جدعون: رياديّة المعهد الفني الفندقي في طرابلس جمعتنا وابتكر المتدرّبون طبقا ذكيّا صحيّا للتربية والتعليم وصديقا للبيئة
الأحداث - بتنظيم من الجامعة الاميركية للتكنولوجيا وإدارة المعهد الفني الفندقي في الميناء بطرابلس، استقبل مدير المعهد الدكتور خليل خليل ستة معاهد ومدارس من التعليم المهني والتقني في محافظتي الشمال وعكار لدورة تدريبيّة تحت عنوان "التجدّد التربوي والتقنيات الحديثة في زمن الذكاء الاصطناعي". نظمّت الدورة على سبع مراحل في خلال فصل "ربيع 2024"، درّب خلالها الخبير اللبناني الأوروبي ورئيس جمعيّة " تحديث وتطوير التعليم (MADE)" الدكتور بيار جدعون أكثر من ثلاثين معلّمة ومعلّما من مدارس ومعاهد طرابلس، راس مسقا، برقايل ودير عمّار على كيفية تطبيق الكفايات الرقميّة، وكفايات الذكاء الاصطناعي، وكفايات التنمية المستدامة في التعليم.
بدأت الدورة بكلمة ترحيبيّة من مدير المعهد الفني الفندقي في طرابلس الدكتور خليل خليل شاكرا الجامعة الأميركية للتكنولوجيا وكوادرها متوجها الى الحضور المشارك قائلا: نجتمع اليوم في رحاب المعهد الفني الفندقي في الميناء لنتعاون معا على رفع مستوى الأساتذة في مجال استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لمواكبة التطور السريع ورفع مستوى التعليم عموما، والتعليم المهني خصوصا، من دون أن ننسى أهمية التنمية المستدامة وكفاياتها في التعليم عامة وفي التعليم الفندقي في شكل خاص.
التجدّد التربوي
بدأت المرحلة الأولى في الثامن من آذار وتدرّب المشاركون على مفاهيم ومصطلحات جديدة في التعليم الرقمي وتطبيقها على التعليم والبيئة وبالأخص: التعليم المعزّز، التعليم المدمج والفرق بينه وبين التعليم الهجين، والتعليم عبر الإنترنت والفرق بينه وبين التعليم الإلكتروني. ومن ثم تدرّب المشاركون على مفهوم الكفايات وكانت هناك أنشطة حول الكفايات الرقميّة وكفايات الذكاء الاصطناعي.
في المرحلة الثانية التي بدأت في الثاني والعشرين من شهر آذار اكتشف المشاركون كفايات التنمية المستدامة وتطبيقها على المدارس الخضراء. ومن ثمّ اكتشف المتدرّبون أهميّة التربية بواسطة المشاريع (Project Based Learning).
بدأت المرحلة الثالثة مع توزيع المعلمين والمعلمات إلى مجموعات عمل تتنافس مع بعضها في مشاريع يحمل هدف مشروع كل منها تطبيق الذكاء الاصطناعي ومفاهيم المدرسة الخضراء التي يناقشها المتدربون في خلال الدورة على حقل معرفي يختاره فريق عمله، ويعمل عليه ضمن المباراة التنافسيّة، من أجل التجدّد التربوي في خدمة الإنسان والمعهد والمجتمع في زمن الذكاء الاصطناعي.
وامتدّت المرحلة الرابعة الى يوم الخميس الماضي حيث كانت مخصصة للعمل على المشاريع والمتابعة من بعد في حال كانت إحدى المتدرّبات أو أحد المدرّبين بحاجة إلى سؤال أو استيضاح عن موضوع معين.
وكانت المرحلة الخامسة يوم الجمعة الماضي، بلقاء حضوري، في رحاب مختبر المعلوماتية الحديث للمعهد الفني الفندقي في طرابلس حيث عرض المتبارون أجمل ما وجدوه من أبحاث وتناقشوه من أفكار حول المواضيع التي اختاروها.
وبدأت المرحلة السادسة مع بداية هذا الأسبوع، مستخدمة التقنيات الحديثة من بعد مرة أخرى. ومدتها شهر كامل للعمل على المشروع وتحرير تقرير يقدّم في المرحلة السابعة أمام لجنة تحكيم مؤلفة من أساتذة من الجامعة الأميركيّة للتكنولوجيا، ونشطاء من الحراك البيئي ومن بينهم عضو مجلس إدارة في الحركة البيئية اللبنانية، ومدير المرصد البيئي السيد محمد عرابي، وبالطبع مدرّب الدورة ورئيس جمعيّة " تحديث وتطوير التعليم (MADE)" الدكتور جدعون.
