8 عناوين لنتانياهو في خطابه "العسكري" في الكونغرس في 24 تموز !
نتانياهو يهدد إيران ولبنان! ولا دولة في فلسطين، وإدانة للدول التي تعترف بها!
الاحداث - كتب سمير سكاف*
سيقوم الكونغرس الأميركي بتعويم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو باستقباله في 24 تموز/يوليو المقبل بدعوته من قادة المجموعات فيه لإلقاء خطاب سيحقق به نتانياهو انتصاراً "إعلامياً" عالمياً كبيراً!
وسيحاول نتانياهو، الذي لم ينجح في إنهاء رفح قبل موعد الخطاب، لبس عباءة البطل الذي يقود الحرب على الارهاب، ويحارب وينتصر عليه، باسم العالم كله، ومن أجل العالم كله!
وفي قراءة مبكرة لمضمون خطاب نتانياهو أمام غرفتي الكونغرس الأميركي، سيكون الخطاب سياسي المضمون وعسكري اللهجة بتهديدات عالية السقف!
*1 - حرب اسرائيل "وجودية" على الارهاب في غزة. ومتابعة الحرب حتى إنهاء حماس وتحرير الأسرى!*
سيؤكد نتانياهو على متابعة الحرب حتى التخلص من "إرهابيي" حماس ومن قادتها "الارهابيين". كما سيؤكد أنه ليس لدى اسرائيل سوى الخيار العسكري حتى انهاء الحرب في غزة والتخلص من حماس ومن قادتها ومنع تكرار 7 أكتوبر.
وهو سيركز أن هذه الحرب "وجودية" بالنسبة لاسرائيل. وسيتحدث عن معاناة عائلات الأسرى الاسرائيليين لدى حماس، التي سيتهمها بعدم التعاون لتبادل الأسرى!
وسيعيد نتانياهو التذكير، برأيه، بحجم إرهاب 7 أكتوبر الهائل. وسيعتمد على ذلك ليبرر "عدالة الحرب" التي تنفذها اسرائيل، "الدولة الديمقراطية"، ضد "إرهاب حماس"، التي سيقارنها من جديد بداعش.
وهو سيعود للتذكير "بوحشية" حماس وقتلها للمدنيين في 7 أكتوبر، و"حرقها للأطفال واغتصابها للنساء"! كما سيقارن يحيى السنوار بأسامه بن لادن.
وهو سيقول إن اسرائيل تقود الحرب ضد الارهاب! وهي تفعل ذلك بالنيابة عن العالم بأسره، وإن انتصار اسرائيل على الارهاب هو انتصار للعالم بأسره! وإنه يحتاج لذلك لدعم الولايات المتحدة.
سيقارن نتانياهو، ليداعب المشاعر الأميركية، بين 7 أكتوبر وبين 11 أيلول، ليقول إن المعركة هي نفسها، وإن اسرائيل، هي كما الولايات المتحدة من قبل، تواجه خطراً إرهابياً كبيراً.
*2 - لا دولة في فلسطين! والأمن الفلسطيني سيبقى اسرائيلياً! وسيطرة اسرائيل باقية على الضفة، مع مهاجمة السلطة الفلسطينية!*
سيقول نتانياهو إنه لن يكون هناك دولة في فلسطين"! وهو لن يعطي أي ضوء أخضر لقبول اسرائيل بقيام دولة فلسطين. كما سيؤكد أن الأمن في غزة، وعلى كافة الأراضي الفلسطينية هو شأن اسرائيلي بحت!
ولن يقترح نتانياهو خطة "اليوم التالي" كما يراها البعض في الولايات المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي. وهو لن يتحدث عن انسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة، ولا عن حل الدولتين، بل عن تشديد القبضة على غزة لمنع وقوع 7 أكتوبر جديد!
وسيؤكد نتانياهو بالتالي على سيطرة اسرائيل على أمن الضفة الغربية! وسيبرر ذلك بمنع إيران من السيطرة عليها عبر حماس وعبر مجموعات إسلامية أخرى، كما يحدث في غزة وفي لبنان!
