«حزب الله»: لا فيتو رئاسياً إلا على جعجع
أكد انفتاحه على قائد الجيش اللبناني... وردود «قواتية» على صفا
الاحداث- كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الأوسط": "مع بدء العد العكسي لموعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الخميس، بدأت مواقف الأفرقاء تتوضح تدريجياً، إذ كان لافتاً إعلان «حزب الله» أنه «لا فيتو» من قِبله على قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي سبق أن أعلن تأييده الحزب «التقدمي الاشتراكي»، ولا تمانع المعارضة ترشيحه، وإن كانت لم تعلن ذلك رسمياً حتى الآن.
ومع تكثيف اللقاءات والاتصالات السياسية بين الأفرقاء، برز موقف «حزب الله» تجاه قائد الجيش، الذي اختلفت الآراء تجاهه بين من رأى فيه «مناورة» وبين من عدّه «تقدماً» في موقف الحزب، ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على حظوظ وصول العماد عون إلى الرئاسة، وهو الأمر الذي يفترض أن تحسمه الساعات القليلة المقبلة، في ظل وجود عدد من الأسماء المطروحة من قِبل بعض الأفرقاء.
وأتى موقف الحزب على لسان مسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا، الذي شنّ في الوقت عينه هجوماً على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وقال صفا خلال جولة في مكان اغتيال أمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله: «الحزب جاهز وحاضر في كل الاستحقاقات والملفات، منفتحون على قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ولا فيتو إلا على رئيس حزب القوات سمير جعجع؛ لأنه مشروع فتنة وتدمير في البلد». ولاقت مواقف صفا ردود فعل رافضة.
وفي حين وضعت مصادر «القوات» موقف «حزب الله» في خانة المناورة، رأى فيه حزب «الكتائب» إشارة إيجابية إلى إمكانية التلاقي على ترشيح العماد عون.
وقالت مصادر «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط»: «نرحب بإعلان حزب الله لجهة عدم وضع فيتو على قائد الجيش، وهذا إشارة إيجابية إلى إمكانية التلاقي على مرشح يحاكي المرحلة»، مضيفة: «في حال لم يستطع عون تأمين العدد المطلوب انطلاقاً من أنه يتطلب تعديلاً للدستور، أي 86 صوتاً، فالكتائب تدعم المرشح الذي يتمتع بخلفية سيادية، وليس الذي يعرف بالتزاماته السابقة مع النظام السوري والممانعة».
في المقابل، تعد مصادر «القوات» أن «موقف حزب الله هو مناورة وكلام فارغ لا يقدم ولا يؤخر إذا لم يترافق مع إعلان الحزب صراحة تبني ترشيح العماد عون، لا سيما أن الجميع يعلم أن الثنائي الشيعي، إضافة إلى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لا يؤيدون ترشيح عون».
وبين هذا وذاك، يتوقف مصدر نيابي في المعارضة، عند ما يعده «غموضاً» حتى الساعة في موقف «القوات»، لا سيما في ظل الحديث عن إمكان ترشيح جعجع للرئاسة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «موقف القوات يربك المعارضة التي تعقد اجتماعات واتصالات متواصلة للخروج باسم مرشح توافقي فيما بينها»، مؤكداً في الوقت عينه أنه إذا أعلن جعجع ترشيحه، فإنه لا شك أنه سيلقى تأييداً واسعاً من معظم أفرقاء المعارضة التي تضم 31 نائباً، من «القوات»، و«الكتائب»، و«كتلة تجدد»، وكتلة «تحالف التغيير» وعدة نواب مستقلين.