عن مصيدة التنجيم والتبصير في التصويت النيابيّ
الاحداث- كتبت نادين فارس
عندما يسقط المتوقّعون في مصيدة تنجيمهم وتبصيرهم نتيجة قصر نظر في قراءة الوقائع، يصبح من الأسهل عليهم تصويب سهامهم يمنة ويسرة في توزيع مسؤوليّة تجيير 5 أو 6 أصوات "سرّية" للوزير الأسبق سليمان فرنجيّة.
صحيح أنّ الجهد كان منصبّاً على الوصول أقلّه لعتبة ال 60 صوتاً للمرشّح جهاد أزعور فحصل على 59، لكنّ الصحيح أيضاً في الوقت عينه أنّ سكور المرشّح فرنجيّة ال 51 لم يكن مفاجأة مدهشة لدى الموضوعيّين، ولو فاق سقف قراءتهم بصوت أو صوتين.
ففي واقعة ما سبق جلسة الانتخابات التي شابها ضياع وتشتّت وحسابات دقيقة، غابت عن الأذهان وقع التحوّلات الكبيرة في مواقف كتل أساسيّة والضغوط الهائلة الحاصلة من كلّ حدب وصوب لتغيير قناعات نوّاب في تكتّلات محدّدة، كان من المستحيل عليها أن تصوّت في بلوك واحد كامل وشامل لصالح المرشّح جهاد أزعور. هذا أبسط المتوقّع.
وعمليّاً، من هو القادر على سبيل المثال فحسب على تحديد دقيق لمن صبّت كافة أصوات تكتّل لبنان القويّ؟ في السياق عينه، ألا يمكن التساؤل مثلاً عن إمكانيّة تسرّب حصلت حتّى ضمن كتلة القوّات أو ضمن كتلة اللقاء الديمقراطيّ؟ وأكثر، أيمكن أن يكون نائباً عن قضاء زغرتا بالتحديد - وهنا فعلاً المفاجأة الصادمة لو تأكّد الأمر- قد صوّت بورقة بيضاء لسبب أو لآخر؟!
وماذا عن نائب مسيحيّ من طرابلس قد يكون صوّت ل "لبنان الجديد" لأن تكتّله شاء ألاّ يقطع شعرة معاوية تحضيراً لمرحلة انتخابيّة ثالثة تظهر معها المساحات المشتركة لإنتاج رئيس عبر توسيع التقاطعات لتصبح ميثاقيّة وطنيّة شاملة؟
في الخلاصة، بلاها حفلات التخوين. فمصيدة التنجيم والتبصير في التصويت النيابيّ تكاد تطال الجميع، ولا أحد يستطيع الجزم الحاسم في كيفية تصويت كامل ال 127 من النوّاب الذين اقترعوا ومن هو صاحب المغلّف الفارغ.
الأفضل بدل التلهّي المملّ في التصويب السياسي لأسباب معروفة وأحياناً سخيفة، التوجّه الفوريّ والجدّي لإنهاء الفراغ وإعادة إنتظام عمل المؤسّسات الدستوريّة والشروع بالإنقاذ الإصلاحيّ ضنّاً بلبنان وإنسانه، عبر التلاقي في منتصف الطريق ما بين فريقين أساسيين، لا أحد في لبنان وخارجه يجد خياراً ممكناً آخر أو أفضل.