وسيؤكد نتانياهو أمام الكونغرس أنه يريد العيش بسلام مع جيرانه الفلسطنيين! ولكنه يعتقد أن هؤلاء الفلسطنيين هم رهائن لقادتهم، الذين يريدون القضاء على دولة اسرائيل، وعلى الدولة اليهودية، أياً تكن حدودها!
وسينتقد نتانياهو أيضاً السلطة الفلسطينية. وسيحملها مسؤولية المشاكل في الضفة. وسيعتبرها غير قادرة على تحمل المسؤولية في إدارة غزة.
*3 - إدانة الدول التي تعترف بدولة فلسطين!*
سيعيد نتانياهو التأكيد أن الدول والحكومات التي تعترف بدولة فلسطين هي دول وحكومات مفلسة أخلاقياً وذهنياً وهي صديقة للإرهاب! "وهذا الاعتراف هو مكافأة لمجازر حماس ولأفعالها الشنيعة"! بهذه الكلمات سيصف نتانياهو النرويج وإسبانيا وإيرلندا... من دون أن يسميها!
*4 - مهاجمة إيران والارهاب الإيراني والخطر النووي الإيراني، وتحذير للأسد!*
سيعتبر نتانياهو إيران خطراً يهدد الأمن العالمي! وهو سيتهم إيران بدعم الإرهاب في المنطقة، وسيتهمها بوقوفها خلف حماس وخلف عملية 7 أكتوبر وخلف حزب الله. وسيطالب بمحاربة أذرعها في كل مكان! وسيذكر باستهداف إيران لاسرائيل (الرد على قصف اسرائيل لقنصلية إيران في دمشق) بالمسيّرات والصواريخ، معتبر إياها أنها تشكل خطراً دائماً على دولة اسرائيل.
وسيعتبر نتانياهو أن من أهداف اسرائيل الأساسية هو منع إيران من الحصول على السلاح النووي، الذي برأيه لن يهدد فقط اسرائيل، بل أيضاً أوروبا والولايات المتحدة، معتمداً على أن إيران تملك بالفعل صواريخ بالستية قادرة على إصابة اسرائيل.
قد يتطرق نتانياهو الى أن إيران تريد فرض التطرف الشيعي على العالم. وهو قد يكرر مقولة سابقة له، مذكراً بقول كيسينجر له إن إيران يجب أن تختار أن تكون دولة أو قضية. في حين قد يعتبر نتانياهو أن إيران تمشي بالخيار الثاني.
وسيذكر نتانياهو بالارهاب والخطر الحوثي - الايراني الذي يهدد البحر الأحمر والاقتصاد الدولي. وسيدعو العالم الى إنهائه.
كما سيحذر نتانياهو سوريا، ورئيسها بشار الأسد، من مساهمتها في دعم حزب الله وفتح حدودها لتمرير الصواريخ إليه من إيران، معتبراً أنه سيستهدف الأهداف التي تشكل تهديداً لاسرائيل في الداخل السوري!
*5 - التهديد بالحرب الشاملة مع حزب الله "الإرهابي". وتهديد لبنان بأكمله بدفع أثمان باهظة!*
سيفتح نتانياهو الباب باتجاه إطلاق الحرب الشاملة ضد لبنان مندداً بإرهاب حزب الله و"ترويعه" المناطق السكانية المدنية "الآمنة" في الشمال الاسرائيلي، معطياً الفرصة للديبلوماسية الأميركية لإقناع حزب الله بالانسحاب من جنوب الليطاني لتجنب الحرب!
نتانياهو سيرفع من مستوى تهديده لحزب الله وللبنان من خلفه، معتبراً أن تصرفات حزب الله ستؤدي الى تدمير لبنان. مؤكداً على أن اسرائيل تحتاج الى أن تكون مناطقها الشمالية آمنة ليعود "سكانها" إليها، ويعيشون فيها "بسلام"!
في الشأن اللبناني أيضاً، قد يطلب نتانياهو من فرنسا (ومن الاتحاد الأوروبي) أن تعمل تحت قيادة الولايات المتحدة، رافضاً من جديد الحل الفرنسي المقترح الذي يضم فرنسا والولايات المتحدة واسرائيل!
