الحلبي جال على عدد من المدارس: مقبلون على حلول وبأسرع مما تتصوّرون
الاحداث - جال وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي على عدد من المدارس والثانويات الرسمية في المتن الجنوبي على رأس وفد إداري تربوي من الوزارة، ضم المدير العام للتربية بالنيابة عماد الأشقر، مستشارة رئيس الحكومة للشؤون التربوية الدكتورة هبة نشابة، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، مدير التعليم الأساسي جورج داود، مدير التعليم الثانوي خالد فايد، مديرة التعليم الشامل صونيا خوري، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري ورئيس منطقة جبل لبنان التربوية جيلبير السخن.
وكانت المحطة الأولى في ثانوية المربية مدام عون الرسمية للبنات في فرن الشباك، حيث كانت في استقباله مديرة الثانوية سعيدة بو راشد والهيئة التعليمية والإدارية ورئيس بلدية فرن الشباك إدمون غاريوس وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني التي تدعم الثانوية. وتفقد الحلبي والوفد عددا من الصفوف وحاور التلامذة، وعقد لقاء مع الإدارة والأساتذة والحضور، وشدد على "تاريخ هذه الثانوية العريقة التي حملت إسم مديرتها القديرة ناديا عون وخرجت أفضل المتعلمين".
من جهتها، أكدت بو راشد افتخارها بالثانوية و"السير على نهج مديرتها وتاريخها الناصع"، مبدية "حرص الأساتذة على القيام برسالتهم التربوية على الرغم من كل الصعوبات".
ثم انتقل وزير التربية وصحبه إلى مدرسة فرن الشباك المختلطة المتوسطة الرسمية حيث كانت في استقباله مديرتها سهام الحجار، وعاين الصفوف واستمع إلى التلامذة وهنأهم بنشاطهم، ثم اجتمع بالإدارة والمعلمين واطلع منهم على جهودهم لتحسين المستوى التربوي والعلمي والأخلاقي.
وشرحت الحجار كيفية متابعة التلامذة في فترة التعطيل، مؤكدة تمسكها برسالة التربية.
بدوره، شدد وزير التربية على تقديره لكل تضحية تبذل، مبديا "الإستعداد لتذليل الصعاب"، وحرصه على "تعزيز قدرة المعلم على القيام بمهامه".
وانتقل الحلبي والوفد إلى ثانوية الغبيري الأولى الرسمية للبنات، حيث كانت في استقباله الى المديرة ليلي علامة، النائب فادي علامة ورئيس بلدية الغبيري معن الخليل.
وأشارت علامة إلى ان "الثانوية مرتبطة بمنطقتها وأن كل من تولى إدارتها عمل بإخلاص وعطاء بلا حدود"، فيما أكد وزير التربية انه جاء ليشد على ايدي المديرين والمعلمين والعاملين في هذه الثانوية، معتبرا انهم "خط الدفاع الاول عن النظام التربوي"، داعيا إلى "تعاون مؤسسات الدولة مع القطاع الأهلي وان نعمل لنعيد الإعتبار لمفهوم الدولة والمؤسسة".
ثم عرض لفيلم وثائقي عن تاريخ المدرسة ونشاطها، تلته جولة على الصفوف ولقاء التلامذة.
أما المحطة الرابعة في الجولة، فكانت في مدرسة حارة حريك الأولى المختلطة الرسمية، حيث كانت في استقبال الزائرين مديرة الثانوية عايدة مكي، التي وضعت وزير التربية في أجواء أنشطة المدرسة والتركيز على الجودة، مشيرة إلى انها "مدرسة دامجة وفيها متخصصون بالصعوبات التعلمية والاحتياجات الخاصة".
وقال الحلبي: "من حق كل ولد وطفل موجود على الأراضي اللبنانية ان نقدم له التعليم الجيد".
ثم جال على الصفوف واستمع إلى شروحات الأساتذة.
