أقلام حرة

لا عودة ل"حزب الله" الى جنوب الليطاني؟ هل يوافق "حزب الله" ولا يوافق نتانياهو؟! وهل يُنفَذ ال 1701 بحزام أمني وبعسكر أجنبي وبأمن اسرائيلي؟!
ما دور سلاح حزب الله في شمال الليطاني؟

الاحداث ـ كتب سمير سكاف *

تعني موافقة حزب الله على تنفيذ القرار 1701 أنه لن يعود مجدداً الى جنوب الليطاني، لا بمقاتليه ولا بسلاحه! هذا بالحد الأدنى!

ولا تشمل موافقة حزب الله، إذا ما تأكدت، تنفيذ القرار 1701 "كاملاً"! أي لا تشمل تنفيذ البند الثالث منه، أي تنفيذ القرارين 1559 و1680، وخاصة القرار 1559 المتعلق بتسليم سلاحه!

كما أن حزب الله يستطيع أيضاً محاولة العودة لاحقاً الى جنوب الليطاني بمحاولة التلطي بعباءة الجيش اللبناني، أو بأشكال مختلفة أخرى! خاصة وأن عدداً كبيراً من مقاتلي الحزب هم من أبناء البلدات الواقعة جنوب الليطاني!

سلاح الحزب في شمال الليطاني!

ومع ذلك، فأي وظيفة عندها لسلاح حزب الله في شمال الليطاني؟! هل سيحتفظ عندها بالسلاح احتياطاً لإعادة الانخراط بحرب لاحقة؟ أو للعودة سراً الى جنوب الليطاني؟ أو للاستعمال في شمال الليطاني؟! أو للقتال في جبهات أخرى؟!

وقد يقول كثيرون عندها إنه قد انتفت وظيفة سلاح حزب الله بابتعاده عن الجبهة مع اسرائيل! ولن يوافق الحزب على ذلك بالطبع!

وفي كل الأحوال، وريثما يتضح الموقف الرسمي لحزب الله باتجاه القبول بتنفيذ القرار 1701، هل يعتبر تنفيذ ال 1701 نصراً للبنان أو حداً من خسارته؟! وهل يعتبر تنفيذه فوزاً لحزب الله أم خسارةً له؟ أو حداً من هذه الخسارة؟

ومع ذلك، إذا وافق حزب الله على تطبيق القرار 1701، فمن شبه المؤكد ألا يوافق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو! بمعنى أن تنفيذ القرار 1701 لم يعد كافياً لنتانياهو لوقف النار!

أمن اسرائيلي مستدام على جنوب لبنان؟!

تريد اسرائيل فرض واقع أمني، تحتفظ به، بموافقة أممية، أو برعاية دولية على الأقل، أميركية أو فرنسية أو أوروبية، بحقها في التدخل العسكري المباشر جنوب الليطاني. 

وتريد اسرائيل منع أي عملية عسكرية محتملة أو حتى منع احتمال وجود تحضير لعملية عسكرية ضدها من جنوب لبنان في المستقبل!

تريد اسرائيل إعادة 60 الى 80 ألف من مستوطني الشمال الى 43 قرية ومستوطنة مع ضمان أمنهم وضمان "صفر احتمال" لتكرار 7 أكتوبر وأخواته ضدهم!

ولن تقبل اسرائيل بالتالي، كما يقول نتانياهو، بإعادة دخول سلاح حزب الله أو مقاتليه الى الجنوب. وستحاول فرض خيارها السياسي بمزيد من النار!

ولن يتخلى الجيش الاسرائيلي عن "عصمة" التدخل المباشر لمنع عودة سلاح حزب الله الى "الحزام الأمني" لأي قوة عسكرية كانت، بعد فشل اليونيفيل برأيه في منع عودة سلاح الحزب الى جنوب الليطاني تنفيذاً للقرار 1701 بعد حرب تموز 2006!

أي أن اسرائيل تشترط تحويل منطقة جنوب الليطاني الى منطقة أمنية بأمن اسرائيلي! ولا يهم عندها جنسية العساكر التي "تفصل" بينها وبين حزب الله!

خيارات حزب الله... أحلاها مر!

أمام هذا الواقع الضاغط عسكرياً على حزب الله وعلى بيئته "المهجّرة" وعلى قياداته بالاغتيال، هل يوافق حزب الله حقاً على تنفيذ القرار 1701؟

وكيف يستطيع حزب الله عندها أن يوفِّق بين قبوله تنفيذ القرار 1701 وبين تبرير احتفاظه بسلاحه بعدها؟ حتى في شمال الليطاني؟

وكيف يمكن لحزب الله القبول بشروط نتانياهو، للاحتفاظ بالمبادرة لتحقيق الأمن الاسرائيلي جنوب الليطاني؟ وهل سيستمر في الحرب عندها في حال رفضه لذلك الشرط حتى يفرض على نتانياهو التراجع عنه؟

... والى متى؟

*كاتب ومحلل سياسي