*6 - مهاجمة محكمة العدل الدولية!*
لن ينسى بنيامين نتانياهو أن يهاجم محكمة العدل الدولية والقرارات التي اتخذتها بحقه، معتبراً المحكمة، مع قضاتها ومدعيها العام، معادية للسامية.
وسيعتبر قرارات محكمة العدل الدولية سابقة خطيرة ضد نفسها، لأنها تفقدها مصداقيتها، خاصة وأنها تحاكم "دولة ديمقراطية" (أي اسرائيل) من دون أن يتجه المدعي العام في هذه المحكمة الدولية الى اسرائيل للاستطلاع والتحقق بنفسه من مساعدات اسرائيل للمدنيين في غزة!
وسيذكر نتانياهو محكمة العدل الدولية أنه ليس لها أي صلاحية لا على اسرائيل ولا على أرضها، لأن اسرائيل لم توقع على معاهدة روما، ولا على ما سيسميه اليهودية والسامرة (الضفة الغربية) ولا على غزة لأنه ليس هناك دولة فلسطين!"
سيعتبر نتانياهو أن الجيش الاسرائيلي قام كل ما بوسعه لحماية المدنيين في غزة. وأنه قام بتسهيل دخول حوالى 30.000 شاحنة من المساعدات الانسانية لهم منذ 7 أكتوبر. وسيحمل حماس والسنوار مسؤولية موت حوالى 50.000 من أهل غزة.
كما قد يهاجم التحركات الطلابية في العالم، ومن يحركها، بتهمة معاداة السامية ودعم الارهاب!
*7 - التطبيع، وتحالفات اسرائيل مع دول عربية ضد إيران لأهداف أمنية واقتصادية واجتماعية وتنموية.*
سيعيد نتانياهو فتح الباب على تحالف يعتبره "طبيعياً" بين اسرائيل وبين بعض الدول العربية والخليجية لمنع مخاطر إيران في المنطقة. وسيؤكد على عزمه على استكمال عمليات التطبيع مع عدد منها في المستقبل.
وسيركز نتانياهو على اتفاقات ابراهام التي تمّ توقيعها في شهر أيلول/سبتمبر 2020 بين اسرائيل وبين دولة الإمارات العربية والمغرب والبحرين. والتي تسعى، برأيه، الى إدخال الشرق الأوسط فعلياً في القرن الحادي والعشرين!
في حين أنه سيكرر أن إيران تسعى لإعادته الى العصور الوسطى. نتانياهو سيقول إنه سيسعى لتحسين علاقاته العربية بالتكامل الاقتصادي والزراعي والتكنولوجي، مع فتح جسور الى أوروبا عبر المرافىء الاسرائيلية! مؤكداً التفوق الاسرائيلي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطب، والزراعة والري... والذي يمكن أن يخدم الجيران العرب!
*8 - تأكيد التحالف التاريخي بين اسرائيل والولايات المتحدة*
سيقدم نتانياهو الشكر للأميركيين على دعمهم. مؤكداً على استمرار أهمية وضرورة التعاون بينهما لمواجهة الارهاب في العالم ولاقتلاعه أينما كان ولتثبيت أسس الديمقراطية في العالم!
*مواقف أميركية من الخطاب!*
على الرغم من التباينات في المواقف بين إدارة بايدن وحكومة نتانياهو، على جديتها، فالولايات المتحدة تبقي دائماً مصلحة وأمن اسرائيل فوق كل اعتبار.
وسيقوم كافة قادة الأحزاب الأميركية بتأكيد دعم الولايات المتحدة والشعب الأميركي لحماية دولة اسرائيل والوقوف دوماً الى جانبها.
خطاب نتانياهو سيطوي "فعلياً" كل الخلافات بينه وبين إدارة الرئيس بايدن التي ستؤكد مرة جديدة دعمها المطلق لاسرائيل، خاصة في "حربها على الإرهاب"! وسيكون لنتانياهو الضوء الأخضر لاستكمال حروبه في المنطقة، بعد حصوله على مساعدات مالية وعسكرية جديدة!
*كاتب ومحلل سياسي