واختتم وزير التربية الجولة بلقاء مع مديري المدارس والثانويات الرسمية ضم زهاء 35 مديرا، وتم تنظيمه في المركز الصحي الاجتماعي لبلدية برج البراجنة - الرويس، بحضور النائبين علامة وعلي عمار والمدير العام للتربية بالنيابة عماد الاشقر ومدير التعليم الاساسي جورج داود ومدير التعليم الثانوي خالد فايد ورئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام ورئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور ورئيس بلدية الغبيري معن خليل ورئيس الوقف الشيعي لبرج البراجنة محمد حرب.
وتولى إدارة اللقاء المستشار الاعلامي لوزير التربية ألبير شمعون الذي قال: "المدرسة الرسمية لا تستمر إلا بالاحتضان والدعم والرعاية وتوفير احتياجاتها لتلعب دورها التربوي والوطني الجامع. نحن في قلب أزمات تتحول إلى كوارث، وأولى الضحايا هي المدرسة الرسمية، إذا لم نبادر إلى التعاون لإنقاذها. لذلك كان اللقاء الوطني التشاوري في السراي الكبير برعاية رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي وبدعوة من معالي الوزير الحلبي ورئيسة لجنة التربية النيابية السيدة بهية الحريري، وبمشاركة جميع المعنيين بالتربية والتعليم المهني والتقني والجامعة اللبنانية وتبقى المحطة الرابعة للتعليم العالي الخاص مطلع آذار المقبل. لذلك يحضر معالي الوزير وأركان الوزارة ليستمعوا إلى الحاجات، ويطلعوا على الواقع بكل جوانبه، ويجيبوا على الأسئلة".
ثم قال رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور: "زيارة الوزير الحلبي لنا اليوم ليست مناسبة عادية، ففي تشريفه هذه المنطقة من لبنان التي طالما عانت وتعاني من إهمال ونسيان تأكيد المؤكد الذي عرفناه فيه، قاضيا نزيها، ثم رجل حوار من الطراز الرفيع ثم قامة ثقافية مرموقة واليوم وزيرا مخلصا راعيا لحظة بلحظة لشؤون المجتمع التربوي بكل مكوناته. أقل من خمسة أشهر مضت على وجود الوزير الحلبي في وزارة التربية والتعليم العالي وكلنا يعلم كم واجه خلالها من تحديات وعوائق تمكن بصبر كبير وحكمة وإنسانية ودبلوماسية ملفتة من تجاوزها متمكنا من إنقاذ عام دراسي كاد يضيع لسنة ثالثة على التوالي".
أضاف: "يا معالي الوزير، باسم كل مواطن في ساحل المتن الجنوبي، باسم بلديات ساحل المتن الجنوبي ومدارسه واساتذته وتلامذته واهاليه، نرحب بكم ونؤكد ان زيارتكم هذه ستشكل ذكرى جميلة في تاريخ هذه المنطقة، ولفتة إنسانية نقدرها عاليا ونشكركم عليها ونعاهدكم بأن نضع كل امكانياتنا في سبيل دعم مسيرتكم التربوية النبيلة".
من جهته، قال النائب علي عمار: "أنا أقر معترفا بأنني اقحمت نفسي بكلمة ستكون مقتضبة وموجزة لان ما أقحمني في ذلك انني أرى في معالي الدكتور عباس الحلبي واسميه الضحاك الحلبي، الضحاك فكرا ومعرفة وثقافة وعلما وغير ذلك. وما أقحمني في ذلك هو حضوره الطيب الى الضاحية الجنوبية وساحل المتن الجنوبي لأرحب به بهذه الكلمة المقتضبة، وأغتنم هذه الفرصة وهو اجل من ان يدل او يشار اليه بما يعانيه القطاع التربوي ليس على مستوى الضاحية الجنوبية فقط انما على مستوى لبنان، وقد أقامت يا معالي الوزير حقيقة، اضافة الى ما قدمته وزارة التربية، اقامت هيئات المجتمع المدني يد العون والمساعدة الى القطاع التربوي الرسمي في الضاحية الجنوبية، واخص بالذكر هنا دور التعبئة التربوية التي صرفت ما يقارب من ثمانية مليارات ليرة كأقساط مدرسية ورسوم وقرطاسيات وغير ذلك. كما انها أمنت بعض وسائل التدفئة بالتعاون مع البلديات لبعض الثانويات ولبعض المدارس".
