مال وأعمال

شقير يطلق تجمع "كلنا لبيروت": جهودنا ستنصب بإتجاه تطوير المرتكزات التي تحافظ على تميز لبنان

الاحداث - أطلق الوزير السابق محمد شقير تجمع "كلنا لبيروت" في حفل أقيم اليوم في قاعة Pavillon في مجمع Seaside Arene، بحضور حشد كبير من الفعاليات الرسمية والسياسيةوالمقامات الدينية والقيادات الإقتصادية والإجتماعية وناشطينمن مختلف المناطق اللبنانية.

تجمع كلنا لبيروت هو جمع سياسي وطني التقى أعضاؤه على أفكار ومبادئ وطنية جامعة، وهو يضم في صفوفه مجموعات واسعة من رجالات السياسة والقانون، والفعاليات الإقتصاديةوالإجتماعية، ومفكرين ورجال وسيدات أعمال وناشطين.

بداية النشيد الوطني، وتعريف من الإعلامي الفونس ديب، ثم القى الإعلامي روني ألفا كلمة وجدانية عبر فيها عن التاريخ الحضاري لبيروت والعيش الوطني والعلاقة الإنسانية والثقافية بكل أبعادها التي تميزها عن كل مدن العالم، مشيداً بالصفات الإنسانية والقيادية التي يتميز بها الوزير محمد شقير معولاً عليه بإحداث فارق في الشأن العام.

ثم كانت كلمة للإعلامي يوسف دياب فتحدث عن بيروت والمعاناة التي عاشتها بيروت على مختلف المستويات خصوصاُ في الفترة التي تلت إستشهاد الرئيس رفيق الحريري وصولاً الى إنفجار المرفأ، منوهاً بالتجمع برئاسة شقير الذي يصب كامل جهود للنهوض بالعاصمة ولبنان.

 

 

 

شقير

والقى شقير كلمة قال فيها:

نتشرف اليوم بإطلاق تجمع "كلنا لبيروت" لينضم الى أسلافهمن القوى والتجمعات والمجموعات السياسية الناشطة فيرحاب الوطن.

إن التطورات والأحداث السياسية التي يتخبط بها الوطن،أكدت أن غياب الدور الفاعل والحيوي للمكون السني أدى الىإختلال عميق في التوازنات السياسية والتي بدورها أدت الىإنعدام التوازن في المعادلة السياسية الوطنية في لبنان.

هذا الأمر ظهر جلياً في مختلف المحطات والإستحقاقاتالوطنية والدستورية، كما أن مطلب عودة المُكَوِّن السني للعبدور أكبر، أصبح ليس فقط مطلب السُنة بل مطلب وطني ولكلالمكونات السياسية والمجتمعية في لبنان.

ان "كلنا لبيروت" هو تجمع سياسي وطني إلتقى أعضاؤهعلى أفكار ومبادئ وطنية جامعة، وهو يضم في صفوفهمجموعات واسعة من رجالات السياسة والقانون، والفعالياتالإقتصادية والإجتماعية، ومفكرين ورجال وسيدات أعمالوناشطين.

نعم، "كلنا لبيروت" من العاصمة بيروت قلب لبنان النابض الىكل لبنان والى كل الطوائف والمذاهب الكريمة من دون إستثناء،وهو يقوم على أهداف ومرتكزات وطنية جامعة، قائمة علىالشراكة الوطنية والإعتدال والمساواة في الحقوق والواجبات،وعلى الديمقراطية وحرية التعبير وصون الحريات، وعلى حكمالقانون والقضاء العادل، وعلى حرية وسيادة وإستقلال لبنانوعروبته، وعلى العدالة الإجتماعية والإقتصاد الحر، وبالتأكيدالإنسان والدولة أولاً وأخيراً.

منطلقنا ترسيخ الإعتدال السني وإعلاء صوته، وانصافهوإستنهاضه بعد كل الضرر الكبير والإحباط الذي أصابه،وذلك إنطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأن تعافي البلد يمر أولاًبتعافي مكوناته كل مكوناته من دون إستثناء. 

إن تجمع كلنا لبيروت يعي جيداً التركيبة اللبنانية، لذلك فإن منأولوياته الأساسية العمل على تعافي البيت الداخليلإستنهاض شبابه وشاباته ومجتمعه ولتشجيع وتحفيز أهلهللإنخراط في الحياة المجتمعية والوطنية تأميناً للتوازن الوطنيوصوناً للإعتدال وللهوية والدستور والوطن.

إن تجمع "كلنا لبيروت" ينظر بتقديرٍ وإحترامٍ عالِيَين لما يمتلكلبنان من طاقات بشرية هائلة ومبدعة، أثبتت كفاءة كبيرة فيمختلف الميادين وسطرت إنجازات باهرة في الداخل وعلىمستوى العالم، وهي كانت على الدوام سر صموده وتميزهوستكون ركيزة نهوضه وتطوره.

