجمعية تقدمت في العام 2017 بطلب الى رئيس دير سيدة النجاة في بصرما الاب باخوس طنوس لاستئجار ارض لاقامة مدينة صناعية، والاب طنوس عرض علينا هذه الارض التي تبلغ مساحتها 160000 مترًا مربعًا".
أضاف :"نحن ساعدنا الاب طنوس ليقوم بتصنيف الارض فئة ثالثة ورابعة أي ما معناه أنه في أي مشروع صناعي إذا تم التصنيف فئة ثالثة ورابعة لا يوجد فيها أي انبعاثات حرارية أو أي انبعاثات تضر بالبيئة"،
ولفت الى "ان المشروع سيقام حاليًا وكمرحلة أولى على مساحة 30 الف متر فقط، حيث تم اقتلاع حتى الان 33 شجرة زيتون فقط وسيتم العمل لاحقًا على اقتلاع 400 شجرة فقط من أصل 3129 شجرة وسيتم نقل الاشجار التي تم اقتلاعها الى أرض محاذية لاعادة زرعها بعدما تم تجهيزها ".
ورداً على سؤال عن الصور التي يتم تناقلها عبر وسائل الاعلام عن شجر الزيتون التي تم اقتلاعها، قال "إن هذه الصورة قديمة ولا تعود للاعمال التي نقوم بها حاليًا".
وعن اعتماد عبارة "الأرض «سليخ» في مقدمة العقد، برر المهندس دحدح الى أن هذه العبارة وردت في الافادة العقارية للعقارين صادرة قديمًا لكون أشجار الزيتون المزروعة في الارض ليست قديمة العهد بل حديثة، ولهذا تم اعتماد العبارة نفسها في العقد كما وردت في الإفادة العقارية ".
وردًا على سؤال، لفت المهندس دحدح الى "أن المشروع الذي سيقام على أرض الدير هو صناعي بإمتياز وسيستفيد منه أبناء الكورة وزغرتا وبشري وحتى إذا كان هناك أي عامل سوري لن يسكن في أرض المشروع وهذا واضح في العقد".
وأشار الى أن "مدة العقد ٢٧ سنة بعد موافقة الفاتيكان".
وبعد كل ما ورد، يبقى السؤال هل تخوف أبناء بلدة بصرما والجوار في محله ؟ أم أن الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية ستكون العين الساهرة على مصلحة المسيحيين عمومًا وأبناء المنطقة خصوصًا ؟ أسئلة وهواجس تبقى برسم الأشهر المقبلة لتتوضح الحقيقة كاملة.