أضاف: "أقول بكل صراحة، بالاحصاء المتأخر هناك في الضاحية الجنوبية أكثر من 120 الف طالب على مستوى المراحل الثلاث: الابتدائية والتكميلية والثانوية، وحجم هذه المدارس لا يلبي هذه الحاجة التي هي في إزدياد. ونسأل الله من خلال وجودكم في هذه الوزارة وانتم كفؤ في ذلك، ان تأخذوا بالاعتبار وبطبيعة الحال نحن نأخذ بالاعتبار امكانيات الدولة الحالية، ولكن بطبيعة الحال بصماتكم اذا ما وضعت من الان للمستقبل ان شاء الله نستمر واياكم في المستقبل على رأس هذا القطاع الهام، نستطيع ان نوفر احتياجات المنطقة".
أما النائب فادي علامة فقال: "معالي الوزير نشكرك ونشكر البلديات المواكبة لهذه الزيارة المميزة والمتعبة، لكن هي اقرب للواقع لان اليوم الزيارات الميدانية على الارض تكشف واقع المؤسسات التربوية والمؤسسات التعليمية الرسمية وتعطي فكرة اوضح عن حجم المعاناة وعن تفاوت كبير بين المدارس الرسمية ضمن الامكانيات الموجودة لديهم. واليوم القطاع التربوي يجب ألا نسمح بانهياره. حضرتك رجل التحديات وتاريخك يشهد، يجب ان ندعم هذا القطاع المجني عليه من الناس نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي. هناك مكان ليس بعيدا من هنا، جاهز للوقف يستوعب حوالي 800 تلميذ، وهذا يحل ازمة كبيرة في منطقة المتن الجنوبي، وهو بتصرف الوزارة ونحن نعتبره انجازا يسجل لوزارة التربية".
وأخيرا، قال وزير التربية: "اسمحوا لي ان اعبر عن سروري التام ورضاي عن نفسي، أولا أنني جئت ميدانيا لزيارة عدد من المدارس بدأناها في ثانوية مدام عون فرن الشباك وعين الرمانة، والآن في الضاحية الجنوبية العزيزة على قلبي. جئنا كمسؤولين في الوزارة لنطلع ميدانيا على الواقع وأنتم تعلمون أننا نواجه سنة صعبة، والخوف كان ان نخسر في هذه السنة التعليم في المدارس. لذلك نحن أصررنا منذ اليوم الأول بتعاون المديرات والمديرين والهيئات التعليمية ومسؤولي المدارس، على إنقاذ هذه السنة الدراسية لأنني كنت مهتما جدا بأننا اذا خسرنا هذه السنة ولم تكن حضوريا، سيترتب على مستقبل أولادنا والجيل خسارة كبرى، لأن التعليم الحضوري فضلا عن افادته التعليمية هو أيضا مجال للتفاعل بين الأولاد، مجال للتعاطي الإجتماعي وبناء الصداقات والرفقة على مدى العمر، وهذا ما يقوي شخصية الولد ويقوي مستقبله، فالمخاطر كانت كبرى والحمد لله نستطيع اعلان اننا اجتزنا هذه المرحلة الدقيقة، بأننا استأنفنا هذا العام الدراسي، ونحن نبذل قصارى جهدنا لإيصاله الى الخواتيم استعدادا للمشاكل الاخرى التي ربما ستواجهنا في العام المقبل، وبدأنا التفكير بها من الآن".
أضاف: "أقول للهيئات التعليمية إننا في الوزارة ربما قصرنا في بعض القضايا وربما أخرنا بعض الأمور، ولكن بصراحة لم تكن الأمور متاحة لنا، لأن هذا التأخير وهذا التقصير مرده الى نتيجة السنتين اللتين مرتا على هذه الوزارة، نتيجة مستلزمات الوباء التي حتمت حضور ايام وغياب اخرى، وأيضا العوائق التكنولوجية التي أحيانا تحول دون الإسراع في بت القضايا. واننا اليوم بعد التصميم والعمل والتعاون بين فريق عمل الوزارة مع جميع موظفيها، بلغنا مرحلة تخولني ان اقول اننا مقبلون على حلول وبأسرع مما تتصورون".
