الحكومة طارت… والسبب: ”متل العادة“
الاحداث - كتب إيلي صعب
لم تطل فرحة اللبنانيين بالاستبشار بفرصة تشكيل حكومة جديدة حتى تم نسفها كالعادة. فالمشكلة نفسها يتم مواجهتها، وهي "الفجع السياسي" للسيطرة على كل مفاصل الدولة حتى ولو كانت البلاد والعباد قد وصلا الى جهنم والى الافلاس.
ولأن ”العهد القوي“ شارف على نهايته كان لا بد من إيجاد طريقة للسيطرة على كل مفاصل الدولة قبل شهر على موعد خروج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من القصر الجمهوري ، وهذه السيطرة لا تتم الا عبر حكومة يكون فيها لصهر الرئيس عون جبران باسيل، الثلث الضامن . فباسيل عاد الى لعبة الشروط التي يتقنها جيدا. ووفق مصادر مطلعة أفيد ان باسيل طالب بسلة تعيينات تجريها الحكومة الجديدة تتيح له ولتياره احكام القبض على مفاصل الادارة والقضاء والجيش قبل موعد مغادرة عون بعبدا.
وأشارت المصادر الى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ايراهيم قام بزيارة القصر الجمهوري بعيدًا من الاعلام، مكلفًا من الرئيس نجيب ميقاتي للبحث في الملف الحكومي ، وخصوصًا أن ميقاتي فضل أن لا يزور بعبدا الا وتكون الطبخة قد استوت لتخريج الحكومة ولاسيما انه وعد اللبنانيين بأنه سينام "في القصر لتبصر الحكومة النور"
وكشفت المصادر أن"باسيل طلب إبدال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بالنائب السابق امل ابو زيد، ووزير الشباب والرياضة جورج كلاس بالنائب السابق ادي معلوف وهما خاسران في الانتخابات النيابية "، كما طالب بأن" يسمي التيار الوطني الحر نائباً لرئيس الحكومة بديلًا عن سعادة الشامي وتعيين وزير يسميه التيار أيضًا مكان وزير المهجرين عصام شرف الدين"، كما أعيد الحديث عن الحقائب الستة السياسية.
وعلم أن الرئيس ميقاتي ، رفض مطالب باسيل والتي وصفت بالتعجيزية، ما اعاد عملية تأليف الحكومة الى المربع الاول.
فبعدما رفع باسيل من سقف مطالبه، جاءت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه يري، المجلس الى انتخاب رئيس وتحويله هيئة ناخبة، ليفاجئ باسيل ويقطع الطريق أمامه ما يعني عملياً قطع الطريق الحكومي، كون الحكومة، ولئن تشكلت فهي لن تنال الثقة المجلسية الالزامية قبل عودة المجلس الى وظيفته التشريعية، وبذلك يكون قد ضرب عصفورين بحجر، تلبية الدعوات من الداخل والخارج لانتخاب رئيس ومنع العهد والتيار من تحصيل امتيازات في الحكومة العتيدة يريدها بقوة قبل نهاية العهد.
وقصد بري بمفاجاته لجبران باسيل وفريق العهد، كي يقول لهما إنه لن يكون شريكهما في أي تعطيل أو تأجيل للإستحقاق الرئاسي، وكي يقول لهما إن تشكيل الحكومة ضرورة حتمية، حتى لا يقع الفراغ الرئاسي في ظل خلاف على من يتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية.
وفي الختام يبقى السؤال هل ستشكل الحكومة قريبًا أم أن التشكيلة ستكون قبل أيام قليلة من 31 تشرين الاول؟