وعلى هذا الأساس، فإن جهود "كلنا لبيروت" ستنصب علىالدفع بإتجاه تدعيم وتطوير كل المرتكزات التي تحافظ على هذاالتَمَيُّز وعلى نقاط القوة وفي مقدمتها التعليم، وكذلك وبشكلأساسي تفعيل دور الشباب والمبادرة الفردية.

كما أن المرأة تبقى في صلب مشروعنا، لجهة ترسيخمشاركتها وحضورها الفاعل في مختلف الميادين والمهامالوطنية.

وأيضاً العمل على خلق شراكة حقيقية متوازنة وفاعلة معالإغتراب اللبناني ومع كل الجاليات اللبنانية العاملة فيالخارج، ترسيخاً للإنتماء الوطني وتقديراً لدورهم الوطنيالخلاق والمميز والكبير الذي لا يقدر بثمن.

إن كل طروحات تجمع "كلنا لبيروت" وأفكاره وأهدافه ترتكزبشكل أساسي على الدولة وعلى الشرعية بكل أبعادها، وكذلكعلى وحدة المؤسسات الدستورية التي تنبثق منها كلالسلطات، وعلى الحرية والديمقراطية وسيادة الدولة على كاملأراضيها. 

وهو أيضاً يتمسك الى أبعد حدود بوثيقة الوفاق الوطني – إتفاق الطائف، كمرتكز وحيد لا بديل عنه لتنظيم الحياةالسياسية والدستورية في لبنان. 

إن تجمع "كلنا لبيروت" يؤمن بدور لبنان الريادي كمركز ثقافيوتعليمي وصحي وإقتصادي وسياحي مرموق في المنطقة،ويعي جيداً أن فضاء لبنان الرحب هو الوطن العربي، لذلك فإنالتجمع على يقين بأن إعادة التوازن للبنان وإستعادةدوره وفعاليته وعافيته يجب أن تمر حتماً بالعودةالى الحضن العربي وتصحيح الخلل في العلاقاتاللبنانية الخليجية لا سيما مع المملكة العربية السعوديةعلى وجه الخصوص. 

كما يعي أن هوية لبنان مرتبطة بشكل وثيق بالعالمية، من خلالالإنخراط بفعالية وبإنفتاح مع كل دول العالم في كل الجهودالتي تحقق السلم والإستقرار العالمي وخدمة الإنسانية،والتمسك والإلتزام بالشرعية الدولية وبكل المواثيق الدولية.

إن كل ما ذكر آنفاً سيكون مرتكزات أساسية لن يحيد عنهاتجمع "كلنا لبيروت" في عمله لبلوغ أهدافه.

كما إن تجمع "كلنا لبيروت" سيكون دائماً صادقاً ووفياً لمبادئهوأهدافه المطروحة، مرتكزاً في تحقيقها الى كل الوسائلالديمقراطية التي يتيحها الدستور والقوانين المرعية الإجراء،متمسكاً بالإعتدال وبالتواصل والحوار والإنفتاح بين كلألأطياف المكونة للمجتمع اللبناني.

إن تجمع "كلنا لبيروت" يشعر بقلق وخوف شديدين حيال ماآلت اليه الأوضاع في لبنان بعد مرور نحو ثلاث سنواتونصف على بدء الازمة الإقتصادية والمالية من دون قيامالسلطات المعنية حتى الآن بواجباتها الوطنية لمواجهة الأزمةووقف تداعياتها المدمرة للكيان والإنسان.

إن أكثر ما يخيف تجمع "كلنا لبيروت" هذا القصور الحاصلفي إنتاج الحلول على المستوى الوطني، الذي أودى بالبلادالى الهاوية، على المستويات كافة من دون إستثناء، فيما يشكلالشغور في سدة رئاسة الجمهورية وشلل المؤسساتالدستورية ومخاطر إنهيار مؤسسات الدولة وإدارتها أكبرخطر وجودي داهم على الوطن.

ان هذه الإشكالية الكيانية ستكون من أولى أولوياتنا في الوقتالراهن، وسنُسَخِّر كل ما نملك من إمكانيات وقدرات بالتعاونمع كل الإرادات الوطنية المخلصة لإستقامة الوضع السياسيوالدستوري في البلاد تمهيداً لعودة البلد الى طريق التعافيوالنهوض. 

جُلَّ ما يبتغيه تجمع "كلنا لبيروت" ويسعى من أجلتحقيقه بقوة، الإنتقال من كل هذا التشرذم والفوضىالذي يذكي العصبيات والنعرات على إختلافهاويقوض الدولة، الى ترسيخ دولة القانون والريادةوالتنافسية، ودولة المواطنة الحاضنة والراعية لكلأبنائها ومصالحهم ومستقبلهم بعدالة ومساواة.

ختاماً، أود القول: ان اليوم هي لحظة البداية، بداية العملوالنضال لتجمع "كلنا لبيروت" والإنطلاق في رحاب الوطنبإنفتاح وبشراكة وطنية راسخة من أجل بناء لبنان الجديدالذي يكون على قدر طموح وتطلعات كل لبناني.