المعهد الفني الفندقي في طرابلس المينا
يعمل المشاركون من المعهد على ثلاث مشاريع تتكامل في ما بينها تحت عنوان "استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلّم" انطلاقا من قناعاتهم بأن المرء في عالمنا الحديث أصبح يعتمد في شكل شبه كامل على الآلة، في كل تفاصيل يومياته الحياتية والعملية والدراسية. حيث تأخذ الآلة منا بعضاً من مهاراتنا التي باتت تتراجع يوماً بعد يوم، وتقدم لنا بعضاً من راحة ودقة وسرعة انجاز.
تدرس المجموعة الأولى رفع مستوى الأساتذة في مجال استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لمواكبة التطور. بينما تركّز المجموعة الثانية على تطور أساليب الشرح التي أصبحت في حاجة الى مواكبة أخرى من جانب الطالب، الذين بات البعض منهم سباقاً في استخدام الذكاء الاصطناعي. وتطرح المجموعة الثالثة بأن كل هذه التقنيات ألزمتهم على التفكير بإشكالية الطاقة الكهربائية الكبيرة لتشغيل أدوات التعليم من أجهزة كومبيوتر وشاشات العرض، وغير ذلك. فبدأوا بالبحث والتفكير بمواضيع الطاقة النظيفة لجعل عملية التعليم عملية نظيفة بيئيا، شبه خالية من الملوثات وذات كلفة منخفضة جداً مقارنة بوسائل توليد الطاقة التقليدية.
المدرسة الفنيّة الفندقيّة في طرابلس المينا
اختارت مجموعة من معلمات المدرسة الفنية الفندقيّة في طرابلس المينا العمل على مشروع "الذكاء الاصطناعي والبيئة المستدامة في القطاع الفندقي في لبنان".
معهد برقايل الفني الرسمي
وتعمل مجموعة معهد برقايل الفني الرسمي على الإشكاليّة الآتية: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي ان يساعد في عمليتي التعليم والتعلّم؟ وتحاول الجواب من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدام تحويل النص الى فيديو للمعلمين وتدريبهم عليها أو إلى بودكاست صوتي لتحضير وإنتاج المقررات المبنيّة على الوسائل التعليميّة المختلفة.
معهد دير عمار الفني الرسمي
للمناسبة اقترح مدير معهد دير عمار الفني الرسمي الأستاذ حسام عيد على المتدربات والمتدرّبين التابعين للمعهد أن يعملوا على مشاريع تتكامل مع بعضها تحت عنوان: "تطوير وتحديث التعليم والبيئة التعليمية في معهد دير عمار الفني الرسمي". وتقاسم المشاركون العمل انطلاقا من ثلاثة مواضيع تتكامل كالآتي:
1. "تطوير تقنية التعليم لدى الاساتذة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي"
2. "تنشيط، ضبط ومراقبة عملية التعلم لدى الطلاب عبر استخدام الذكاء الاصطناعي"
3. "توجيه المعهد نحو تقنية المؤسسة الخضراء معززا بالتكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي".
المعهد الدولي للعلوم والمهن في راس مسقا
وأخيرا وليس آخرا، تعمل مجموعة من المعلّمات والمعلمين من المعهد الدولي للعلوم والمهن في راس مسقا (مشروع مشترك رقم 96) على موضوع "الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية مع التركيز على التمريض" حيث يبحث فريق العمل على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التمريض، وفوائد وتحديات دمج الذكاء الاصطناعي في ممارسة التمريض، وأمثلة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئات التمريض، وتأثير الذكاء الاصطناعي على رعاية المرضى ونتائجهم، والاتجاهات والتطورات المستقبلية في الذكاء الاصطناعي للتمريض.
إن التربية بواسطة المشاريع تطلق في فريق العمل طاقة إبداعية ومعدية لكل فرد من الفريق وتسهم في تعامل المشاركين في المشروع مع التحديات الحقيقية والجذابة والمشابكة باهتمام مستمر وعميق. فكيف إذا كان هدف المشروع خدمة الإنسان وبيئته التعلميّة في عصر الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات التنمية المستدامة؟