البابا فرنسيس غاب عن لقاء الاساقفة في فلورنسا
الاحداث- يغيب اليوم الحبر الأعظم عن اللقاء الذي يعقد في فلورنسا للأساقفة ولرؤساء بلديات البحر الابيض المتوسط من مختلف الطوائف، والذي لطالما شجع على عقده، بسبب إصابته بألم شديد في الركبة مع التهاب بعرق النسا ما حتم عليه، بإلحاح من أطبائه البقاء في روما واخذ قسط من الراحة.
وأعلنت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن البابا فرنسيس لن يتوجه اليوم إلى فلورنس ليشارك في لقاء أساقفة ورؤساء بلديات المتوسط، كما لن يرأس الاحتفالات برتبة أربعاء الرماد، في الثاني من آذار مارس المقبل، نظرا لإصابته بألم حاد في الركبة.
وأوضحت دار الصحافة الفاتيكانية في بيان، أن "الألم الذي يعاني منه البابا يحتم عليه الاستراحة والحد من نشاطاته قدر المستطاع، ما يحول دون سفره، إذ كان من المرتقب أن يتوجه إلى فلورنس ليلتقي الأساقفة ورؤساء البلديات، وعائلات من المهاجرين واللاجئين، قبل أن يختتم الحدث بالاحتفال بالقداس الإلهي وتلاوة صلاة التبشير الملائكي.
وفي أعقاب إعلان دار الصحافة الفاتيكانية، أصدر رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي بيانا عبر فيه عن قربه وقرب الأساقفة من البابا فرنسيس، وكتب أنه يدرك مدى حرص الحبر الأعظم على المشاركة في لقاء فلورنس، لافتا إلى أنه "منذ بداية الإعداد لهذا الحدث قدم فرنسيس كل التشجيع لهذه المبادرة حاضا الأساقفة على السير في هذه الدرب".
وأكد أن جميع المشاركين يرفعون الصلوات على نية البابا الذي يرافق الكل في عملية الإصغاء والتعارف المتبادل والروحانية والأخوة والسلام. لكن أب الكنيسة الكاثوليكية كما كتبت صحيفة "أوفسرفاتوري رومانو" التابعة للفاتيكان فكره متجه صوب أوكرانيا. والمأساة التي تعيشها في هذه اللحظات ولم يتوقف عن نشاطاته في روما.
فقد كتبت الصحيفة: "يتحدث البابا عن ألم كبير وقلق ويدعو جميع الأطراف المعنية إلى عدم القيام بأية أفعال تسبب المزيد من المعاناة للسكان وتزعزع التعايش السلمي وتضعف الثقة في القانون الدولي".
بعد أقل من ساعة من نصيحة الأطباء للحبر الأعظم أخذ قسط من الراحة توجه إلى السفارة الروسية لدى الكرسي الرسولي حيث أراد خلال هذه الزيارة، التي استمرت أكثر من نصف ساعة، التعبير عن مخاوفه بسبب الحرب في أوكرانيا.
كما شارك في لقاء افتراضي مع عدد من الطلاب الجامعيين من أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية تطرق معهم إلى عدد من المواضيع بينها مأساة المهاجرين، والاعتناء بالخليقة والسينودسية، وندد الحبر الأعظم بالعنف الذي يولد الدمار، كما أظهرت الأنظمة الديكتاتورية على مر التاريخ.
في السياق ومع اقتراب زمن الصوم، أصدر مجلس أساقفة إيطاليا رسالة تشجع المؤمنين على الإرتداد إلى الإصغاء والواقع والروحانية، "في هذه المرحلة الهامة من التاريخ، خصوصا في وقت تقوم فيه الكنيسة بمسيرة سينودسية ترتكز إلى الإصغاء".
وسلطت رسالة الأساقفة الإيطاليين الضوء على أهمية الإصغاء للأطفال قبل كل شيء في زمن الجائحة، خصوصا وأن نسبة كبيرة من هؤلاء الصغار لا يتذكرون كيف كانت الأوضاع قبل تفشي فيروس كورونا وهم مشتاقون لمعانقة أجدادهم من جديد. هذا فضلا عن المراهقين والشبان الذين يقولون إنهم يضيعون أجمل سنوات من حياتهم، ويريدون الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة.
لم تخل الرسالة من الإشارة إلى "التضحيات الكبيرة التي يقدمها الأطباء والممرضون والعاملون الصحيون، الذين يطلبون من المواطنين أن يساعدوهم من خلال تصرفات مسؤولة".
وأكد الأساقفة الإيطاليون أن الإصغاء إلى كل تلك الأصوات يفيد الكنيسة، "لأنها تحتاج إلى التعلم والإصغاء، والتواصل مع الأخوة والأخوات الذين يطلبون المساعدة".