أقلام كاريكاتورية

جبران والقاف وسفارة واشنطن

الاحداث- كتب رشيد قيامي 

" صديقي السابق " جبران.
صرلي ٤٨ ساعة حاكمتني الدهشة، بعد مؤتمرك الأخير يوم الأحد.
الدهشة نابعة من كتير إشيا لفتتني خلال إطلالتك يا طربون حَبَق قلبي. بدءاً بالعنوان الخلّاق للمؤتمر " صلابة ، مرونة ، إنتاج " ، مروراً بمعضلة حرف القاف، وانتهاء بطرح المفاهيم الإستراتيجية الدقيقة على المستويين المحلّي والعالمي.
جبران،
عنوان المؤتمر يختزل عُمق الطرح وبلاغة المتن وديناميكيّة الحركة.
بعرف إنّك ما فهمت الجملة، بس أنا كمان ما بعرف كيف طلعت معي. 

" صديقي السابق "، الإبداع في الصياغة ، ورغم معرفتي بعمق فكرك ، لا يوازيه إبداع. خاصّة بس تحكي عن مرحلة المتغيّرات الكبرى : " يدخل العالم مرحلة متغيّراتٍ كبرى على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعلى التيّار مواكبتها والصمود لاجتياز مطبّاتها." 

 

أمّا حديثك عن المشرقيّة فيستلزم عقوداً من الزمن لسبر أغواره. بعرف إنّك ما فهمت شو يعني " سبر أغواره " بس مش وقت إشرحلك الأن. 

يا رجل ، كيف ركبِت معكن هالجملة خبّرني : " إنّ المشرقيّة هي السبيل الأفضل للمواءمة بين الهويّة والوجود. وهي تنطبق تماماً على نشأة التيّار وتطلّعاته. والأهمّ أنّها تنطبق على رسالته التي تقوم على الإنفتاح والتفاعل والتسامح."

جبران، سامحني. عند هالجملة بدأت قدرتي على الإستيعاب تتلاشى. لكن لمّن إستتبعتها بجملة أخرى من نفس العيار، ساعتها أنا إنتهيت. ليك ملّا جملة ليك: " إنّ المشرقيّة هي حضنٌ حضاري وثقافي.  والتيّار يسعى لتحويلها إلى حاضنةٍ جغرافيّة حسّية ، لتأخذ مع الوقت شكل الكيان الاقتصادي المتكامل مع الفضاء العربي دون التناقض معه." 

" حاضنةٍ جغرافيّة حسيّةٍ " قلتلّي ؟

جبران، خففلي بلاغة دخيل عرضك حتّى نقدر نفهم عليك. والله العظيم لو بترجع تحكي باللغة الشعبيّة الدارجة بتحلّلي أزمة كبيرة وتعيدني إلى حاضنةٍ تحضنني بالأحضان ِ . بعدين ليك شو الله جابرك تغلبط شي ١٧٥٤٣ مرّة بلفظ حرف القاف؟ إنّو مضطرّ يعني ؟ 

جبران، لازم تركّ شوي عالقاف. بعرف إنها صعبة ، بس ما في شي صعب أمام عزمك ومثابرتك. إنّو معقول ما خلّيت حرف قاف يعتب عليك؟ خاصة أنت وعم تحكي عن العدو الغاشم : " إسرائيل لا تفكَه ( تفقَه ) لغة السلام."

جبران، بدّك للصراحة، بعدني عم بدرس خطابك بتأنّي ، لأنّو كان كتير صعب على قدراتي الإستيعابيّة المتواضعة، أمام عظمة نبوغك. 

ليك جبران، بعيداً عن موضوع خطابك وعظمتو ، تناهى إلى مسامعي بهاليومين خبر بيتعلّق بالسفارة اللبنانيّة بواشنطن. خبّروني عن " ضغوط كبيرة " مارستها لتحويل السفارة  في واشنطن إلى مكتب دفاع عنّك أمام العقوبات المفروضة عليك. وخبّروني كمان عن إصرارك على إيفاد مدير مكتبك السابق هادي هاشم إلى واشنطن لتولي شؤون السفارة ، بعد بلوغ السفير غابي عيسى سنّ التقاعد خلال أسبوعين، وإنّو هاشم سيقوم شخصياً بمحاولة إعادة ترتيب علاقاتك مع الإدارة الأميركية الجديدة. هل صحيح هالشي؟

بدّك للصراحة جبران، متل السفير غابي عيسى صعبة تلاقي. مع إحترامي طبعاً للأستاذ هادي هاشم يلّي ما بعرفو شخصيّاً. السفير عيسى يلّي تخلّى عن جنسيّتو الأميركيّة في سبيل خدمة بلاد الأرز وأبناء الجالية ، حوّل السفارة في واشنطن خلال كم سنة إلى مركز إستقطاب عالمي . صحيح إنّو 

اللون البرتقالي طغى " شوي " على نهج السفارة ، وإنّو بعض المناهضين 

للطغيان البرتقالي خفّفوا زياراتهم حتّى في المناسبات الرسميّة ، بس هالشي ما بيعنى إنّو السفير ما شرّع أبواب السفارة السنة الماضية أمام المنتشرين من أبناء الجالية، لا سيّما خلال التظاهرات الداعمة لما يسمّى بالثورة ويلّي تناولتك بالسوء وما خلّت ستر مغطّى.

جبران ، بعرف إنّك بتشتغل على قاعدة إحترام أصول العمل الديبلوماسي والتراتبية والأقدميّة داخل السلك، مش وفق ما تمليه مصلحتك، بس الحكي كتير في صفوف الطاقم الديبلوماسي اللبناني عن تخطّيك للأعراف. 

ما بدّي طوّل عليك. بعرف مشاغلك كتيرة. ببقى بحكيك بس إستوعب كل خطابك يوم الأحد. 

دُمت طربون حبَقٍ عابق ٍ في عهد عمّك المجيد وإلى اللقاء.  

===========