أقلام حرة

أقصى طموح حزب الله: العودة الى صباح 8 أكتوبر، ورفض رئيس تحت النار!
وخلاف ماكرون - نتانياهو يدفن الفرص الديبلوماسية!

*"لا مستقبل لحزب الله! وحصار لبنان براً وبحراً وجواً! ولا وقف للنار بالنار!"*


الاحداث ـ كتب سمير سكاف *

لن يكون لبنان بخير في الأشهر الخمسة المقبلة على الأقل، في زمن استذكار خامس لثورة 17 تشرين، أرادت "بناء الدولة"؛ بناء الدولة المدنية ووقف الفساد!

إذ تغيّرت طموحات اسرائيل في الحرب على لبنان بعد سنة على دخول حزب الله حرب الاسناد غداة انطلاق طوفان الأقصى، في 8 أكتوبر 2023. 

وذلك، خاصة بعد 27 أيلول/سبتمبر الماضي ونجاح اسرائيل باغتيال قائد ورمز حزب الله الأمين العام السيد حسن نصرالله. وهو الذي كرّس وجسّد صورة التوازن في الصراع مع اسرائيل لأكثر من 3 عقود!

رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو يريد اليوم كسر إمكانية حزب الله بلعب أي دور عسكري في المستقبل! وبالتالي كسر أي إمكانية لحزب الله بتشكيل أي خطر على اسرائيل، ومنع الحزب من إمكانية تنفيذ أي عملية مشابهة لعملية 7 أكتوبر!  

وهو قد صرح علناً أنه يريد منع إعادة تنظيم حزب الله لنفسه، ومنع إعادة تسليحه. 

وهذا يعني أيضاً سيطرة اسرائيل لاحقاً على كافة مداخل لبنان البرية والبحرية والجوية، لفترة طويلة، قد تكون بمشاركة دولية وأممية. ما يعني حاضراً حصاراً كاملاً على لبنان!

وهذا الحصار الكامل على لبنان لوقف تزويد حزب الله بالسلاح عبر المعابر البرية بدأت ملامحه بقصف طرقات ومنشآت هذه المعابر البرية، وبخاصة طريق ومعبر المصنع بين لبنان وسوريا. 

ومن صور الحصار أيضاً تواجد أسطول اسرائيلي بحري كبير قبالة الشواطىء اللبنانية (بمساندة أميركية، بريطانية، أوروبية)، بانتظار قرار اسرائيلي صريح بالحصار الجوي على لبنان، بعدما غادرت أمس آخر طائرة إجلاء للرعايا الأميركيين من لبنان!

حزب الله من جهته، انتقل من حرب الاسناد الى الحرب الشاملة بعد اغتيال أمينه العام. 

ولكن طموح الحزب في الحرب "انخفض" للوصول الى وقف لإطلاق النار، ولو بمزيد من النار! لأنه يعتقد أن اسرائيل "لا تفهم إلا بلغة النار"!

ما يعني أن الحد الأقصى ل"حزب الله" أمنياً وعسكرياً بعد الخسائر الهائلة التي تعرض لها، خاصة في الأيام العشرة السوداء (17 - 27 أيلول/سبتمبر) من البايجرز الى اغتيال نصرالله الى ضرب الضاحية وتهجير أكثر من مليون شخص من بيئته... قد تغير!

هذه الخسائر المؤلمة تدفع الحزب، وعلى الرغم من قدرته على استهداف داخل اسرائيل بالصواريخ "غير اللطيفة"، وعلى الرغم من تكبيده لاسرائيل خسائر في الميدان، لتحديد حد أقصى جديد لطموحه، وهو العودة الى ما قبل صباح 8 أكتوبر. وإن كان بالحلة الجديدة "الممزقة"! 

أي أن حزب الله يريد فقط وقف إطلاق النار وإعادة تنظيم صفوفه وسلاحه! ولكن، هل كان يحتاج حزب الله الى هذه الفاتورة الثقيلة جداً للعودة الى حيث كان يقف قبل دخوله الحرب، ومن دون أمينه العام هذه المرة، ومع بيئة مدمرة ومهجرة؟!

لا رئيساً تحت النار أياً يكن اسمه!

ما يزال حزب الله هو صاحب كلمة الفصل في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، على الرغم من مرونة الموقف "الشيعي" في القمة الروحية في بكركي، وعلى الرغم من تفويض الشيخ نعيم قاسم للرئيس نبيه بري للتفاوض باسمه، ولو نظرياً!

إن المواقف الايرانية في الزيارات الأخيرة للبنان كرست استمرار الحرب بربط النزاع بين الحرب على لبنان والحرب على غزة. وكرست رفض حزب الله لانتخاب رئيس تحت النار، يعتبره "مفروضاً عليه"، أياً يكن الاسم، حتى ولو كان اسم قائد الجيش جوزف عون!

16 أكتوبر 2024 جناز الحلول الديبلوماسية في لبنان!

ينذر الخلاف المستمر، الثاني خلال أقل من شهر، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو أن الحلول الديبلوماسية الدولية مؤجلة جداً! وأنه ليس هناك مبادرات حلول في الأفق!

وذلك، في زمن وحدهم الفرنسيون يأخذون المبادرات الدولية تجاه لبنان؛ إنطلاقاً من المبادرة الأممية لوزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو لوقف النار مدة 21 يوماً لإتاحة المجال للتفاوض، وصولاً الى طرح مبادرات لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وإعادة تنظيم الدولة!

وهذا في زمن ينشغل فيه الأميركيون في انتخاباتهم الرئاسية. انشغال ستطول مدته لحوالى 5 - 6 أشهر، ريثما تكون الإدارة الأميركية الجديدة قد أصبحت في السلطة الفعلية.

ما يزال حزب الله والجيش الاسرائيلي هما اللاعبين الأساسيين في لبنان! وليس هناك أي "طبخة سياسية" من دون موافقة الطرفين، إلا إذا نجح أحدهما بفرضها على الآخر بالنار!

ما يعني باختصار أن مباراة "النار بالنار" مستمرة وطويلة ومؤلمة جداً على لبنان، أياً يكن الوضع والخسائر في الجانب الاسرائيلي!

*كاتب ومحلل سياسي