وتابع: "أنا أعرف ان الضغط المعيشي هائل، وما توصلنا اليه في تلك الفترة حيث عملنا على صعيدين: صعيد مع الحكومة وآخر مع الجهات المانحة. مع الحكومة توصلنا الى إقرار المنحة الاجتماعية واستمرارها حتى إقرار الموازنة التي ستتضمن زيادة بدلات النقل. وبالنسبة للمتعاقدين، فقد ضاعفنا أجر ساعات التعاقد على ان تطبق على كامل العام الدراسي 2021-2022. ومع الجهات المانحة نجحنا في توفير 90 دولارا وهي تحفيزية للحضور ومساعدة الاستاذ في التنقل أو لتغطية باقي المصاريف، فالبعض قبض والبعض الاخر لم يقبض حتى الآن، وتردني الشكاوى في هذا الصدد. وأتمنى ممن لم يقبض مراجعة الوزارة، فهناك خط ساخن وفريق يعمل ليلا نهارا. كذلك هناك نقص في العديد وهذا احد الاسباب التي تؤدي احيانا الى التأخير، وقد حولنا الى صناديق المدارس مبالغ كبيرة غير مسبوقة بلغت 313 مليارا للمرة الأولى. وتم الاتفاق مع مصرف لبنان والمصارف على سحب ما يعود للاساتذة مرة واحدة، وهناك شكاوى بحق بعض فروع المصارف نعمل على معالجتها".
وأردف: "في ما يخص موضوع الكتب والقرطاسية التي تم توزيعها والوسائل الوقائية، فقد عملنا بقدر استطاعتنا، وأنا أسمع انها لا تكفي، لذلك أسعى مع الجهات المانحة التي تؤمن لنا الاموال، الى الاعلان في فترة قريبة، عن شيء ما بخصوص الهيئات التعليمية وجميع مستلزماتها والعاملين في المدرسة الرسمية بجميع فئاتهم، فبالنسبة إلي هذه العائلة التربوية التي تشكل المدرسة للتلميذ الذي هو حاضرنا ومستقبلنا، وبالنسبة للهيئة التعليمية اي الاساتذة والمتعاقدين وبعض المستعان بهم وادارات المدارس والخدم والحرس والسائقين، هم جميعا بالنسبة إلي موضع اهتمامي الشخصي وموضع اهتمام فريق الوزارة، لنتمكن معا من تجاوز المرحلة الصعبة التي نمر فيها".
وختم: "أود التأكيد على المستقبل الافضل وألا يدخل الاحباط اطلاقا الى قلب اي منكم لان البلد يحتاجنا وانتم نخبته، وسوف نبقى نعلن فيه عن مفهوم الدولة ومفهوم المواطنة لنبني مواطنا صالحا يحب بلده ومواطنا يحافظ على حاضر بلده وعلى مستقبله. هذه هي مهمة التعليم الرسمي دون الانتقاص من اهمية التعليم الخاص الذي ايضا يؤدي دورا جليلا في كثير من الميادين، وفي تحمل نحو 70 في المئة من طلاب وتلامذة لبنان، فأنتم جزء والتعليم الخاص الجزء الآخر، والتعليم الرسمي ربما يحتاج اكثر من الى رعاية، لذلك أرى امثلة ناجحة جدا في بعض المناطق حيث البلديات، المجتمع الأهلي، الجمعيات والبيئة الحاضنة، تقف بجانب المدرسة الرسمية بما يسهل عليها امكانية استمرارها واستيعاب العدد المتزايد من التلامذة الذين هم مستقبل لبنان".
بعد ذلك، أجاب وزير التربية والطاقم الإداري للوزارة على اسئلة التربويين والسياسيين الحاضرين.